
خروج مساهم رئيسي من أراب للتنمية ببيع 9.5 مليون سهم
شهدت البورصة المصرية تنفيذ صفقة بيع كبيرة داخل سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث أعلنت شركة عربية أون لاين للوساطة في الأوراق المالية قيام المساهم أشرف كمال جبرة يوسف ببيع كامل حصته في شركة أراب للتنمية والاستثمار العقاري، والبالغة 13.52% من إجمالي أسهم الشركة.
وقالت عربية أون لاين في بيان مرسل إلى إدارة البورصة المصرية اليوم، إن عملية البيع تمت من خلال التصرف في نحو 9.5 مليون سهم من أسهم شركة أراب، وذلك بقيمة إجمالية بلغت 10.84 مليون جنيه، وبمتوسط سعر بلغ 1.14 جنيه للسهم الواحد.
وأشارت البيانات إلى أن الصفقة تمت ضمن عمليات التداول الاعتيادية، في حين أسفرت عن تراجع نسبة ملكية المجموعة المرتبطة بالعميل (أشرف كمال) من 13.62% إلى 0.1% فقط بعد التنفيذ، ما يعني الخروج شبه الكامل من هيكل ملكية الشركة.
وتأتي هذه الصفقة في وقت سجلت فيه شركة أراب للتنمية والاستثمار العقاري تراجعًا ملحوظًا في أرباحها السنوية، إذ أظهرت القوائم المالية للشركة تحقيق صافي ربح قدره 290.82 ألف جنيه خلال العام المالي 2024، مقارنة مع 549.43 ألف جنيه خلال العام السابق له، وهو ما يمثل انخفاضًا يقارب 47%.
ورغم هذا التراجع في الأرباح، شهدت الشركة نموًا لافتًا في الإيرادات، حيث ارتفعت إيرادات النشاط لتصل إلى نحو 14.3 مليون جنيه بنهاية عام 2024، مقابل 8 ملايين جنيه في عام 2023، ما يشير إلى تحسن نسبي في الأداء التشغيلي، على الرغم من ضعف هوامش الربحية أو ارتفاع التكاليف التشغيلية التي أثّرت على صافي الدخل.
لم تعلن شركة عربية أون لاين أو المساهم أشرف كمال عن أسباب التخارج من شركة أراب، إلا أن السوق يترقب تأثير هذه الصفقة على هيكل ملكية الشركة وتوجهاتها الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تزايد الحركة على أسهم الشركات العقارية الصغيرة في البورصة المصرية مؤخرًا.
ويرى بعض المحللين أن توقيت تنفيذ الصفقة يأتي في ظل تحركات واضحة من عدد من المستثمرين لإعادة هيكلة محافظهم الاستثمارية، وسط تقلبات الأسواق وتباين الرؤى حول مستقبل القطاع العقاري، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف التمويل ومواد البناء، التي قد تُبطئ من وتيرة التوسع العقاري في مصر خلال الفترة المقبلة.
وفي إطار أوسع، تستعد البورصة المصرية لفترة من الزخم، مع توقعات بطرح شركات جديدة وتحسن في مستويات السيولة، لا سيما بعد قرارات الحكومة بشأن الطروحات العامة للشركات المملوكة للدولة، والتيسيرات الأخيرة المقدمة للمستثمرين المحليين والأجانب.
ويأتي خروج مساهمين رئيسيين من شركات مدرجة مثل “أراب للتنمية” ضمن سياق عام يشهد حركة كبيرة في هيكل الملكية بعدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، سواء عبر صفقات استحواذ أو تخارجات فردية.
وفي هذا السياق، يقول محللون إن هذه العمليات قد تعزز من سيولة السوق الثانوية، وتمنح فرصة لمستثمرين جدد للدخول في هيكل الشركات، أو حتى إعادة هيكلة مجالس الإدارة في بعض الأحيان.
رغم التحديات التي تواجه القطاع العقاري في مصر والعالم، لا يزال الاستثمار في هذا القطاع يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، وهو ما ينعكس في استمرار بعض الشركات في تسجيل معدلات نمو في الإيرادات كما هو الحال مع “أراب للتنمية”.
لكن تراجع الأرباح رغم ارتفاع الإيرادات يدق ناقوس الخطر بشأن الكفاءة التشغيلية للشركة أو ارتفاع التكاليف بشكل غير متناسب مع العائدات، وهو ما قد يكون من بين الأسباب التي دفعت المساهم أشرف كمال إلى التخارج، رغم عدم الإفصاح الرسمي عن الدوافع وراء الصفقة.
وتبقى الفترة القادمة حاسمة في الكشف عن مصير هذه الحصة الكبيرة، وما إذا كانت ستنتقل إلى مستثمر استراتيجي جديد يسعى إلى تعظيم القيمة السوقية للشركة، أو أنها مجرد إعادة توزيع للحصص داخل السوق الحرة.