اقتصاداهم الأخبار

طموحات ترامب النفطية تهدد العالم والبيئة.. وأوبك أول الضحايا

alx adv

صلاح حافظ نائب رئيس هيئة البترول للاستكشاف والاتفاقيات:
طموحات ترامب النفطية تهدد العالم والبيئة.. وأوبك أول الضحايا
التوسع الأمريكي في إنتاج الوقود الأحفوري يعني التهرب من اتفاقية باريس للمناخ
المواطن الأمريكي الأكثر استهلاكا للطاقة على مستوى العالم
83 % من الطاقة في أمريكا من الوقود الأحفوري
كتب شيرين نوار
أثار خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الطاقة العديد من التساؤلات، نتيجة تركيزه على الوقود الأحفوري بدرجة كبيرة، بإعلانه زيادة الحفر متجاهلاً الاقتصاد الأخضر، رغم التوجه العالمي لمواجهة التأثيرات المناخية الضارة ومؤتمر المناخ من خلال التوسع في استخدامات الطاقة النظيفة واتفاقية باريس.
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الصخري، تمكنها من السيطرة على الأسعار في المستقبل القريب، مما يثير مخاوف بشأن إلغاء دور منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تحديد الأسعار عالمياً.
وقال المهندس صلاح حافظ، نائب رئيس هيئة البترول للاستكشاف والاتفاقيات الأسبق ورئيس جهاز شؤون البيئة الأسبق، إن تركيز ترامب في خطابه على الطاقة يعود لأهميتها الاستراتيجية على الصعيدين السياسي والاقتصادي العالمي، ووجود موارد الوقود الأحفوري بكميات كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية يستدعي إعطاءها أولوية لمصلحة مواطنيه، ولو على حساب البيئة، وأكبر دليل على ذلك هو انسحابه من اتفاقية باريس للتملص من التزاماته في استخدام الوقود الأحفوري، هذا التفضيل غاية في الخطورة في تغير المناخ بصورة مخيفة، ومع ذلك اتخذ قراراً بالتحول إلى السيارات التي تعمل بالكهرباء والتطور في استخدامات الهيدروجين الأخضر في إطار الاقتصاد الأخضر داخل أمريكا.
وأضاف حافظ أن حديث ترامب كان واضحاً، يعكس اهتمامه الكبير بالطاقة التقليدية والوقود الأحفوري من خلال إعلانه زيادة الحفر لما تمتلكه الولايات المتحدة من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وهو ما يجعله يسيطر على الطاقة عالمياً، بالرغم من تأثيره السيئ على البيئة، لأنه يخلط في عمليات تجهيزه للإنتاج مع المياه الجوفية، التي تمثل 30% من الإنتاج من الاحتياطي من المياه، وهذا له تأثيرات سلبية جداً من الناحية البيئية.
ومن ناحية أخرى، أوضح حافظ أن ترامب يرغب في زيادة إنتاج أمريكا من الوقود الأحفوري لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق فائض للتصدير، مشيراً إلى أن إنتاج العالم من النفط الصخري يبلغ 101 ألف مليون برميل في اليوم، والثلث يصدر، والثلثين يستخدم في السوق المحلي لكل دولة. وأمريكا إنتاجها حوالي 20 مليون برميل في اليوم، وتنتج 13 مليون برميل وتستورد 7 ملايين برميل، وبالنسبة للاحتياطي الاستراتيجي السائل في أمريكا، فهو يمثل احتياجهم في 6 أشهر، يقدر بـ700 مليون برميل، يبقى في تجويفات تحت الأرض أو حقول ناضبة، يضخون فيه احتياطي استراتيجي وليس احتياطي طبيعي لا يبحثون عنه، ولكنهم يقومون باستخراجه وقت الحاجة إليه مباشرة.
