استقرار أسعار الذهب وسط ترقب المستثمرين لبيانات أمريكية

استقرت أسعار الذهب اليوم الخميس، وسط ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف غير الزراعية في أمريكا، التي تساعد في توقع مسار معدلات الفائدة الذي سيتبناه الفدرالي الأمريكي في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2919.20 دولاراً للأونصة، فيما استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 2924.20 دولاراً.

وقال البيت الأبيض أمس الأربعاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعفي شركات تصنيع السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25% على واردات كندا والمكسيك لمدة شهر، شريطة التزامها باتفاقية التجارة الحرة القائمة.

وتسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في توتر العلاقات مع كندا والمكسيك والصين؛ إذ ردت كندا والصين بفرض رسوم جمركية مضادة على واردات أميركية محددة، وتعهدت المكسيك بالرد كذلك.

وقد دفعت المخاوف من سياسات ترامب الجمركية الذهب، الذي يُنظر إليه كملاذ آمن، إلى الوصول إلى مستوى قياسي مرتفع عند 2956.15 دولاراً في 24 فبراير شباط.

وصعد نمو قطاع الخدمات في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في فبراير شباط، وارتفعت أسعار المدخلات؛ ليتزامن ذلك مع ارتفاع في الآونة الأخيرة في تكلفة المواد الخام في المصانع، مما يعني احتمال ارتفاع التضخم في الأشهر المقبلة.

وعادةً ما يُعتبر الذهب وسيلة للتحوط في أوقات المخاطر السياسية والتضخم، إلا أن ارتفاع معدلات الفائدة يقلل من جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عوائد.

وتترقب السوق حالياً تقرير الوظائف غير الزراعية الذي سيصدر غداً الجمعة، للحصول على المزيد من المؤشرات حول المسار الذي سيتبعه البنك المركزي الأميركي بشأن معدلات الفائدة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.60 دولاراً للأونصة، كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 967.80 دولاراً، بينما هبط البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 941.00 دولاراً.

وتراجع الذهب أمس الأربعاء تحت ضغط من ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، بينما واصلت الأسواق تتبع التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 2912.09 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش، بعد ارتفاعه بنحو 1% أمس الثلاثاء، في حين صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% إلى 2922.70 دولار.

وارتفعت العملة الأمريكية، مما جعل المعدن الأصفر أكثر تكلفة للمشترين الأجانب. كما زادت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات، مما قلّص جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدًا.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى KCM Trade: “حقق الدولار الأميركي انتعاشًا طفيفًا خلال الكلمة التي ألقاها ترامب أمام مجلسي الكونغرس، وهو ما أدى إلى فقدان سعر الذهب بعض الزخم.”

وأضاف: “أتوقع أن يظل الذهب من الأصول المطلوبة، فيما تظل حالة عدم اليقين بشأن التجارة الدولية السمة السائدة في السوق.”

ودخلت الرسوم الجمركية الجديدة، التي فرضها ترامب بنسبة 25% على الواردات المكسيكية والكندية، حيز التنفيذ أمس الثلاثاء، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى الضعف، لتصل إلى 20%، مما أشعل حروبًا تجارية يمكن أن تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، وترفع الأسعار بالنسبة للأميركيين الذين لا يزالون يعانون من سنوات من التضخم المرتفع.

وردّت الصين وكندا بفرض رسوم جمركية على مجموعة من السلع الأميركية، ومن المتوقع أن ترد المكسيك يوم الأحد.

وقال جون وليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن الرسوم الجمركية الأميركية من المرجح أن تدفع التضخم إلى الارتفاع، مضيفًا أن سياسة أسعار الفائدة الحالية مناسبة ولا تحتاج إلى تغيير.

وعلى الرغم من أن الذهب يُعد تحوطًا ضد التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من جاذبيته.

وتنتظر الأسواق الآن تقرير التوظيف الذي تصدره مؤسسة ADP في وقت لاحق اليوم، وتقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة.

وأعلنت الصين، أكبر مستهلك للمعادن، المزيد من إجراءات التحفيز المالي، مما يشير إلى جهود أكبر تهدف إلى تعزيز الاستهلاك باعتباره وسيلة لدعم مسار الاقتصاد نحو النمو المستهدف هذا العام، والبالغ نحو 5%.

أداء المعادن النفيسة الأخرى:
ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى 32 دولارًا للأوقية.
استقر البلاتين عند 960.25 دولار.
زاد البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 949.05 دولار.