انسحاب وعودة.. تذبذب أداء المستثمرين في أدوات الدين لإعادة السوق

محمود ياسين: حالة الهلع المسيطرة على الأسواق تدفع المستثمرين للتصرف دون دراسة
مصطفى نور الدين: التقلبات الخارجية لن تؤثر على السوق المصرية. والمستثمر المحلي يستحوذ على 85%
هبة الحسيني: السوق تتجه عرضيًا خلال الأيام المقبلة.. ونُحذر من الشراء على المكشوف

قال خبراء سوق المال إن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من دول العالم منها مصر، ستؤثر على البورصة المصرية بتعاملات المستثمرين الأجانب والعرب والاتجاه نحو البيع.
وتوقع الخبراء أن سوق الأسهم المصرية ستواصل التحسن في الأداء خلال الجلسات المقبلة، وذلك في حالة استمرار هدوء أسواق المال العالمية، مؤكدين أنه يجب على المستثمرين الحيطة والحذر من الشراء على المكشوف (أي المارجن) في الفترة الحالية.
وقال محمود ياسين، خبير أسواق المال، إن بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات، تأثرت البورصة المصرية بتعاملات المستثمرين الأجانب والعرب والاتجاه نحو البيع، مشيرًا إلى أن هذا يثير قلق المستثمرين المصريين، كما أن حالة الهلع التي تُسيطر على الأسواق قد تدفع المُستثمرين المحليين إلى التصرف بشكل غير مدروس، وما يحدث لا يعتبر انسحابًا من البورصة، بل هو مجرد انسحاب مؤقت للمستثمرين الأجانب الذين عادوا مرة أخرى للشراء بعد إعادة تقييم الأسواق.
وأشار خبير أسواق المال ، إلى أن الهبوط الحاد الذي شهدته الجلسات الماضية بسوق المال المصرية بعد قرارات “ترامب” بفرض رسوم جمركية على الواردات، والتراجع الحاد لسوق الأسهم الأمريكية، وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، أثر بالإيجاب على أداء البورصة، متوقعًا أن تواصل سوق الأسهم المصرية التحسن في الأداء خلال الجلسات المقبلة، وذلك في حالة استمرار هدوء أسواق المال العالمية.
وأوضح أن مصر غير متأثرة بالتعريفات الجمركية مثل: الصين، حيث تم فرض رسوم جمركية منخفضة على مصر بنسبة 10%، مما يمنحها ميزة تنافسية، وبالتحديد في قطاع مثل: “الملابس والمنسوجات”، وهو ما سيجذب الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
وقال مصطفى نور الدين، نائب رئيس مجلس الإدارة لشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، إن الضغوط البيعية التي اجتاحت البورصة المصرية مُرتبطة بسيناريو عالمي أوسع، إلا أن الأهمية في هذه المرحلة هي قدرة المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية على التماسك أعلى مستوى 30150 نقطة، مشيرًا إلى أن هذا المستوى يمثل دعمًا خلال الفترة المقبلة، لأن مصر من الدول الأقل تأثرًا بالرسوم الجمركية الجديدة، حيث فرضت عليها بنسبة 10%، مما يمنح الاقتصاد المصري هامشًا من الاستقرار النسبي مقارنة بالدول الأخرى، مشيرًا إلى أن السوق المصرية تتمتع بأغلبية المستثمر المحلي بنسبة تتراوح بين 85% إلى 88%، ما يقلل من احتمالات التأثر القوي بالتقلبات الخارجية، باستثناء حالات الضغط الناتجة عن المارجن كول أو الفزع الفردي.
وأكد أهمية البعد عن الشراء بـ “المارجن”، وفي ظل تقلبات السوق، يجب على المستثمرين الحذر من استخدام الشراء بالهامش، والاحتفاظ بالسيولة داخل المحافظ للاستفادة من التراجعات الحالية، حيث توجد العديد من الشركات المتداولة التي تمتلك أصولًا قوية، ويتم تداولها دون قيمتها الحقيقية، إلا أن الذعر المنتشر بين المتعاملين هو الذي يدفع إلى البيع العشوائي خلال هذه الفترة.
وأوضح أن تأثر مؤشرات البورصة المصرية جاء انعكاسًا مباشرًا للهبوط الذي حدث في أسواق المال العالمية، خاصةً البورصة الأمريكية، هذا بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، وهو ما ضاعف من حذر المستثمرين، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد المصري من خلال ارتفاع التضخم، خاصةً أن مصر تعتمد على استيراد الإلكترونيات من الولايات المتحدة والصين، في ظل فرض رسوم متبادلة بين البلدين.
وقالت هبة الحسيني ، خبيرة أسواق المال، إن مؤشرات البورصة المصرية بدأت جلسة بداية التداولات بعد إجازات عيد الفطر المبارك بتراجع قدره 1400 نقطة، ليسجل مؤشر EGX30 هبوطًا بنسبة 4%، وتراجع المؤشر إلى 30373 نقطة، بينما سجل مؤشر EGX70 تراجعًا بنسبة 5%، وسجل 11 سهمًا تراجعًا بنسبة 10%. لافتةً إلى أن هذا التراجع يعود إلى التأثر بتراجع الأسواق العالمية، حيث كان من المتوقع أن تبدأ الجلسات على تراجع للتأثر بهبوط البورصات العالمية والأحداث الاقتصادية.
وتوقعت خبيرة أسواق المال ثبات المؤشر أعلى نقطة الدعم 30300 نقطة، وتكوين مراكز شرائية جديدة، على أن تأخذ السوق اتجاهًا عرضيًا خلال الأيام المقبلة، موضحةً أنه لمعاودة الاتجاه الصاعد يجب ثبات المؤشر أعلى نقطة 30900 نقطة، وذلك لتأكيد الصعود مرة أخرى، مؤكدةً على أنه يجب على المستثمرين الحيطة والحذر من الشراء على المكشوف (أي المارجن) في الفترة الحالية.