كيف أثر ارتفاع أسعار السلع الغذائية على «شنط رمضان»؟
أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك والذى يكثر فيه عمل الخير والأعمال الصالحة من “عبادات، وصلوات، وصيام” ومنها ايضا مساعدة المحتاجين والمساكين فى الطعام وهنا يبرز دور “شنط رمضان” أو “كرتونة رمضان” والتى أصبحت عادة للقادرين من المواطنين ماليًا كل عام مع دخول الشهر الكريم بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية والتحالفات الاجتماعية وتقوم بتجهيز مكونات “الشنطة” وتوزيعها على المحتاجين وغير قادرين مع دخول الشهر الفضيل.
وشنطة رمضان هناك العديد من محدودى الدخل والمحتاجين ينتظرونها كل عام وأصبحت “عادة” ولكن مع تغير الظروف والحالة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد وارتفاع أسعارالسلع والمنتجات الغذائية تراجعت مظاهرها فى السنوات الأخيرة وتحديدا العامين الماضيين نتيجة لزيادة التضخم وارتفاع الأسعار.
وحسب أحد المواطنين والذى كان له عادة كل عام مع قدوم الشهر الكريم بالمشاركة فى “تجهيز شنط رمضان” لعدد من المحتاجين ومحدودى الدخل “جيرانه” بمنطقة الجيزة والذى أكد أن فى الأعوام السابقة كانت أسعار السلع الغذائية “مكونات الشنطة” “أرز ،سكر ،مكرونة، شاى، زيت، صلصة، فول” منخفضة ومتوفرة بشكل كبير وبالتالى كان عدد “الشنط” كبير ويكفى 90% من المحتاجين بالمنطقة اما الآن نتيجة للتكلفة العالية وارتفاع أسعار السلع الغذائية تراجع العدد والبعض أصبح يقوم بتوزيع قيمة الشنطة نقود على أشخاص معدودة فقط .
مكونات شنطة رمضان
وقال “أحمد” س” فى مداخلة مع “عالم المال” إن الظروف أصبحت صعبة على الجميع وليس على من يقوم بعمل “شنط رمضان” فقط ولكن البعض ينظر إليها من منظور عمل الخير وعلى قدر استطاعته ،لافتا إلى أنه فى الفترة الأخيرة وبعد ارتفاع أسعار السلع الغذائية بدأ البعض يشارك مع عدد من الأشخاص “مجموعة عمل خير” فى بعض المناطق وتقتصر على سكان المنطقة وجيرانهم فقط وتقوم هذه المجموعة بجمع الأموال وشراء مكونات “شنطة رمضان” وتكون أصناف ليست كثيرة على سبيل المثال “كيلو أرز، كيلو سكر، باكو شاى، كيس مكرونة، صلصلة، فول، زجاجة زيت صغيرة، نصف كيلو فاصوليا أو لوبيا” والبعض يضع “كيلو خضروات بطاطس،بصل على أساس أن تكون وجبة تكفى أسرة على حد قوله.
أعمال الخير فى رمضان
ووفق تصريحات “أحمد” أن هناك اتجاه أخر لبعض المواطنين وهو إنشاء مجموعة أيضا من الاصدقاء والجيران القادرين إلى حد ما ماليًا وعمل “وجبات سريعة” وهذه الوجبات تكثر مع بداية شهر رمضان الكريم ولكنها تكون محدودة العدد نظرا للتكلفة العالية والجهد فى “الطهى” ولكنها موجودة وهى تضفى نوع من التراحم والتعاون مابين الناس وخاصة سكان وجيران المنطقة.
من ناحيته يقول “الحاج خليل” كما يحب أن يطلق عليه من سكان منطقة الجيزة، إن عمل الخير لا أحد يتأخر عنه وخاصة من لديه القدرة المالية وبالنسبة لموضوع “شنط رمضان” “أولاد الحلال كُثر” وفاعلى الخير فى كل مكان وقبل شهر رمضان الكريم الخير يزداد ومع قدوم النصف الأخر من شهر شعبان نبدأ ومعى بعض الأصدقاء والجيران بجمع النقود لتجهيز “شنطة رمضان” ولكن بشكل محدود حتى نستطيع ارضاء المحتاجين بالشارع الخاص بنا والشوارع المجاورة خاصة أنهم معروفون لدينا بالأسماء وأماكن إقامتهم وهناك شباب تتطوع للمساعدة من أهل المنطقة فى التحضير والتوزيع على هؤلاء الناس.
مكونات كرتونة رمضان
وردا على سؤال هل يتم شراء مكونات شنط رمضان وتجهيزها أم شراء الكرتون على سبيل المثال من “الهايبرات الكبيرة” أو السلاسل الكبرى والمجمعات الاستهلاكية الخاصة بوزارة التموين والتجارة الداخلية والتى أعلنت عن طرح كرتونة رمضان خلال الايام الماضية وتوزيعها على المحتاجين أكد “الحاج خليل” لا نشترى الكرتونة جاهزة ولكن يتم شراء مكونات الشنطة أو الكرتونة من “سلع غذائية،سواء سكر ،أرز، زيت، مكرونة، شاى، فول” من بعض التجار وبأسعار مخفضة أيضا مساهمة منه فى عمل الخير فى الشهر الكريم وتجهيزها فى مكان ما بالمنطقة لأاحد الجيران “متبرع” وتوزيعها على الناس ،خاصة أن كرتونة السلاسل لا يوجد بها بعض المكونات وأسعارها مرتفعة فالأفضل شراء مكونات الشنطة حسب الاتفاق مع الأصدقاء أصحاب الأموال “التمويل” وتحضيرها للتوزيع .
أسعار السلع الغذائية
وأشار “خليل” إلى أن هناك بعض أصحاب المحال التجارية “سلع غذائية”والعطارة وتجار الورقيات والبلاستيك بالتبرع ببعض السلع الغذائية والشنط الفارغة لتعبئة المواد الغذائية كل حسب مقدرته “هناك تعاون وتكافل” كبيرمن البعض وهذا أمر جيد جدا ويكشف على الرغم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية عن معدن المواطن المصرى وخاصة فى “عمل الخير”.
وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، ممثلة في الشركة القابضة للصناعات الغذائية، خلال الايام الماضية عن طرح 3 آلاف كرتونة سلعية بأسعار تتراوح بين 400 و600 و800 جنيه، وتضم الكرتونة عددًا من السلع الأساسية والبقوليات التي يحتاجها المواطنون خلال الشهر الكريم.
