الدكتور مهندس أحمد سلطان، رئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسي القاهرة لـ”عالم المال” :
• تتراوح بين 65 إلى 120 دولارًا للبرميل.. 3 سيناريوهات متوقعة لأسعار النفط فى 2025
• التوترات مع أوبك بلس قد تتصاعد بسبب سياسات ترامب في قطاع الطاقة
• المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط تبقي أسعار النفط تحت ضغط
• تمديد أوبك بلس للتخفيضات الطوعية قد يدعم أسعار النفط في 2025
• قوة الدولار الأمريكي قد ترفع فاتورة النفط وتؤثر سلبًا على الطلب في 2025
• الفائض في العرض سيهدد استقرار سوق النفط في 2025
في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة، تثير أسواق النفط في عام 2025 العديد من التساؤلات حول الاتجاهات المستقبلية للأسعار والتوازن بين العرض والطلب ، مع المخاوف من تأثير التوترات الإقليمية، مثل النزاعات في الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية، على استقرار الإمدادات، بالإضافة إلى التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية تحت إدارة الرئيس ترامب، تتزايد الحاجة لفهم أعمق لهذه التحولات وتأثيراتها على الأسواق العالمية.
التقت “عالم المال”مع الدكتور مهندس أحمد سلطان، رئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسي القاهرة، والمتخصص في شؤون النفط والطاقة، فى حوار موسع حول مستقبل أسواق النفط والطاقة، السيناريوهات المحتملة للقطاع في 2025.
• كيف ستؤثر السياسات الأمريكية في ظل ولاية ترامب الثانية على أسواق النفط؟
من المتوقع أن يشهد العالم تحولًا في مسار سياسات الطاقة والمناخ مقارنةً بفترة ولاية بايدن التي امتدت لأربع سنوات.
استنادًا إلى الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب السابقة، فمن المرجح أن تسعى الإدارة الثانية لترامب إلى سحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وإلغاء وإعادة صياغة اللوائح الحالية لانبعاثات السيارات، وتخفيف اللوائح المتعلقة بالميثان، وتقليص الدعم لاعتماد السيارات الكهربائية.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تمنح إدارة ترامب الموافقات اللازمة لمشاريع تصدير الغاز الطبيعي المسال المعلقة، مما قد يدعم اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية في النصف الثاني من عام 2025.
ومن ثم فان عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تساهم في زيادة الإنتاج النفطي الأمريكي، مع تقليص القيود البيئية، مما يفتح الباب لوفرة في العرض العالمي ويضغط على الأسعار.
كما أن ترامب يسعى لتحقيق استقلالية الطاقة الأمريكية وتقليل الاعتماد على واردات النفط، مما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار. ومع ذلك، هناك شكوك بشأن تأثير هذه السياسات في ظل العوامل المتغيرة التي قد تدفع الأسعار للارتفاع.
و أرى أن سياسات ترامب لن تؤثر فقط على السوق المحلي، بل قد تزيد التوترات مع دول أوبك بلس، التي تحاول الحفاظ على التوازن السعري.
كما أن إعادة فرض العقوبات على إيران وروسيا قد تؤدي إلى شح في الإمدادات وتفاقم تقلبات الأسعار.
الانتقال إلى مرحلة جديدة في سياسة الطاقة الأمريكية يعكس رغبة ترامب في تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري وتقليص القيود التنظيمية، ما قد يغير مجرى الطاقة العالمي.
وفي ظل المخاطر الجيوسياسية، يبقى التوتر في منطقة الشرق الأوسط أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في الأسعار، حيث إن أي تصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ.
• ما هي السيناريوهات المتوقعة لأسعار النفط في 2025؟
من المتوقع أن تظل أسعار النفط في نطاقها الحالي حتى الربع الأول من عام 2025، لكن هناك مخاطر عديدة قد تؤدي إلى تقلبات ، إذ يحتمل أن تظل الأسعار مستقرة نسبيًا رغم المخاطر الجيوسياسية وتغييرات السياسة الأمريكية، ولكن قد تتسبب الأحداث الجيوسياسية أو قرارات أوبك بلس في زيادة التقلبات.
وهناك ثلاث سيناريوهات رئيسية متوقعة لأسعار النفط في 2025 وهم :
السيناريو الواقعي ، وفيه تتراوح الأسعار حول 65 دولارًا للبرميل في حال عدم حدوث أزمات في الإمدادات.
السيناريو المتفائل ، وفيه ترتفع الأسعار إلى حوالي 85 دولارًا للبرميل في حال زيادة الطلب من الصين.
السيناريو غير العادي، وفيه ترتفع الأسعار إلى 120 دولارًا للبرميل في حال حدوث تهديدات في دول منبع النفط أو اضطرابات في الإمدادات.
