يغادر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، إلى العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في مجالات التنمية وإعادة الإعمار.
وأكد مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي بمقر مجلس الوزراء في العاصمة الإدارية الجديدة، أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين مصر والعراق، وحرص القيادة السياسية في البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وأشار إلى أنه سيرافقه في الزيارة عدد من الوزراء في قطاعات مختلفة، لمناقشة ملفات التعاون مع نظرائهم في العراق، حيث سيتم بحث مشروعات البنية الأساسية، والتنمية العمرانية، والخدمات، والصناعة، والنقل، والاستثمار، والطاقة. كما سيتم استعراض مشروعات الربط الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، لا سيما في مجالات النقل والبنية التحتية.
وأوضح رئيس الوزراء أن الشركات المصرية سيكون لها دور قوي في مشروعات إعادة الإعمار بالعراق، لافتًا إلى أن هذه الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات تعاون جديدة، لتعزيز مشاركة الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات الكبرى، والاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات الإنشاءات والتنمية.
كما أشار مدبولي إلى أن الزيارة ستشمل مناقشات سياسية مع نظيره العراقي، لبحث أبرز التحديات التي تواجه المنطقة، وتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا أن مصر حريصة على تعزيز استقرار العراق والمساهمة في نهضته الاقتصادية.
وترأس مساء أمس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة بمقرها في العاصمة الإدارية الجديدة؛ وذلك في إطار مناقشة عدد من الموضوعات والملفات.
واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بتقديم خالص التهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وللشعب المصري العظيم؛ بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، داعيا الله عز وجل أن يعيد هذه الذكرى العطرة على مصرنا الغالية وقيادتها وشعبها بكل خير وأمن وسلام، كما تقدم بالتهنئة لرجال الشرطة البواسل بمناسبة مرور عيد الشرطة، مؤكدا أن ما قدموه من تضحيات في سبيل رفعة هذا الوطن العظيم كان التاريخ شاهدا عليه، ولا يزالون يقدمون كل غال ونفيس من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الدولة المصرية، مهنئا كذلك بذكرى ثورة يناير، ومعربا عن أمنياته بأن يعيد المولى عز وجل هذه المناسبات وشعبنا في أسعد حال.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي بعد ذلك للحديث عن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيدا بهذه الخطوة التي تمثل شاهدا قويا على الجهود التي تبذلها الدولة المصرية للتهدئة بالمنطقة، ووقف دماء الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر ستواصل السعي بكل جدية لتنفيذ هذا الاتفاق بالكامل، سعيًا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وإعادة وصول الخدمات للقطاع.
وفي هذا السياق، نوه رئيس مجلس الوزراء إلى حضوره فعاليات إطلاق “صندوق تحيا مصر” أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة لأهالينا في غزة، تحت شعار “نتشارك من أجل الإنسانية” تتضمن شاحنات محملة بكل الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية وسيارات الإسعاف وكميات ضخمة من المواد الغذائية؛ لإغاثة سكان القطاع.
وعقب ذلك، تحدث رئيس مجلس الوزراء عن مشاركته، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس 2025 “، التي عقدت هذا العام تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي”، لافتا إلى أن هذه المشاركة كانت فرصة جيدة لحضور عدد من الفعاليات المهمة ضمن أجندة المنتدى، إلى جانب عقد اجتماعات ولقاءات ثنائية بعددٍ من المسئولين الحكوميين العرب والدوليين؛ لبحث ومناقشة التحديات الراهنة وتعزيز العمل المشترك، فضلاً عن لقاء عددٍ من رؤساء وممثلي الشركات العالمية في عدة قطاعات حيوية؛ وهو ما أتاح الفرصة لمناقشة العمل على جذب استثمارات جديدة إلى مصر.
ولخص الدكتور مصطفى مدبولي انطباعاته عن مشاركته في منتدى دافوس بالإشارة إلى أنه لمس نظرة إيجابية لدى المشاركين في المنتدى عما يشهده الاقتصاد المصري من خطوات مهمة، وما يتم اتخاذه من قرارات وإجراءات في سبيل تحفيز وتعزيز نموه، وتشجيع المستثمرين لضخ استثماراتهم في مختلف قطاعاته.
واستمرارا في الحديث عن الاقتصاد الوطني، أشار رئيس الوزراء إلى لقائه أمس بأعضاء “اللجان الاستشارية المُتخصصة” في أول لقاء بعد صدور قرار تشكيلها لإرساء دعائم عمل هذه اللجان؛ التى تهدف إلى تعزيز التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص في المجالات المختلفة، وذلك في إطار النهج الرامي لتعزيز قنوات دائمة لتبادل الرؤى والمقترحات لدعم عملية صُنع السياسات.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: نهدف من تشكيل تلك اللجان إلى العمل على فتح قنوات تواصل دائمة مع القطاع الخاص، والاستفادة من رؤاهم وأطروحاتهم فيما يخص الملفات الاقتصادية المختلفة.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه اعتبارا من الأسبوع المقبل ستبدأ اجتماعات اللجان الاستشارية بحضور الوزراء المعنيين بكل لجنة؛ وذلك لبحث الرؤى والمقترحات المقدمة من جانب أعضائها.