
مساهم يرفع حصته في “الدولية للأسمدة” إلى 8.9%
شهدت شركة الدولية للأسمدة والكيماويات تحركًا لافتًا في هيكل ملكيتها، بعد أن قام المستثمر مصطفى خليل الفاروق برفع حصته في أسهم رأسمال الشركة من 8.71% إلى 8.9%، وذلك عبر صفقة تجاوزت قيمتها 2.49 مليون جنيه، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين الأفراد بمستقبل الشركة وأدائها المالي.
وبحسب إفصاح مرسل إلى البورصة المصرية، فإن الصفقة نُفذت من خلال شركة البحر المتوسط لتداول الأوراق المالية، حيث اشترى الفاروق نحو 124.25 ألف سهم من رأسمال الشركة، بمتوسط سعر 20.09 جنيه للسهم الواحد، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في تداولات السهم خلال الفترة الأخيرة.
ووفقًا للبيانات الرسمية، ارتفعت نسبة ملكية المجموعة المرتبطة مع المساهم بعد تنفيذ الصفقة إلى 10.17%، في إشارة إلى توجّه واضح نحو تعظيم التمركز الاستثماري داخل الشركة، خصوصًا في ظل الأداء المالي المتصاعد الذي حققته “الدولية للأسمدة” خلال العام المالي 2024.
في السياق ذاته، أعلنت الشركة عن نتائجها المالية للعام 2024، والتي أظهرت نموًا قويًا في الأرباح والإيرادات. فقد سجلت الشركة صافي ربح بلغ 228.73 مليون جنيه، مقابل 157.84 مليون جنيه خلال عام 2023، بنسبة نمو تقارب 45%، ما يعكس نجاحًا واضحًا في استراتيجية التشغيل والتسويق رغم التحديات الاقتصادية.
أما على صعيد الإيرادات، فقد قفزت مبيعات “الدولية للأسمدة” إلى 2.69 مليار جنيه خلال عام 2024، مقارنةً بـ 1.42 مليار جنيه في العام السابق، بنسبة زيادة تتجاوز 89%. ويعكس هذا النمو القوي ارتفاع الطلب على منتجات الشركة، سواء في السوق المحلي أو في الأسواق التصديرية، بالإضافة إلى استفادتها من ارتفاع أسعار الأسمدة عالميًا خلال الفترة الماضية.
وتعليقًا على الصفقة الأخيرة، يرى محللون أن قيام مصطفى خليل بزيادة حصته يشير إلى ثقة واضحة في استقرار وربحية الشركة على المدى المتوسط والطويل. كما أن تحركات المستثمرين الرئيسيين داخل الشركات عادةً ما تُفسَّر كمؤشر إيجابي على متانة المركز المالي ووجود خطط توسعية مستقبلية.
ويُرجّح بعض خبراء السوق أن يشهد سهم “الدولية للأسمدة” اهتمامًا متجددًا من المستثمرين، خصوصًا بعد صدور القوائم المالية التي تؤكد تحقيق الشركة لأداء يفوق التوقعات، مما قد ينعكس على تقييمات السهم في السوق خلال الربع الثاني من 2025.
تعمل “الدولية للأسمدة والكيماويات” في قطاع حيوي يُعد من أهم القطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، وهو ما يمنح الشركة أرضية قوية للنمو المستقبلي، لا سيما في ظل التوجهات الحكومية لتوسيع الرقعة الزراعية وزيادة الاعتماد على الأسمدة المحلية بدلًا من الاستيراد.
كما تشير توقعات السوق إلى أن الشركة قد تتجه خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز صادراتها، خاصة في أسواق إفريقيا وآسيا، التي تشهد طلبًا متزايدًا على منتجات الأسمدة المدعومة بالجودة والسعر التنافسي.
تأتي صفقة مصطفى خليل الفاروق في سياق تصاعدي يشهده أداء شركة “الدولية للأسمدة”، مدعومًا بأرباح قوية، ونمو في الإيرادات، واستقرار في هيكل المساهمين. وتُعد هذه التحركات مؤشرات إيجابية على ثقة السوق في قدرة الشركة على مواصلة تحقيق معدلات نمو مرتفعة، في ظل بيئة تشغيلية مليئة بالتحديات والفرص على حد سواء.