
الوشق المصري.. معلومات عن حارس الصحراء العريق
يعد الوشق المصري من الحيوانات البرية النادرة، التي تعيش في البيئات الصحراوية والجبلية بمصر، وهو من فصيلة السنوريات، التي تتميز بجسمها الرشيق وأذنيها الطويلتين، ذات الخصل السوداء.
وعلى الرغم من قلة المعلومات المتاحة حوله، فإن وجوده في البيئة المصرية يمتد لآلاف السنين، حيث ارتبط بالحضارة المصرية القديمة، وكان رمزا للقوة والمهارة في الصيد.

التصنيف والشكل المميز
الوشق المصري، المعروف علميا باسم Caracal caracal، ينتمي إلى فصيلة القطط الكبيرة، وهو يشبه النمر الصغير لكنه أصغر حجما. يتميز بفروه الكثيف ذي اللون البني المائل إلى الذهبي، وأذنيه الطويلتين السوداوين اللتين تنتهيان بخصل شعر سوداء، مما يمنحه مظهرا مميزا يساعده في التخفي داخل بيئته الطبيعية.
ما هو تاريخ الوشق المصري؟
تعود أقدم الأدلة على وجود الوشق المصري إلى الرسومات والنقوش الفرعونية، حيث ظهر في العديد من الجداريات داخل المعابد والمقابر، مما يشير إلى أنه كان معروفا لدى المصريين القدماء. وكان يستخدم أحيانا في الصيد نظرا لمهارته الكبيرة في اصطياد الفرائس بفضل سرعته وقدرته على القفز لمسافات طويلة.
موطن الوشق المصري وأماكن انتشاره
يعيش الوشق المصري في المناطق الصحراوية والجبلية، مثل صحراء سيناء، وجبال البحر الأحمر، ووادي النيل. ويفضل العيش في الأماكن النائية التي توفر له الحماية من البشر والمفترسات الأخرى. ورغم أن أعداده ليست كبيرة، إلا أنه لا يزال موجودا في بعض المحميات الطبيعية مثل محمية وادي الريان.

السلوك والنظام الغذائي
الوشق المصري حيوان مفترس يعتمد في غذائه على صيد الطيور، والقوارض، وصغار الغزلان. يتميز بسرعته الكبيرة وقدرته على التسلل بهدوء إلى فريسته قبل الانقضاض عليها. كما أنه يستطيع القفز لأكثر من ثلاثة أمتار في الهواء، مما يساعده على اصطياد الطيور أثناء الطيران.
الوشق في التراث المصري
نظرا لقوته وسرعته، كان الوشق رمزا للصيادين المهرة في الحضارة المصرية القديمة. كما أن بعض الأساطير الشعبية ربطت بينه وبين القوة الخارقة والقدرة على الاختفاء.
تهديدات تواجه الوشق المصري
رغم تكيفه مع البيئة الصحراوية، إلا أن الوشق المصري يواجه تهديدات عديدة، مثل فقدان موائله الطبيعية بسبب التوسع العمراني، والصيد الجائر، والتغيرات المناخية. لذلك، تعمل بعض المحميات الطبيعية على توفير بيئة آمنة له للحفاظ على وجوده في مصر.