مصطفى الشربيني: الرئيس الأمريكي ألغى قيود التصدير.. والمنتج الأمريكي الأرخص
أيمن قرة: الغاز الصخري الأمريكي سيسهم في حل أزمة عجز الغاز قريبا
كتب شيرين نوار
يعتبر استيراد الغاز الصخري الأمريكي أحد أهم الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرًا، خاصة مع توافر كميات كبيرة من الاحتياطيات منه في الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة نقص إمدادات الغاز الطبيعي نتيجة زيادة حجم الطلب الداخلي مع عجز الكميات المستوردة، وإجراء الدولة بعض الإجراءات لتخفيف الأزمة من خلال برنامج تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء وفق خطط متوازية ومنظمة، وتوقف شركات ومصانع الأسمدة والبتروكيماويات عن العمل، وهو ما دفع الحكومة أيضًا لاستيراد شحنات إضافية من الغاز بأسعار مرتفعة، وبالتالي، اتجه المسؤولون للبحث عن حلول وبدائل للخروج من عنق الزجاجة، تمثلت في التوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، علاوة على مشروع استيراد الغاز الصخري الأمريكي.
وقال المهندس مصطفى الشربيني، خبير الطاقة، إن الغاز الصخري الأمريكي أرخص سعرًا من القطري والسعودي، ولكنه كان يواجه تحديات حيث كانت هناك قيود على التصدير ومنح رخص لشركات التصدير، إلى جانب البعد المكاني، ولكن ترامب أصدر قرارًا بوقف هذه القيود على شركات التصدير، وهو ما يؤدي إلى إنشاء شركات جديدة لتصدير الغاز ورفع حجم مبيعات الغاز الأمريكي، خاصة مع العمل على عقود تصدير إلى أوروبا خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن أسعار الغاز ترتبط بعدة عوامل وتختلف من مكان إلى آخر، وتتراوح الأسعار ما بين 17 دولارًا للمليون وحدة حرارية للغاز المسال في اليابان إلى 0.78 دولار في السعودية، كما تختلف أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وأمريكا أيضًا، حيث تأثرت الأسعار في الولايات المتحدة كثيرًا بوفرة إنتاج الغاز الصخري، وانهارت لتصل إلى أقل من دولارين، إلا أنها استعادت بعض عافيتها وهي تتداول حاليًا في مستوى 3-4 دولارات للمليون وحدة حرارية.
وأوضح الشربيني أن هناك دولًا تحتل قائمة الصدارة كأرخص دول العالم في بيع الغاز الطبيعي المسال لمواطنيها، فقد احتلت الكويت رابع أرخص دول العالم في بيع الغاز المسال بسعر 0.88 دولار للجالون الواحد، لتتفوق بذلك على قطر التي تعتبر أكبر مزود للغاز الطبيعي المسال في العالم، والتي حلت في المرتبة الخامسة بسعر 0.93 دولار، لافتًا إلى أن مصر استوردت الغاز الصخري الأمريكي العام الماضي، علاوة على الإعلان مؤخرًا عن اعتزام تحالف شركات المصرية القابضة للبتروكيماويات “إيكم”، وسيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك)، والمصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته “إيثيدكو”، والمصرية للغازات الطبيعية (جاسكو)، وجاما للإنشاءات استيراد غاز الإيثان السائل “الغاز الصخري الأمريكي”، وكذلك إنشاء وحدة لتغييز الغاز بميناء الدخيلة في الإسكندرية.
وتتوزع حصص المساهمين بالمشروع بنحو 25% لصالح “سيدبك”، و25% لشركة “إيثيدكو”، و25% إلى شركة “جاما”، ونحو 15% لشركة “إيكم”، و10% لصالح شركة “جاسكو”.
وأكد الشربيني أن هذا التحالف سيكون له مردود إيجابي في زيادة حجم إنتاج الغاز خلال الفترة القادمة لتغطية عجز الغاز الطبيعي، لافتًا إلى أن المكون الرئيسي في الغاز الطبيعي هو الميثان بنسبة 70%، ويتم تصديره في الدول القريبة والمجاورة من خلال خطوط أنابيب أو يتم تسييله ونقله في شحنات عبر السفن إلى الدول البعيدة.
وتابع أنه سيتم الحصول على الغاز الصخري الأمريكي عبر موردين غاز عالميين سيتم التعاقد معهم عقب الانتهاء من إنشاءات المشروع، بحيث ستتولى شركتا “سيدبك وإيثيدكو” طرح مناقصات الاستيراد، وستتم الترسية للعروض الأفضل سعرًا، والتي ستلتزم في الغالب بالتسعيرة العالمية للغاز.
وأضاف أنه سيتم توجيه كامل الشحنات المتعاقد عليها إلى شركتي “سيدي كرير وإيثيدكو” لتلبية استهلاك الشركتين من الغاز الطبيعي اللازم لإنتاج 100% من الطاقات التشغيلية.
ورحب المهندس أيمن قرة، خبير الطاقة، بمشروع استيراد الغاز الصخري الأمريكي باعتباره سيساهم في حل أزمة عجز الغاز في المستقبل القريب، وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية من أهم الدول التي تتمتع بوفرة كبيرة في إنتاج الغاز الصخري، مشيرًا إلى أن الغاز الصخري هو أحد أشكال الغاز الطبيعي (الميثان في الغالب) ويوجد تحت الأرض في الصخور الزيتية، وهو مصنف على أنه “غير تقليدي” لأنه يوجد في الصخور الزيتية، وهي تكوينات صخرية أقل نفاذية من الحجر الرملي أو الحجر الطيني أو الحجر الجيري، حيث يوجد الغاز “التقليدي”، وهو موزع بشكل عام على مساحة أكبر بكثير، ويتم استخراج الغاز الصخري من خلال التكسير الهيدروليكي، حيث يتم حفر ثقوب عميقة في الصخر الزيتي، يليها الحفر الأفقي للوصول إلى المزيد من الغاز، حيث يتم توزيع احتياطيات الصخر الزيتي أفقيًا وليس رأسيًا. ثم يتم ضخ سوائل التكسير التي تحتوي على الرمل والماء والمواد الكيميائية تحت ضغط مرتفع في الثقوب المحفورة لفتح الشقوق في الصخر، مما يسمح للغاز المحبوس بالتدفق إلى آبار التجميع، ومن هناك يتم نقله عبر الأنابيب للاستخدام التجاري.
وأشار إلى أن هناك فرقًا بين الغاز الطبيعي والغاز الصخري، حيث إن الغاز الطبيعي مصدر رئيسي للطاقة في جميع أنحاء العالم، حيث يمثل 21 في المائة من إمدادات الطاقة العالمية في عام 2010، والغاز الطبيعي هو غاز عديم اللون والرائحة، ويتكون إلى حد كبير على مدى ملايين السنين تحت الأرض، وهو مصنوع من مجموعة متنوعة من المركبات، ولكن الميثان هو الأكثر أهمية، والغاز الطبيعي هو وقود أحفوري يطلق غازات دفيئة عند حرقه، ولكنه أقل تلويثًا للمناخ من الفحم، حيث يطلق حوالي نصف انبعاثات الكربون.