تعتزم شركة سيكم القابضة توسيع نطاق أعمالها في السوقين السعودية والجزائر من خلال إنشاء مصنعين للتعبئة ، ومن المقرر أن تكون قيمة استثماراتها في السعودية 800 مليون جنيه، بينما مصنع الجزائر بتكلفة استثمارية 24 مليون جنيه ، وذلك في إطار رغبة الشركة في تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط.
أجرت “عالم المال” حوارًا خاصًا مع حلمي أبو العيش، المدير التنفيذي لشركة سيكم القابضة
إذ أكد حلمي أبو العيش، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيكم في مصر، إن حصة الشركة من منتجات “إيزيس” و”سيكم” تبلغ 26% من إجمالي سوق الأعشاب العضوية في مصر، مضيفًا أنها تطمح لتحقيق نمو في حصتها السوقية بنسبة 32% خلال الخمس سنوات القادمة.
وأضاف أبو العيش أن شركته شهدت نموًا ملحوظًا في صادراتها خلال 2024 حيث بلغت قيمتها 800 مليون جنيه مصري، كما تستهدف سيكم تحقيق زيادة بنسبة 25% لتصل إلى 2 مليار جنيه صادرات في 2025 ، مؤكدًا أن سيكم تسعى دائمًا إلى تطوير منتجاتها وتعظيم أنواعها، حيث تم طرح حوالي 10 منتجات جديدة في 2024، من ضمنها على سبيل المثال القهوة الخضراء.
وقال أبو العيش في حواره، وفقًا لرؤية المجموعة حول تعزيز التنمية المستدامة، إن المجموعة أنشأت ذراعًا تعليميًا لها، المتمثل في جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة في عام 2009، وذلك بهدف الريادة في تقديم مفاهيم ومبادئ التنمية المستدامة للطلاب والمجتمع المصري وتحسين الصحة النفسية.
وحول التوسعات الجديدة التي تقوم بها الشركة في الفترة الحالية، قال أبو العيش إن سيكم حددت قيمة استثمارية تقدر بحوالي 3 ملايين يورو للعام الحالي، وتشمل تحديث مصنع المياه بشركة “إيزيس”، وتوسيع خطوط الإنتاج في شركتي “أوتوس فارما” و”لوتس” في المواد الخام، بالإضافة إلى تمويل مشروع مبتكر لتحويل مخلفات النخيل إلى “Palm Peats”، بديلًا لـ “Peat Moss”، لتحسين دخل المزارعين وتعزيز ممارسات الاستدامة والابتكار.
و أوضح أن سيكم تعمل على تعزيز التنمية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030، إذ تقوم استراتيجية الشركة على أربع ركائز وهم:
البيئة: الزراعة الحيوية وتعزيزها، الإدارة المستدامة للمياه، ومجالات الطاقة المتجددة.
الاقتصاد: من خلال ما أطلقنا عليه “اقتصاد المحبة”، وهو معيار اعتماد للمنتجات المستدامة التي تعتمد على مبادئ الشفافية على مدار سلسلة التوريد. و الذى تم تطويره من قبل الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، وهو معيار مستوحى من مبادرة سيكم ، و يؤمن المعيار أنه من خلال تبني اقتصاد شفاف يمكن للمستهلكين والمنتجين المسؤولين حماية البيئة بفاعلية وضمان تعويض كل شخص في سلسلة التوريد بشكل عادل وحمايته من الاستغلال.
الإنتاج المستدام: للمستحضرات الصيدلانية النباتية، والمنسوجات العضوية، والأغذية.
جامعة هليوبوليس ذراع تعليمي للمجموعة
وقال أبو العيش في حواره، وفقًا لرؤية المجموعة حول تعزيز التنمية المستدامة، إن المجموعة أنشأت ذراعًا تعليميًا لها، المتمثل في جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة في عام 2009، وذلك بهدف الريادة في تقديم مفاهيم ومبادئ التنمية المستدامة للطلاب والمجتمع المصري وتحسين الصحة النفسية من خلال تبني الاستدامة في رسالتها وقيمها.
وتعد جامعة هليوبوليس شريكة للمركز الإقليمي للخبرة في التعليم من أجل التنمية المستدامة في القاهرة (Res)، المعترف به من قبل جامعة الأمم المتحدة في طوكيو. وهي شبكة من الأفراد والمنظمات والخبراء الملتزمين باستخدام التعليم كأداة لبناء مستقبل مستدام. وفقًا لهذه الشراكة، تضمن جامعة هليوبوليس دمج قضايا الاستدامة في جميع مناهجها.