• ما هو تأثير قيمة الدولار الأمريكي على أسعار النفط في 2025؟
بقاء الدولار الأمريكي قويًا قد يشكل خطرًا على أسواق النفط في 2025، حيث أن ارتفاع قيمة الدولار يعني أن الفاتورة النفطية ستزداد بالنسبة للكثير من الدول، مما سيؤثر سلبًا على نمو الطلب على النفط.
نظرًا لأن النفط يتم تسعيره بالدولار، فإن قوة الدولار ستزيد التكلفة بالنسبة للمستهلكين في بعض الدول.
• ماذا تتوقع بشأن العرض والطلب على النفط في عام 2025؟
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يشهد العرض العالمي للنفط فائضًا يبلغ مليون برميل يوميًا في عام 2025، في حال استمرار أوبك بلس في سياسة خفض الإنتاج بالمعدلات الحالية .
هذا الفائض قد يؤثر على توازن السوق النفطي، خاصة مع تزايد إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بلس، مثل الولايات المتحدة وكندا وغيانا.
وعلى الرغم من تعافي الطلب على النفط بعد جائحة كوفيد-19، فإن تباطؤ الاقتصاد الصيني يمثل مصدر قلق رئيسي بالنسبة لتوقعات الطلب على النفط في 2025 ، ما قد يحد من الضغط التصاعدي على الأسعار.
و يمكن أن تؤثر الرياح الاقتصادية السلبية في الاقتصادات الكبرى على أنماط الاستهلاك، بينما سيؤثر الانتقال إلى تقنيات الطاقة النظيفة أيضًا على معدلات نمو الطلب في الأسواق المتقدمة.
• كيف يمكن أن تؤثر التخفيضات الطوعية لأوبك بلس على أسعار النفط في 2025؟
اذا قررت أوبك بلس تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط، فقد تمنع الأسعار من الانخفاض بشكل كبير، مما يساهم في دعم الأسعار ، حيث أن هذه التخفيضات قد تستمر حتى منتصف عام 2025، وهو ما يساعد على الحفاظ على التوازن في سوق النفط ويمنع انخفاض الأسعار تحت 70 دولارًا للبرميل.
• ما موقف زيادة الطلب الصيني من أسعار النفط في 2025؟
من المتوقع أن يكون الطلب الصيني على النفط أحد العوامل الأساسية في تحديد أسعار النفط في 2025.
أي زيادة في الطلب الصيني، خاصة إذا شهدت الصين انتعاشًا اقتصاديًا، قد تدفع أسعار النفط للارتفاع.
لكن إذا استمر تباطؤ الاقتصاد الصيني، قد يحد ذلك من زيادة الطلب على النفط ويؤثر سلبًا على الأسعار.
• ما هي التحديات التي تواجه توقعات أسعار النفط في عام 2025؟
بشكل عام سيواجه قطاع الطاقة قد يواجه تحديات كبيرة في 2025، خاصة فيما يتعلق بتلبية الطلب على الطاقة النظيفة، إذ يتوقع أن يتجاوز نمو الطلب على الطاقة الإجمالي نمو إمدادات الطاقة النظيفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية.
علاوة على ذلك، هناك مخاوف من تأثير التوسع في استخدام السيارات الكهربائية على الطلب على النفط، رغم أن تأثير هذه التغيرات قد يكون محدودًا في عام 2025.
كما أن أسعار النفط في 2025 قد تواجه تحدياتى أخرى ، أبرزها التوترات الجيوسياسية التي قد تؤدي إلى انقطاع الإمدادات، فضلاً عن مخاوف من تراجع الطلب العالمي.
كما أن السياسة النفطية الأمريكية الجديدة تحت قيادة الرئيس ترامب قد تغير مشهد السوق العالمى للنفط
ومع تزايد الإنتاج من خارج مجموعة أوبك بلس، تتوقع الأسواق أن يكون هناك فائض في العرض في 2025.
• كيف يمكن أن تؤثر التوترات الجيوسياسية على أسواق النفط في 2025؟
التوترات الجيوسياسية، فضلاً عن السياسة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، يمكن أن تخلق حالة من عدم اليقين بشأن إمدادات النفط.
وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات في السوق وارتفاع أسعار النفط، خاصة إذا كانت هناك تهديدات مباشرة لإمدادات النفط الخام من مناطق رئيسية مثل الشرق الأوسط.
وخير دليل على ذلك، ما شهدته أسعار النفط تغييرات كبيرة في السنوات الماضية، خاصة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
حيث قفزت الأسعار إلى أكثر من 137 دولارًا للبرميل في بداية الحرب، وهو أعلى مستوى تاريخي قبل أن تنخفض مرة أخرى إلى حوالي 70 دولارًا للبرميل حاليًا. هذه التقلبات تأثرت أيضًا بجائحة كوفيد-19 وتوترات الشرق الأوسط.