العملات المشفرة تخسر 200 مليار دولار.. وبيتكوين تهبط
شهدت أسواق العملات المشفرة تراجعاً حاداً صباح اليوم الإثنين، مع تكبد عملة بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية الكبرى خسائر كبيرة، وذلك في أعقاب موجة بيع واسعة النطاق اجتاحت الأسواق الآسيوية وأسواق الأسهم العالمية.
وفقدت القيمة السوقية للعملات الرقمية ما يقرب من 200 مليار دولار خلال ساعات قليلة، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل نوفمبر الماضي، وسط تزايد القلق من تدهور أوضاع الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
وهبطت عملة بيتكوين، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية بنسبة تجاوزت 10% خلال تعاملات صباح اليوم، لتتداول عند مستوى 76 ألف دولار، مقابل أكثر من 85 ألف دولار نهاية الأسبوع الماضي، ويعد هذا التراجع هو الأكبر منذ مطلع العام، ويضع العملة المشفرة على بعد نحو 28% من أعلى مستوى قياسي سجلته في يناير الماضي، عندما بلغت أكثر من 100 ألف دولار.
ولم تكن بيتكوين وحدها في مسار الخسائر، إذ تراجعت عملة إيثر بنسبة 18% لتسجل نحو 3,400 دولار، فيما سجلت ريبل خسائر بلغت 20% لتتداول عند مستوى 0.58 دولار، متأثرة بشكل مباشر بتوجه المستثمرين نحو التخلص من الأصول عالية المخاطر.
وجاءت موجة التراجع بالتزامن مع هبوط حاد في مؤشرات الأسهم الآسيوية صباح اليوم، حيث خسر مؤشر نيكاي الياباني نحو 9% من قيمته، وهو ما دفع المستثمرين حول العالم إلى تصفية استثماراتهم في الأصول الرقمية، والتحول إلى ملاذات أكثر أماناً مثل الدولار الأمريكي وسندات الخزانة.
وتعززت هذه المخاوف بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة مشددة على عدد من السلع الأجنبية، مما أدى إلى تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، وعلى رأسهم الصين.
وقد تفاعلت الأسواق العالمية مع هذه التطورات بشكل سلبي، إذ سجلت الأسهم الأمريكية أسوأ أداء أسبوعي لها منذ عام 2020، في حين يترقب المستثمرون المزيد من التقلبات خلال الأيام المقبلة.
وتُعد العملات المشفرة، خاصة بيتكوين، مؤشراً رئيسياً على حالة التفاؤل أو التشاؤم في الأسواق المالية، إذ غالباً ما ترتبط حركتها باتجاهات أسهم التكنولوجيا الكبرى.
لكن اللافت خلال الأسبوع الماضي أن بيتكوين كانت قد حافظت على استقرار نسبي، بل سجلت ارتفاعاً طفيفاً في نهاية الأسبوع، بالرغم من التراجعات القوية في أسواق الأسهم والذهب، مما عزز الاعتقاد بأن العملة قد تبدأ مرحلة انفصال عن السوق التقليدي.
ومع ذلك، فقدت بيتكوين هذا التماسك اليوم، متأثرة بالضغوط الناتجة عن موجة التصفية الشاملة في الأسواق، ما يشير إلى أن المستثمرين قد يكونون بصدد جمع السيولة لتغطية خسائر في قطاعات أخرى أو لتلبية نداءات الهامش.
ويرى محللون أن حركة السوق اليوم تُظهر مدى هشاشة الثقة في الأصول الرقمية في مواجهة الصدمات العالمية، خاصة مع غياب مؤشرات على حلول قريبة للأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالأسواق.
في المقابل، واصل البنك المركزي الصيني دعم احتياطياته من الذهب للشهر الخامس على التوالي، وهو ما يُفسّر إلى حد ما تدفق بعض السيولة من الأصول الرقمية إلى الذهب والمعادن النفيسة الأخرى.
ويحذر خبراء من أن موجة التراجعات قد لا تكون الأخيرة، في ظل تصاعد المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي عالمي، مما قد يدفع المستثمرين إلى مزيد من التحفظ وإعادة تقييم محافظهم الاستثمارية.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 2% لتصل إلى 30.13 دولار للأونصة، بعدما سجلت أدنى مستوياتها في نحو سبعة أشهر. كما زاد البلاتين 1% إلى 926.06 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة مماثلة إلى 919.50 دولار.
ومع ترقب المستثمرين لتطورات الأوضاع السياسية والتجارية خلال الفترة المقبلة، تبقى الأنظار موجهة نحو العملات المشفرة، ومدى قدرتها على استعادة الزخم في ظل هذه الأجواء المضطربة.
