انطلاق دائرة الحوار حول الذكاء الاصطناعي بالجامعة العربية

برئاسة أبو الغيط..

alx adv

شهدت جامعة الدول العربية اليوم افتتاح “دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي – تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية”، والتي تنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، تحت رعاية ورئاسة  السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك تزامنًا مع احتفالات الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة.

جاء ذلك بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب، ورئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور إسماعيل عبد الغفار، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان، بالإضافة إلى ممثلين من الدول العربية وخبراء عرب وأجانب من جهات عدة، وشخصيات دبلوماسية وأكاديمية ومتخصصة.

 

الجامعه العربية

 

وفي كلمته، دعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية العلماء العرب إلى وضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية، وبما يضمن احترام تراثنا الثقافي وإثراءه.

وقال “أبو الغيط” إن دائرة الحوار العربي حول “الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية”، تُعقد بناءً على قرار الدورة العادية الأخيرة السادسة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك.

الجامعه العربية

وأضاف أن العديد من الدول العربية تسعى بقوة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومواكبة تطورات العصر الحديث في هذا المجال المهم واستغلال الفرص الكامنة لديها، وهو ما ظهر بوضوح من خلال المبادرات التي أطلقتها العديد من الدول العربية لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية.

الجامعه العربية

وأشار إلى التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال “النماذج اللغوية الكبيرة” والذكاء التوليدي، لافتًا إلى أن المشهد أصبح أقرب إلى “سباق تسلح” بين القوى الكبرى في ابتكار منظومات وتطبيقات جديدة لهذه التكنولوجيا الخطيرة، بكفاءة وإمكانات أكبر وتكلفة أقل.

وقال “لقد رأينا مؤخرًا كيف أدى ظهور تطبيق صيني جديد في مجال الذكاء الاصطناعي إلى هزة مفاجئة في الأسواق ولدى الشركات التكنولوجية الكبرى”. ونبه إلى أن هذه المنافسة سوف تزداد حدتها في المرحلة القادمة، فلا أحد يمكنه تحمل تكلفة التخلف في هذا المجال، لا سيما أن له انعكاسات عسكرية مباشرة.

وأضاف: “ثمة تخوفات واضحة لدى العديد من الأوساط من تأثير هذه المنافسة على القيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية، وما قد تفضي إليه من نتائج كارثية على البشرية”. وأشار إلى التطبيقات السلبية التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة، والتي كان لها دور في مضاعفة الخسائر بين المدنيين.

جامعة الدول العربية

وقال: “بينما نُدين هذه الجوانب غير الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونحذر من مخاطرها على مستقبل الإنسانية إذا أُطلقت المنافسة والسوق بلا أي ضابط أو كابح، فإننا نشدد في الوقت نفسه على ما تتيحه من إمكانيات غير مسبوقة للنمو والازدهار البشري”. وأضاف أن إيجاد التوازن بين المخاطر المحتملة والمنافع المنتظرة هو سؤال كبير في عصرنا الراهن.

وتابع قائلاً: “يتعين أن ينشغل العقل العربي بهذا السؤال، وأن يكون له إسهام واضح في محاولة الإجابة عنه”.

 

وأكد أنه لا يجب أن تتأخر المنطقة العربية عن ملاحقة ومواكبة هذا التطور الهائل، ويجب أن يكون علماؤنا وسياسيونا ومفكرونا على دراية بكل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، حيث إنه سيغير جميع جوانب الحياة بشكل سريع، على غرار التغييرات التي حدثت مع انتشار استخدام المطبعة قبل ستة قرون.

 

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل هو ثورة في طريقة التفكير والعمل، ويجب استخدامه بحكمة ومسؤولية في جميع المجالات، بما في ذلك مجال الدبلوماسية، التي خصصت لها دائرة الحوار الثانية بعنوان “الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظ السلام: آفاق التعاون الدولي ودوره في منع النزاعات”.

 

وقال: “دعونا نتخيل معًا عالماً دبلوماسيًا تُدار فيه المهام الروتينية بكفاءة عالية ومبتكرة، حيث يتفرغ الدبلوماسيون للتركيز على القضايا الاستراتيجية، ويُعزز فيه التواصل بين الثقافات، ويتم اتخاذ القرارات بدقة وسرعة فائقة، ويمكن فيه استباق الأزمات واستكشاف بؤر التوتر قبل انفجارها”.

 

جامعة الدول العربية

 

كما أكد أن التحديات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تتطلب تضافر الجهود لتطوير أطر تشريعية تضمن حماية حقوق الأفراد وتحافظ على القيم الإنسانية والأخلاقية. ولن يكون الوصول إلى هذا الهدف ممكنًا إلا من خلال التعاون البناء بين جميع مكونات المجتمع، وعلى كافة المستويات، فضلاً عن التعاون الدولي لإدخال الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل متعدد الأطراف.

 

وأعرب عن ثقته بأن دائرة الحوار اليوم ستضع أول بذور هذا التعاون.

 

وخاطب المشاركين قائلاً: “لقد جئتم من بلاد بعيدة، حاملين معكم خبراتكم القيمة ورؤاكم الثاقبة، للمساهمة في صياغة وثيقة تاريخية تدعو إلى الحفاظ على الهوية العربية في ظل التقدم التكنولوجي السريع، والذي يبدو -حتى الآن- منفلتًا ومنذرًا بالخطر”.

 

الجامعة العربية

كما أشاد بالجهود التي بذلتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في تنظيم هذه الدائرة المهمة التي تعتبر من أكثر المجالات حيوية اليوم.

 

واختتم كلمته قائلاً: “إنني على يقين بأن مُداولاتكم وتوصياتكم ستُسهم بشكل كبير في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي، وفي توظيف هذه التكنولوجيا الواعدة لخدمة أهدافنا التنموية والحضارية”.

من جانبه، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن التطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على الحكومات عالميًا، خاصة في مجالات المنافسة الجيوسياسية، والسباق الرقمي في قضايا الذكاء الاصطناعي، وسد الفجوة الرقمية، ودرء المخاطر السيبرانية.

جامعة الدول العربية

 

 

وطالب الوزير الدول العربية بالتصدي لهذه التحديات برؤية موحدة تضمن حضورًا دوليًا فاعلاً يُعبّر عن إرادة شعوبنا وتطلعات حكوماتنا.

وقال الوزير: “بتزامن عقد دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي مع احتفالنا بمرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، فإنني أثمن هذه المبادرة المتميزة من الأمانة العامة التي توفر منصة فريدة للتفاعل البناء وتبادل المعرفة”.

وأضاف أن “القطاع التكنولوجي شهد تحولًا غير مسبوق في الساحة الدولية، وهو يعيد تشكيل الاقتصادات، ويحدث ثورة في الصناعات، ويغير المجتمعات بشكل مطرد”.

 

 

الجامعه العربية

 

وتابع: “الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، وهو يشكل أداة دافعة في كافة القطاعات، من الزراعة والصحة إلى التعليم والقطاع المصرفي”.

 

وأعرب الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، عن أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء شبكات بحثية ومراكز متخصصة لدعم تبادل الخبرات، ووضع إطار أخلاقي وتشريعي يضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنية.

 

جامعة الدول العربية

كما أكد الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان، رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، على أهمية معالجة مخاطر الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية.

وفي ختام الجلسة، أكد محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة تغيير في عالم اليوم، مع ضرورة تطوير استراتيجيات عربية لمواكبة هذا التطور العالمي وضمان استخدامه بما يتماشى مع هويتنا وقيمنا.

 

 

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار