الذهب يتراجع بعد مستوى قياسي بفعل استثناءات جمركية
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الإثنين، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا جديدًا في وقت سابق من الجلسة، مدفوعة بانحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استثناء بعض السلع التكنولوجية من الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليسجل نحو 3232.45 دولارًا للأونصة، بعدما لامس مستوى قياسيًا غير مسبوق عند 3245.42 دولارًا للأونصة في بداية الجلسة. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتسجل 3248.20 دولارًا للأونصة، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز“.
وجاء هذا التراجع المحدود في أسعار المعدن النفيس نتيجة لتحسّن شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، بعد تصريحات البيت الأبيض حول استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب الآلي من الرسوم الجمركية المتبادلة، وهي السلع التي تُعد من الركائز الأساسية في حركة التجارة بين واشنطن وبكين.
ورغم هذا التراجع الطفيف، فإن الذهب لا يزال يتمتع بزخم قوي في الأسواق، بدعم من عدة عوامل أبرزها تراجع الدولار الأميركي، وزيادة الطلب على المعدن من قبل البنوك المركزية حول العالم، والتي تسعى لتنويع احتياطاتها وسط مخاوف من استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية.
وفي هذا السياق، رفعت مؤسسة “غولدمان ساكس” توقعاتها لسعر الذهب بنهاية عام 2025 إلى 3700 دولار للأونصة، بدلاً من 3300 دولار، مستندة إلى قوة الطلب من البنوك المركزية إلى جانب تدفقات إيجابية متوقعة في صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب، والتي تمثل مؤشرًا مهمًا لاتجاهات المستثمرين المؤسسيين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن استثناء مؤقت لعدد من السلع الإلكترونية من الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، في محاولة لتخفيف حدة الصراع التجاري الذي تسبب في هبوط حاد بأسواق المال العالمية خلال الأسابيع الأخيرة.
لكن ترامب عاد يوم الأحد ليؤكد أن هذا الاستثناء مؤقت، محذرًا من أن بلاده لن تتهاون في حماية مصالحها التجارية، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات تصعيد جديدة قد تؤثر على الأسواق في الفترة المقبلة.
ورغم تراجع أسعار الذهب اليوم، فإن المحللين يؤكدون أن المعدن الأصفر لا يزال يؤدي دوره التقليدي كملاذ آمن في أوقات التقلبات السياسية والاقتصادية، خصوصًا مع استمرار التهديدات باندلاع موجة جديدة من الحروب التجارية، والتوقعات المتزايدة بدخول الاقتصاد العالمي مرحلة من التباطؤ الممتد.
ويقول محللون إن المستثمرين سيتابعون عن كثب أي تطورات جديدة في الملف التجاري الأميركي الصيني، إلى جانب بيانات التضخم وأسعار الفائدة في الأسواق الكبرى، لتحديد الاتجاهات المستقبلية للذهب.
تباين في أداء المعادن النفيسة الأخرى
أما بالنسبة لباقي المعادن النفيسة، فقد شهدت تداولاتها تباينًا خلال تعاملات اليوم؛ إذ تراجعت الفضة بأكثر من 1% لتسجل 31.91 دولارًا للأونصة، متأثرةً بتراجع الطلب الصناعي. في المقابل، ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 948.45 دولارًا للأونصة، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.8% ليسجل 922.98 دولارًا للأونصة.
ويُنتظر أن تستمر تقلبات أسعار المعادن خلال الفترة المقبلة، في ظل الضغوط المتزايدة على الاقتصاد العالمي، والتحولات المستمرة في السياسات النقدية والتجارية للدول الكبرى.
