
قمر الدم 2025.. ظاهرة كونية نادرة أم ليلة استثنائية للشعوذة؟
قمر الدم 2025، أو كما يطلق عليه “القمر الدموي”، تلك الخسوف الكلي التي يأتي تزامناً مع النصف من رمضان 2025م، كما أعلن عنه، معاهد الفلك والرصد الجوي.
قمر الدم، عرف عند القدماء، بانه يوم السحرة وغضب الألهة، فبينما نحن ننتظر خسوف القمر، الذي يتميز بأنه يجمع بين قمر الدم وعملية الخسوف، هناك من ينتظره لينفذ طقوس السحر والشعوذة، وهو ما جعل الكثير يربط هذه الظاهرة الكونية، مع السحر والسحرة والعالم السفلي.
صلاة «كسوف الشمس» تتصدر جوجل.. كيف تُؤدى؟
ورغم انعدام إمكانية رؤية الخسوف الكلي من بعض دول المنطقة العربية، خاصة شمال أفريقيا، فإنه بالإمكان رصد مراحله عبر النظر أو استخدام المناظير والتلسكوبات لرؤية المتغيرات اللونية بوضوح أكبر، كما يمكن متابعة البث عبر الانترنت من المراصد الفلكية العالمية التي ستغطي الحدث بالكامل.
وأشارت الخرائط الفلكية إلى أن الخسوف الكلي سيكون مرئيا بشكل واضح في أمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي وأجزاء من إفريقيا، بينما لن يتمكن سكان القارة الأوروبية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط إلا من رؤية المراحل الأولى من الخسوف قبل غروب القمر.
وبحسب معاهد الفلك والرصد الجوي، فإن لون القمر سيتحول أثناء الخسوف الكلي إلى الأحمر القاني نتيجة تشتت أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض وهي ظاهرة تعرف بالقمر الدموي.
وبدأت هذه الظاهرة في يوم 15 مارس 2025، حيث خسوفاً كلياً للقمر يستمر لمدة ست ساعات، حيث تصل مرحلة الخسوف الكاملة إلى ساعة كاملة وتتجاوزها قليلاً، وستنطلق هذه المرحلة المثيرة في تمام الساعة 9:59 صباحاً بتوقيت موسكو.
المثير في الأمر بشأن هذا الحدث الفلكي، ان هذه الفترة توافق فترة اكتمال القمر، التي تمتد من 13 إلى 15 مارس، وخلال هذه المدة الزمنية، سيتحول القمر إلى لون أحمر عميق، ليظهر في مشهد ساحر يُعرف باسم “القمر الدموي”، وهو يُعد أحد أبرز الأحداث الفلكية لهذا العام، رغم أنه لن يكون له أي تأثيرات سلبية أو كوارث طبيعية كما قد يتوهم البعض.
ما هي ظاهرة القمر الدموي النادرة؟
يكتسب القمر اللون الأحمر نتيجة انكسار ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض، حيث يتشتت الضوء الأزرق قصير الموجة، فيما يصل إلينا الطيف الأحمر والبرتقالي ذي الموجة الطويلة.
وخلال هذا الحدث، يتحرك القمر إلى داخل ظل الأرض، ما يحول لون سطحه من الأبيض الساطع إلى اللون الأحمر الغريب، وهو ما يعرف باسم “القمر الدموي” أو “قمر الدم”.
ويحدث هذا الخسوف عندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل مثالي، ما يسمح للأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر بالمرور عبر الغلاف الجوي للأرض وإضاءة القمر بألوان مذهلة تتراوح بين الأحمر الصدئ والقرمزي.
من جانبها، أكدت القبة السماوية في العاصمة الروسية موسكو أن شهر مارس 2025 سيكون مليئا بالأحداث الفلكية غير العادية، إلى جانب الخسوف الكلي للقمر، سيشهد الشهر ظهور القمر المكتمل، وخسوفاً كلياً آخر، وكسوفاً شمسياً يعدّ ذروة الأحداث الفلكية.
يجدر بالذكر أن خسوف القمر يحدث أثناء البدر، بينما يرتبط كسوف الشمس بمرحلة القمر الجديد.. ووفقًا لمركز القبة السماوية بموسكو، سيستمر الخسوف الكلي لمدة ساعة وخمس دقائق، بين الساعة 9:26 صباحاً و10:31 صباحاً بتوقيت موسكو، في حين ستتراوح مدة الخسوف الكلي من بدايته وحتى نهايته ست ساعات وثلاث دقائق، من الساعة 6:57 صباحاً حتى 1:00 ظهراً بتوقيت موسكو.
هذا الخسوف ليس مجرد عرض فلكي نادر، بل له أيضا أهمية علمية كبيرة.. ففي العصور القديمة، ساعدت ظاهرة الخسوف في اكتشافات علمية مهمة، على سبيل المثال، أدرك الفلاسفة والخبراء المختصين أن الأرض كروية بسبب شكل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف.
إلى جانب الخسوف، يمكن للمراقبين التمتع بمشاهدة كوكبي المشتري والمريخ في السماء الغربية، كما سيكون القمر في بداية الخسوف ضمن كوكبة الأسد، ثم ينتقل إلى كوكبة العذراء. ومع خفوت ضوء القمر بسبب ظل الأرض، قد تصبح النجوم والكوكبات أكثر وضوحا من المعتاد.