يبحث الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي– فى اجتماعه الأخير من العام الجاري مصير سعر الفائدة على الدولار على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وسط ترقب الأسواق المالية والاقتصادية.
هذا الاجتماع يعد الأخير للاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2024، وسط توقعات كبيرة حول تأثير قراراته على مسار الاقتصاد العالمي، وذلك وسط التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وذلك بعد أن قررت في اجتماع نوفمبر الماضي تخفيضها بمقدار 25 نقطة أساس، لتتراوح بين 4.5% و4.75%.
يبدو أن مسؤولي الفدرالي الأميركي في طريقهم لخفض أسعار الفائدة هذا الشهر بعد أن أظهرت البيانات أن سوق العمل الأميركي لا يزال قوياً لكنه استمر في التباطؤ في نوفمبر، يترافق ذلك مع ظهور الجدل حول احتمال توقف تخفيضات أسعار الفائدة في العام الجديد.
وأظهر تقرير التوظيف الشهري لوزارة العمل الأميركية، أن أصحاب العمل أضافوا 227 ألف وظيفة الشهر الماضي، وهو ما يمثل انتعاشاً من التباطؤ الناتج عن الإعصار في أكتوبر، لكن معدل البطالة ارتفع إلى 4.2%.
على مدار نصف العام الماضي، كان متوسط مكاسب الوظائف الشهرية أقل من 150 ألف وظيفة، وهو أقل مما يشعر بعض صناع السياسات أنه ضروري لتوفير عمل كافٍ لمواكبة النمو السكاني.
وقال عدد من صناع السياسة في الفدرالي إنهم رأوا استمرار أسعار الفائدة في الانخفاض، ولكن بحذر بشأن الوتيرة.
من خلالها، رأت رئيسة الفدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي أن الأرقام الجديدة تظهر أن سوق العمل في وضع جيد، وبينما أشارت إلى عدم ارتياحها لخفض آخر لسعر الفائدة هذا الشهر، قالت إنه بمجرد أن يقترب سعر الفائدة من الاستقرار، فإنها ستتخذ “نهجاً أكثر حذراً” بشأن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
وفي وقت سابق، قالت دالي إنها ترى أن نسبة 3% هي المكان الذي قد تحتاج فيه تكاليف الاقتراض قصير الأجل إلى النهاية.
من شأن الخفض بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر أن يرفع سعر الفائدة لدى الفدرالي الأميركي إلى نطاق 4.25% إلى 4.50%، أي أقل بنقطة مئوية كاملة عما كان عليه في سبتمبر/ أيلول عندما بدأ البنك المركزي دورة التيسير.
في السياق، قال المحلل في شركة تي دي سيكيوريتيز، جينادي غولدبرغ، مستشهداً بمتوسط نمو الرواتب بنحو 150 ألف وظيفة في الآونة الأخيرة: “إنه ليس اقتصاداً رائعاً تماماً، لكنه أيضاً اقتصاد لا يبدو أنه يتباطأ بشكل حاد كما توقع الجميع قبل بضعة أشهر”، مشيراً إلى متوسط نمو الرواتب بنحو 150 ألف وظيفة في الآونة الأخيرة.
ورأى أنه “يمكن لبنك الاحتياطي الفيدرالي أن يقدم بأمان خفضاً آخر لسعر الفائدة في ديسمبر ثم ربما يعلن عن توقف مؤقت محتمل في أقرب وقت في اجتماع يناير”.
بدروه، صرح محافظ الفدرالي الأميركي كريستوفر والر في بداية هذا الأسبوع إنه “يميل نحو” خفض أسعار الفائدة لكنه سيحتفظ بالحكم النهائي لمراجعة أحدث أرقام الوظائف بالإضافة إلى بيانات التضخم المقررة الأسبوع المقبل.
وكرر رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول تعليقاته السابقة بأن البنك المركزي يمكن أن يكون حذراً في إدارة المرحلة النهائية من معركته المستمرة منذ ثلاث سنوات تقريباً ضد التضخم.
قد يكون لحذر باول تأثير أكبر في العام المقبل، حيث يتوقع العديد من المحللين أن يقوم البنك المركزي الأميركي بإيقاف التيسير النقدي مؤقتاً بعد إجراء التخفيض في 18 ديسمبر.
وقد يفضل واحد على الأقل من زملاء رئيس الفدرالي تنفيذ استراحة على المدى القريب.
في هذا الإطار، قالت محافظ الفدرالي ميشيل بومان في مؤتمر الإدارة التنفيذية لجمعية المصرفيين في ميسوري: “ما زلت أرى مخاطر أكبر على جانب استقرار الأسعار في تفويضنا، خاصة عندما يظل سوق العمل بالقرب من التوظيف الكامل”. وتابعت “أفضل أن نمضي بحذر وتدريجي في خفض سعر الفائدة، حيث لا يزال التضخم مرتفعاً”.