وأضاف أن الجامعة وقعت مذكرة تفاهم مع جامعة الملك فيصل بهدف التعاون والاستفادة القصوى من خبرات وتجارب الجامعة في مجالات البحث العلمي.
وتابع أبو العيش قائلاً: “بهدف دمج وضمان الخبرة العملية مع العمل الأكاديمي للطلاب بالجامعة، تم إنشاء شبكة شركاء الشركات العاملة في مجال التنمية المستدامة من خلال عمل تحالفات استراتيجية مع شركاء الصناعة لتعزيز برامج التدريب الداخلي في الجامعة، وتخصيص مقاعد الجامعة للابتكار التي تربط الشركات والجامعات لحل المشاكل الصناعية من خلال البحث التطبيقي ، وتقدم جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة 5 كليات تمنح درجات علمية من ضمنها “كلية إدارة الأعمال والاقتصاد، الصيدلة والعلاج الطبيعي، الهندسة، الزراعة العضوية”.
نموذج سيكم الزراعي
وأكد أبو العيش أن الزراعة الحيوية هي جزء أساسي من الحل، موضحًا أن استراتيجية المجموعة تتمحور حول أهمية الزراعة الحيوية، وخاصة النهج الحيوي، كحل حاسم للتحديات العالمية مثل الأمن الغذائي، وتغير المناخ، والفقر، وندرة المياه ، موضحا أن الزراعة الحيوية نظام شامل يعزز صحة النظام البيئي الزراعي وقدرته على الصمود، مع التركيز على التنوع البيولوجي، الدورة البيولوجية، وصحة التربة. كما أثبتت سيكم أن الزراعة الحيوية تساهم في تعزيز الأمن الغذائي على المدى الطويل وتحسين مرونة المزارع الفريدة من خلال استخدام الأسمدة الطبيعية، مكافحة الآفات، وتجنب المدخلات المعدلة وراثيًا.
وأشار أبو العيش إلى أن فعالية إنتاج الأغذية العضوية من حيث التكلفة ليست مرتفعة بالمقارنة مع الزراعة العادية التي تستهلك تكاليف خارجية أعلى مثل تلوث المياه والهواء، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، واستهلاك الطاقة.
وأكد أبو العيش أن الزراعة العضوية تساهم في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال عزل الكربون في التربة والأشجار أكثر مما تنبعث منها، مما يجعل مناخ المزارعين العضويين إيجابيًا. وتشجع سيكم على تبني ممارسات الزراعة المستدامة والتوازن البيئي ومرونة المزرعة لمواجهة التغيرات المناخية.
دعم 40 ألف مزارع في مصر للتحول إلى الزراعة الحيوية حتى عام 2025
ذكر أبو العيش أن سيكم بدأت مشروعًا لدعم 40 ألف مزارع في التحول إلى ممارسات الزراعة العضوية والحيوية، مستوحاة من استراتيجية المجموعة، بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية. ويتضمن المشروع التركيز على الإنتاج ذي التأثير الإيجابي واحتجاز الكربون، والتنوع البيولوجي، والمساواة الاجتماعية. ويهدف المعيار إلى توفير فوائد مثل زيادة الدخل من خلال أرصدة الكربون للنظام بأكمله، والقروض الصغيرة التي تدعم هذا التحول.
وتابع: تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية اللتين وصلتا إلى 5000 مزارع في غضون عام واحد ، كما تستهدف المرحلة الثالثة تسجيل 40 ألف مزارع بحلول 2025. أما المرحلة الرابعة المخطط لها في عام 2028، فتستهدف دعم انتقال 250 ألف مزارع وتحويل 1.6 مليون فدان إلى الزراعة الحيوية، وتوليد 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
هذا وتعتبر مجموعة سيكم مؤسسة اجتماعية تأسست عام 1977، وتركز على التنمية المستدامة من خلال تبني ممارسات الزراعة الحيوية والعضوية، إلى جانب المبادرات الاجتماعية والثقافية. تعمل الشركة على إيجاد حلول للتحديات المختلفة مثل الأنظمة الغذائية غير الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، وتغير المناخ، وندرة المياه.
ويقع تحت مظلة سيكم القابضة عدة شركات متخصصة لضمان إنتاج وتسويق منتجاتها، وتشمل: “إيزيس أورجانيك”، “سيكم هيلث”، “أوتوس فارما” للأدوية الطبيعية ومنتجات العناية بالصحة، و”نيتشر تك” منسوجات القطن المصري، و”لوتس” في المواد الخام.