
قانون العمل الجديد.. ضمانات تشريعية لبيئة عمل عادلة ومستقرة
تزايد الاهتمام بشكل مكثف بنصوص قانون العمل الجديد، الذي صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، بعدما حظي بإشادة جميع الأوساط المهتمة بشؤون العمال.
وشهدت منظومة العمل في السنوات الأخيرة تحولات كبيرة فرضتها التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، مما استدعى ضرورة تحديث القوانين والتشريعات المنظمة لعلاقات العمل، بما يكفل التوازن بين مصالح أصحاب الأعمال وحقوق العاملين.
وفي هذا السياق، جاء قانون العمل الجديد كخطوة تشريعية مهمة تهدف إلى تعزيز بيئة العمل، وضمان كرامة العامل، وتحقيق الاستقرار في علاقات الإنتاج.

نقلة نوعية في فلسفة التشريع
يعد قانون العمل الجديد بمثابة نقلة نوعية في التشريعات العمالية، إذ استند في بنوده إلى فلسفة تقوم على احترام حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الطرف الأضعف في علاقة العمل، وهو العامل.
عقود عادلة تنهي فوضى التشغيل المؤقت
من أبرز هذه المكتسبات التحول نحو التعاقد العادل، حيث ألزم القانون أصحاب الأعمال بتحرير عقود مكتوبة تضمن حقوق العاملين، وتحدد بوضوح واجبات كل طرف. كما وضع حدًا لاستخدام العقود المؤقتة بشكل تعسفي، ونص على تثبيت العمال بعد فترة محددة من التشغيل.
حد أدنى للأجور يراعي كرامة العامل
أولى القانون اهتمامًا كبيرًا بالحد الأدنى للأجور، إذ نص على ضرورة تحديده بشكل دوري بالتنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص وممثلي العمال، بما يتناسب مع تكاليف المعيشة، ويضمن حياة كريمة للعاملين.
تمكين المرأة وتعزيز المساواة في العمل
عزز القانون من حقوق المرأة العاملة، سواء من حيث إجازات الوضع، أو الحق في الرضاعة، أو الحماية من الفصل أثناء الحمل، إضافة إلى تشجيع إدماجها في سوق العمل دون تمييز.

دعم خاص لذوي الإعاقة في سوق العمل
وفر القانون حماية خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال تخصيص نسب توظيف محددة لهم، وتوفير بيئة عمل مناسبة لاحتياجاتهم.
حماية العامل أولًا
عزز القانون مفهوم السلامة والصحة المهنية، إذ ألزم أصحاب الأعمال باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية العاملين من الأخطار المهنية، وتوفير أدوات الوقاية، وتنظيم دورات تدريبية.
توازن بين الحياة والعمل
نص القانون على حق العامل في الحصول على إجازة سنوية لا تقل عن ثلاثين يومًا، إضافة إلى الإجازات الرسمية والراحة الأسبوعية. كما حدد ساعات العمل اليومية ووضع ضوابط للعمل الإضافي.
دور النقابات العمالية
كفل القانون للعاملين حرية تكوين النقابات والانضمام إليها، ودعم حقهم في التفاوض الجماعي، مما يعزز من قوة صوتهم في مواجهة أي تجاوزات.
تحديات تطبيق القانون الجديد
رغم المكتسبات، لا يزال التطبيق يواجه تحديات، منها ضعف الرقابة على المنشآت الخاصة، وتفاوت الوعي القانوني بين العاملين، وبعض الممارسات التي قد تفرغ النصوص من مضمونها.