بهاء الغرباوي: نصدر 25% من البيض المخصب ونستورده بأسعار مرتفعة

تشير التوقعات بحدوث أزمة فى سوق الحبوب العالمية خلال الموسم المقبل نتيجة الحرائق التى شهدتها الولايات المتحدة، وخاصة ولاية كاليفورنيا، مما يثير مخاوف من أزمة محتملة في سوق الحبوب، حيث قد تؤدي هذه التوترات إلى ارتفاع أسعار الحبوب أو نقص في المعروض، مما يؤثر على تكلفة الأعلاف في مصر، في حال حدوث أي اضطرابات، ستواجه صناعة الدواجن تحديات كبيرة في الحفاظ على استقرار الأسعار.

حيث تعتبر الأعلاف العنصر الأساسي في صناعة الدواجن، حيث تمثل ما يزيد عن 70% من تكاليف الإنتاج، مثل الذرة والصويا، وذلك لتلبية احتياجات السوق المحلي، يعتمد المربون على هذه الخامات لتحقيق الكفاءة في الإنتاج، إلا أن الاعتماد على الاستيراد يعرض الصناعة لمخاطر متعددة.

يقول الدكتور بهاء الغرباوي، استشاري تطوير مصانع الأعلاف، إن أسعار الأعلاف تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية، فقد تنخفض الأسعار على المستوى العالمي، بينما تظل مرتفعة محليًا، أو قد يحدث العكس.

الصين تمنع التصدير للحفاظ على أمنها الغذائي

وأضاف أن هناك أزمة في الخارج نتيجة الحرائق التي وقعت في أمريكا وكاليفورنيا، مما يؤثر على سوق القمح وبالتالي يؤثر على سوق الحبوب بشكل عام، وتوقع حدوث أزمة في الموسم المقبل تشمل الحبوب النشوية مثل الردة والذرة والقمح، مشيرًا إلى أن التغيرات السياسية مع الحكومة الأمريكية الجديدة والصراع القائم مع الصين قد يؤديان إلى أزمة إضافية، نظرًا لأن الصين تمنع التصدير للحفاظ على أمنها الغذائي، خاصة في أمريكا اللاتينية، وتطرأ تغييرات على هذه الأحداث عندما تحدث صراعات ومضايقات من الحكومة الأمريكية الجديدة تجاه المنطقة، للرسوخ لبعض التسويات التى ترفضها.

وأضاف أن الأسعار في مصر مرتبطة بسعر الصرف، وعند النظر إلى التوقعات، نجد أن الأوضاع مستقرة، حيث وصل المواطن إلى مرحلة تحديد احتياجاته من اللحوم الحمراء والدواجن، ولا يمكنه تقليلها مرة أخرى، لذلك، لن يتغير الطلب لأنه بلغ نقطة النهاية، كما سيكون هناك استقرار في المعروض بسبب الإصابات الفيروسية وارتفاع أسعار الكتاكيت، مما يعني أن المربي لن يتمكن من تقليل أو زيادة إنتاجه.

وأوضح أن سعر الصرف شهد ارتفاعًا طفيفًا خلال الأيام القليلة الماضية، مما أدى إلى زيادة أسعار الذهب، وبالتالي يتوقع أن يحدث ارتفاع بسيط في سعر الدولار، ومنها ارتفاع أسعار الخامات المستوردة.

أسعار الأعلاف شهدت ارتفاعًا طفيفًا بلغ حوالي 500 جنيه

وأكد أن أسعار الأعلاف شهدت ارتفاعًا طفيفًا بلغ حوالي 500 جنيه كحد أقصى خلال الأشهر الماضية، نتيجة بعض الشائعات التي انتشرت حول منع الاستيراد من الصين، بما في ذلك إضافات الأعلاف والأحماض الأمينية والإضافات الدوائية، ورغم التحركات السابقة، فإن الأسعار ظلت مستقرة تقريبًا لفترة طويلة تجاوزت ثلاثة أشهر، نتيجة توازن العرض والطلب.

وأشار إلى أهمية أن يتبنى المربي سياسات تهدف إلى تقليل التكاليف وتفادي الأمراض ومشاكل التربية، من خلال اتباع ممارسات جيدة في التغذية، وتحسين كفاءة العنابر، واختيار أعلاف وأدوية ذات جودة عالية.

وأكد على أهمية أن تقوم كل جهة بدورها المنوط بها، مشددًا على أن تركز وزارة الزراعة مسؤوليتها على المربي والمنتجين، وليس على المواطن، حيث تتولى وزارة التموين مسؤولية المواطن والاستيراد، مضيفًا أن من المفترض أن يسعى وزير الزراعة إلى مصلحة المربي من خلال تقليل التكاليف، بدلاً من التركيز على الاستيراد والوقوف لمستوردي الكتاكيت والخامات، وعدم محاربة المنتج المحلي من خلال الاستيراد.

الرقابة على شركات الكتاكيت والأمهات

وناشد اتحاد منتجي الدواجن بضرورة وضع رقابة على شركات الكتاكيت والأمهات، لتحديد سعر الكتكوت وضمان تحقيق هامش ربح معقول، مؤكدًا أن السعر والتكلفة العادلة للكتكوت يجب أن تتناسب مع تحقيق هامش ربح لا يتجاوز 30 جنيهًا، وفقًا لجودة الكتكوت.

واستطرد قائلاً إن التزام كل مسؤول بعمله سيساهم في خلق تعاون سلمي يعود بالنفع على جميع الأطراف، لكن التحيز تجاه طرف واحد دون مراعاة الآخرين سيؤدي إلى صراع وتوقف الإنتاج، مما يزيد من الاستيراد ويرفع الأسعار نتيجة تراجع المعروض بسبب عزوف المربين عن التربية، لذا، الحل لا يكمن في الاستيراد كعقوبة للمربي، بل يجب التركيز على معالجة المشكلة الأساسية.

وأكد أن 90% من أعضاء اتحاد منتجي الدواجن هم منتجون للكتاكيت والأمهات، لذا يجب مراعاة المربين في أسعار الكتاكيت، ويكفى تحقيق أرباح مستدامة على مدار عامين، كما ناشد وزير الزراعة بضرورة وقف تصدير البيض المخصب، وعدم السماح للشركات الكبيرة بتصديره، مؤكدًا أنه يتم تصدير 25% من إنتاج هذه الشركات إلى أفريقيا، بينما نقوم باستيراد الكتاكيت مرة أخرى بأسعار مرتفعة.