بورصة وشركات

الذهب يسجل أعلى مستوى تاريخي وسط تصاعد التوترات التجارية

alx adv

واصلت أسعار الذهب صعودها القوي، اليوم الخميس، مسجلة مستويات تاريخية غير مسبوقة، وسط إقبال متزايد من قبل المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها الرئيسيين حول العالم، وخاصة الصين.

 

وبحسب بيانات وكالة “رويترز”، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليسجل 3346.20 دولارًا للأونصة، بعد أن لامس في وقت سابق من جلسة اليوم أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3357.40 دولارًا للأونصة. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 3359.50 دولارًا.

 

وكانت أسعار المعدن النفيس قد اخترقت، خلال تعاملات أمس الأربعاء، حاجز 3300 دولار للأونصة، لتسجل مستويات قياسية تاريخية، وهو ما يعكس حجم القلق السائد في الأسواق العالمية، والتوجه المتزايد لحيازة الذهب كملاذ آمن.

 

ويأتي هذا الارتفاع في أسعار الذهب مدفوعًا بسلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخرًا، وتسببت في زيادة حدة التوتر التجاري مع العديد من الشركاء، وعلى رأسهم الصين. فقد أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفتح تحقيق للنظر في إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة على جميع واردات المعادن الأساسية، إلى جانب مراجعة واردات الأدوية والرقائق الإلكترونية، في خطوة أثارت قلقًا كبيرًا في الأسواق العالمية.

 

وفي رد فعل سريع، أعلنت الحكومة الصينية عن إجراءات مضادة، من بينها إصدار تعليمات لشركات الطيران الوطنية بعدم استلام شحنات جديدة من طائرات شركة “بوينغ” الأميركية، فيما فرضت واشنطن بدورها قيودًا على صادرات شركة “إنفيديا” الخاصة برقائق الذكاء الاصطناعي من طراز H20 إلى الصين، مما صعد من وتيرة الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

 

ومع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، ارتفع الذهب بأكثر من 27% منذ بداية العام وحتى الآن. ويعد المعدن الأصفر أحد أبرز الأدوات الاستثمارية التي يقبل عليها المستثمرون في أوقات الأزمات، باعتباره وسيلة للتحوط من التضخم والمخاطر الاقتصادية، وملاذًا آمنًا في أوقات الضبابية السياسية.

 

وفي ذات السياق، تراجع مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، ليظل قريبًا من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، وهو ما عزز من جاذبية الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، حيث يصبح الذهب أرخص نسبيًا، ويزيد الطلب عليه في الأسواق العالمية.

 

ولم تكن مكاسب الذهب هي الوحيدة في سوق المعادن النفيسة، إذ ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتسجل 32.78 دولارًا للأونصة، بينما صعد سعر البلاتين بنسبة 0.2% إلى 969.05 دولارًا. وفي المقابل، تراجع سعر البلاديوم بنسبة 0.7% ليصل إلى 964.75 دولارًا للأونصة.

 

ويرى محللون أن الاتجاه الصعودي للذهب قد يستمر خلال الفترة المقبلة، في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، فضلًا عن الغموض الذي يكتنف مستقبل الاقتصاد العالمي، واحتمالات حدوث تباطؤ اقتصادي واسع النطاق.

 

ومن المتوقع أن تستمر البنوك المركزية حول العالم، وفي مقدمتها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في اتباع سياسة نقدية حذرة، مع احتمالات لخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يساهم في استمرار الطلب المرتفع على الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.

 

ويترقب المستثمرون خلال الفترة المقبلة المزيد من البيانات الاقتصادية الأميركية، وعلى رأسها أرقام التضخم ومبيعات التجزئة، والتي ستعطي إشارات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية الأميركية خلال النصف الثاني من العام، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على اتجاهات الذهب وباقي أصول الملاذ الآمن.

 

يقدم فريق بوابة عالم المال، تغطية حصرية ولحظية على مدار الساعة ، لآخر مستجدات البورصة والشركات المدرجة، البنوك وأسعار الدولاروالتأمين، العقاري، والصناعة والتجارة والتموين، الزراعة، الاتصالات، السياحة والطيران، الطاقة والبترول، نقل ولوجيستيات، سيارات، كما نحلل الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات والشركات والجهات من خلال الإنفو جراف والرسوم البيانية، الفيديو، فضلا عن تقديم عدد من البرامج المتخصة لتحليل كل ما يتعلق بالاقتصاد المصري من خلال تليفزيون عالم المال.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار