انطلقت اليوم الإثنين 11 نوفمبر 2024، فعاليات قمة المناخ “كوب 29” في العاصمة الأذربيجانية باكو، بمشاركة دولية واسعة تهدف إلى تعزيز العمل المناخي وتسريع وتيرته. وفي الجلسة الافتتاحية، سلمت دولة الإمارات رئاسة القمة إلى أذربيجان، مع التأكيد على استمرار أبوظبي كشريك رئيسي في تعزيز الجهود الدبلوماسية المناخية العالمية، وفقًا لما ذكرته منصة “الطاقة المتخصصة” (مقرها واشنطن).
ويعد “التمويل المناخي” محورًا رئيسيًا في مفاوضات القمة، حيث سميت هذه النسخة بـ”مؤتمر كوب المالي”، إذ يركز على تحديد الأموال اللازمة لدعم البلدان النامية في مواجهة التحديات المناخية. وتهدف قمة كوب 29 إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الهدف الكمي الجديد للتمويل السنوي المناخي، الذي سيبدأ العمل به بعد انتهاء فترة التعهد الحالي، والذي يقدر بحوالي 100 مليار دولار في نهاية هذا العام. ويستلزم هذا الهدف مشاركة القطاع الخاص عبر استثمارات ضخمة، بالإضافة إلى تبني مصادر مبتكرة للتمويل، في إطار مسعى لسد فجوة التمويل المناخي العالمية والمساهمة في الحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
من جهة أخرى، دعا رئيس قمة كوب 28، سلطان أحمد الجابر، في كلمته خلال مراسم تسليم رئاسة القمة إلى أذربيجان، إلى البناء على الإنجازات التي تحققت في قمة الإمارات، مشيرًا إلى ضرورة استمرار العمل المناخي مع تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأكد أن نجاح “كوب 28” ما كان ليتحقق دون الدعم المستمر من القيادة الإماراتية، مشيدًا بتعاون جميع الجهات والمؤسسات المحلية.
وأضاف الجابر أن “اتفاق الإمارات”، الذي تم التوصل إليه في “كوب 28″، يمثل إنجازًا تاريخيًا، مشيرًا إلى أنه قد بدا في البداية بعيد المنال، لكنه تحقق بفضل جهود المفاوضين. واعتبر أن هذا الاتفاق أصبح مرجعًا عالميًا للطموحات المناخية والتنمية المستدامة، متضمنًا بنودًا مهمة مثل تحقيق انتقال مسؤول في قطاع الطاقة وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
كما تطرق الجابر إلى مبادرات جديدة لتحقيق خفض الانبعاثات، مثل “ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز”، الذي يضم حاليًا 55 شركة تمثل 44% من الإنتاج العالمي للنفط. وأوضح أن هناك جهودًا متكاملة لتشجيع النمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات، مع ضرورة تعاون القطاعات المختلفة لتحقيق التقدم المناخي والاقتصادي.
وفيما يتعلق بالتمويل المناخي، أشار الجابر إلى التقدم المحرز في هذا المجال، مشيدًا بتشكيل “صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار” الذي يتلقى تمويلات تصل إلى 853 مليون دولار، وكذلك إطلاق “صندوق ألتيرّا” خلال “كوب 28″، الذي أصبح أكبر صندوق عالمي لدعم مشروعات الطاقة النظيفة على مستوى العالم.