الذهب يصعد 1% مع تصاعد التوتر التجاري وتراجع الدولار
ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط تزايد الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن، بعد دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على السلع الصينية حيز التنفيذ، ما دفع الأسواق إلى حالة من الترقب والتوتر بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي واحتمالات دخول ركود اقتصادي، وجاء هذا الصعود مدعومًا أيضًا بتراجع الدولار الأميركي، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 3010.39 دولارًا للأونصة، بعدما ارتفع بنسبة 1% في وقت سابق من الجلسة، كما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتسجل 3026.90 دولارًا للأونصة، بحسب بيانات وكالة “رويترز“.
جاء صعود الذهب مدفوعًا بهبوط الدولار، حيث فقد مؤشر العملة الأميركية بعض مكاسبه مع تجدد القلق بشأن تبعات الحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين، وأدى تراجع العملة الخضراء إلى تعزيز جاذبية الذهب المقوم بالدولار لحائزي العملات الأخرى، ما رفع الطلب عليه في السوق العالمية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن رسميًا دخول الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الصينية حيز التنفيذ، لترتفع النسبة إلى 104%، بعد رد بكين بالمثل بفرض رسوم مضادة على السلع الأميركية، كما اتهم ترامب الحكومة الصينية بالتلاعب المتعمد في قيمة اليوان لتعويض آثار الرسوم الجديدة، وهو ما رفضته بكين جملة وتفصيلًا، متعهدة بـ”القتال حتى النهاية” في مواجهة ما وصفته بـ”الابتزاز التجاري“.
وجاءت تلك التطورات لتضع الأسواق العالمية في حالة ترقب حذر، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، مع تحذيرات من أن استمرار الحرب التجارية بهذا النسق قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو تباطؤ حاد أو حتى ركود خلال الفترة المقبلة.
ويقترب الذهب من مستوياته التاريخية المرتفعة، حيث لامس سعره الأعلى على الإطلاق عند 3167.57 دولارًا للأونصة في جلسة الثالث من أبريل الجاري، مدفوعًا بعمليات شراء واسعة من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى، خاصة مع تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق.
ويُنظر إلى الذهب تقليديًا كأداة للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية والسياسية، إذ يلجأ إليه المستثمرون كأصل آمن في فترات التقلبات الحادة، وهو ما يفسر حالة الزخم التي يشهدها المعدن الأصفر مؤخرًا.
وفي سياق آخر، تترقب الأسواق صدور محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والمقرر نشره في وقت لاحق من اليوم. ويأتي هذا الترقب وسط توقعات بأن يقدم المحضر إشارات مهمة حول توجهات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة، خاصة بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية التي أظهرت تباينًا في مؤشرات التضخم والنمو في الولايات المتحدة.
كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركية غدًا الخميس، والتي ستوفر مزيدًا من الدلائل حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيواصل سياسته التقييدية أو سيبدأ في التمهيد لتيسير نقدي خلال النصف الثاني من العام.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة استقرارًا في المعاملات الفورية عند 29.84 دولارًا للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 919.10 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2% ليسجل 908.81 دولار.
وتعكس التحركات المحدودة في أسعار المعادن الأخرى حالة الحذر في الأسواق، مع تركيز المستثمرين على الذهب باعتباره الأصل الأكثر أمانًا في الوقت الحالي، وسط التصعيد المستمر بين أكبر اقتصادين في العالم، واحتمالات التأثير السلبي على النمو العالمي.