وتابع صلاح حافظ أن ترامب يرغب في زيادة إنتاج النفط الصخري إلى أكثر من 20 مليون برميل لتحقيق الاكتفاء الذاتي ثم التصدير بعد توفير الاحتياطي الاستراتيجي، لافتاً إلى أنه اتجه إلى تشجيع السيارات الكهربائية حتى يقلل من خطورة الوقود الأحفوري على البيئة، حيث إنه يستخدم الآن 83% من طاقته من الوقود الأحفوري.
وأكد أن ترامب أنه لن يستطيع تنفيذ اتفاقية باريس، لأن الاتفاقية تنص على أنه عندما تصل درجة الحرارة إلى 1.5 درجة أعلى مما كانت عليه أيام الثورة الصناعية في القرن الـ19، يجب أن يكون ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إنتاج النفط يصل إلى قدرة تستطيع الغابات والبحار امتصاصه، وبالتالي لا تزيد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، فيتم تسميته صفر كربون، وإذا لم تحدث هذه المعادلة وارتفعت درجة الحرارة بنسبة 1.5%، فالعالم معرض لكارثة بيئية.
وقال نائب رئيس هيئة البترول للاستكشاف والاتفاقيات الأسبق إن المواطن الأمريكي هو أكبر مستهلك للطاقة في العالم في مجالات حياته، فيمثل أكبر بصمة كربونية، وإذا قام كل فرد في العالم بنفس استخدام المواطن الأمريكي للطاقة، فهذا يعني أننا نحتاج إلى 9 كرات أرضية بمواردهم الكاملة حتى نستطيع الحفاظ على سلامة البيئة، مشيراً إلى أن توجيه ترامب إلى استخدام السيارات الكهربائية يهدف لضغط استهلاك المواطن الأمريكي من الطاقة وتوفير مدخراته، بحيث يستطيع استثمارها داخلياً، ومن ناحية أخرى، تخفيف تلوث البيئة، لافتاً إلى أنه بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري سيحقق فوائض اقتصادية للمجتمع الأمريكي، ويرفع معدلات رفاهية الأفراد، ضارباً بعرض الحائط تأثير المناخ والمياه الجوفية والبيئة الداخلية.
وأشار إلى أن منظمة أوبك هي التي تحدد أسعار النفط عالمياً، حيث تقوم الدول الأعضاء بتوفير احتياجات العالم من النفط من إنتاجهم يومياً، ويكملون الباقي بنسب معينة على حسب احتياطي كل دولة في أوبك، وبالتالي، أوبك تحدد السعر عالمياً، لافتاً إلى أن ترامب يرغب في زيادة حصة الإنتاج الأمريكي من الوقود، بحيث يتحكم في السعر عالمياً بدلاً من أوبك.
فإذا استطاع إنتاج 200 مليون برميل، بما يعادل خمس إنتاج العالم كله، إلى جانب ملء الاحتياطي الاستراتيجي الخاص به، يستطيع السيطرة على السعر، بدلاً من أن يفرض عقوبات على الدول التي تشتري من دول بعينها مثل العراق وإيران، حيث يبيع هو النفط لهم. وبالتالي، يتحكم في إنتاج الطاقة في العالم. مؤكداً أن أمريكا تمتلك كميات ضخمة من الغاز الصخري، وتمتلك تكنولوجيا إنتاجه، مما يجعلها تحتكر الطاقة عالمياً، وهو ما يؤثر على الاقتصاد العالمي كله خلال المرحلة القادمة.
وأشار إلى أن أمريكا إذا نجحت في إلغاء دور أوبك في تحديد سعر الطاقة عالمياً وسيطرت على الأسعار، سوف تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وتقلل إنتاج الخليج من النفط، وتخفض أسعار النفط الخليجي.
مطالباً بضرورة التوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر، وذلك للتغلب على أزمة عجز الوقود الأحفوري، وخاصة أننا لدينا عجز في إنتاج النفط، ونستعيد قوتنا لنصبح من المصدّرين للغاز خلال المرحلة المقبلة، بدلاً من استيراده.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار