![ذهب](https://alamalmal.net/naqevec/2025/02/-م-e1739363409844.webp)
الذهب يتراجع من مستوى قياسي قبيل بيانات التضخم الأمريكية
تراجعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في الجلسة السابقة، وذلك في أعقاب تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي الأمريكي جيروم باول، التي أشارت إلى تشديد السياسة النقدية، مما عزز توقعات بتباطؤ خفض أسعار الفائدة هذا العام، يأتي هذا التراجع في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تقريرًا مهمًا عن التضخم في الولايات المتحدة، والذي قد يؤثر بشكل كبير على اتجاهات السوق.
انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل سعر الأونصة إلى 2895.38 دولار، وذلك بعد أن صعدت إلى مستوى قياسي بلغ 2942.70 دولار أمس الثلاثاء. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% إلى 2922.40 دولار للأونصة.
ويُعتبر الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون للتحوط ضد التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن الأصفر، نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عائدًا. وبالتالي، فإن أي إشارات إلى تشديد السياسة النقدية أو تأجيل خفض أسعار الفائدة قد تؤثر سلبًا على الطلب على الذهب.
هذه التعليقات عززت توقعات السوق بأن الفيدرالي قد يتباطأ في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كأصل تحوطي. كما أن هناك عنصرًا من جني الأرباح في السوق بعد وصول الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، خاصة في ظل الترقب لبيانات التضخم القادمة.
يترقب المستثمرون اليوم صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي، وهو أحد أهم المؤشرات التي تقيس التضخم. كما سيتم غدًا الخميس الإعلان عن بيانات مؤشر أسعار المنتجين، والتي ستقدم صورة أوضح عن اتجاهات التضخم في الاقتصاد الأمريكي.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه البيانات بشكل كبير على قرارات الفيدرالي المستقبلية بشأن أسعار الفائدة. إذا أظهرت البيانات استمرار ارتفاع التضخم، فقد يضطر الفيدرالي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة، مما قد يزيد من الضغوط على أسعار الذهب.
الذهب، كأصل لا يدر عائدًا، يتأثر بشكل كبير بتغيرات أسعار الفائدة. فعندما ترتفع أسعار الفائدة، تصبح الأصول التي تدر عائدًا، مثل السندات، أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بالذهب. لذلك، فإن أي تأخير في خفض أسعار الفائدة قد يضعف الطلب على الذهب.
من ناحية أخرى، إذا أظهرت بيانات التضخم تباطؤًا، فقد يعزز ذلك توقعات بخفض أسعار الفائدة، مما قد يدعم أسعار الذهب مرة أخرى. وبالتالي، فإن السوق يمر بمرحلة من الترقب والحذر في ظل عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متفاوتًا في تعاملات اليوم. فقد استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 31.83 دولارًا للأوقية، بينما لم يطرأ تغير يُذكر على البلاتين، الذي سجل 983.15 دولارًا. في المقابل، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 978.75 دولارًا.
في سياق منفصل، نددت المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على جميع واردات الصلب والألمنيوم الشهر المقبل. وقد أثار هذا القرار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية كبرى، خاصة في ظل توقعات بفرض مزيد من الرسوم التجارية.
وقد تؤدي هذه التوترات التجارية إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة إذا تصاعدت المخاوف من تأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، فإن تأثير هذه العوامل قد يكون محدودًا في ظل التركيز الحالي على السياسة النقدية الأمريكية وبيانات التضخم.
في الأيام القليلة المقبلة، من المتوقع أن يظل الذهب تحت الضغط في ظل توقعات بتباطؤ خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن أي بيانات تضخم أضعف من المتوقع قد تعيد الدعم للمعدن الأصفر. كما أن التوترات الجيوسياسية والتجارية قد تلعب دورًا في دعم الطلب على الذهب كأصل آمن.
يظل الذهب أحد الأصول الرئيسية التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. ومع ذلك، فإن اتجاهاته المستقبلية ستتوقف إلى حد كبير على قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة ومدى نجاح السياسة النقدية في كبح التضخم دون الإضرار بالنمو الاقتصادي، يمر سوق الذهب بمرحلة حرجة في ظل توقعات متضاربة بشأن السياسة النقدية الأمريكية وبيانات التضخم القادمة. في حين أن التراجع الحالي قد يكون نتيجة لجني الأرباح بعد وصول الذهب إلى مستويات قياسية، إلا أن العوامل الأساسية مثل أسعار الفائدة والتضخم ستظل هي المحرك الرئيسي لاتجاهات السوق في الفترة المقبلة