
استقرار أسعار النفط نتيجة ارتفاع مخزون البنزين والديزل الأمريكي
استقرت أسعار النفط اليوم الخميس 5 يونيو 2025، بعد أن سجلت أمس انخفاضًا بأكثر من 1%، نتيجة ارتفاع غير متوقع في مخزونات البنزين والديزل الأمريكية.
وحسب رويترز، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، أو ما يعادل 0.3%، لتصل إلى 65.07 دولار للبرميل.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 17 سنتًا، أو 0.3%، ليبلغ 63.02 دولار للبرميل.
وقد أغلقت أسعار النفط على انخفاض يوم أمس الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات رسمية ارتفاعًا أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين والمقطرات في الولايات المتحدة، ما يشير إلى ضعف الطلب في أكبر اقتصاد عالمي.
قال تاماس فارغا، المحلل في شركة بي في إم، إن العوامل الجيوسياسية وحرائق الغابات في كندا، التي قد تؤثر على الإنتاج، توفر دعمًا للأسعار، رغم التوقعات بوجود فائض في المعروض خلال النصف الثاني من العام، مع احتمالات زيادة إنتاج تحالف أوبك+.
أشار فارغا إلى أن الطلب على النفط قد يتأثر بالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، خاصة بعد أن أظهرت بيانات يوم الأربعاء انكماش قطاع الخدمات الأمريكي في مايو لأول مرة منذ نحو عام.
في خطوة جديدة ضمن سلسلة قراراتها التي قد تعيد تشكيل أسواق النفط العالمية، أعلنت مجموعة أوبك+ زيادة إنتاجها النفطي بـ411 ألف برميل يوميًا، خلال شهر يوليو 2025.
وتعد هذه الزيادة الثالثة على التوالي بعد قرارات مماثلة في مايو ويونيو، حيث تأتي في ظل توازنات دقيقة بين العرض والطلب، وتطورات جيوسياسية تؤثر على أسواق الطاقة العالمية.

ما خلفية قرار أوبك+؟
وتهدف أوبك+، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، إلى استعادة حصتها السوقية ومعاقبة الدول التي تجاوزت حصصها الإنتاجية، مثل: العراق، وكازاخستان.
كما تسعى المجموعة إلى مواجهة المنافسة المتزايدة من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، الذين يواجهون تحديات بسبب ارتفاع تكاليف الحفر وضعف الأسعار.
تأثيرات القرار على أسعار النفط
وعلى الرغم من أن زيادة الإنتاج عادةً ما تؤدي إلى انخفاض الأسعار، إلا أن أسعار النفط ارتفعت بعد الإعلان، حيث تجاوز خام برنت 65 دولارًا للبرميل. يُعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، ومنها التوترات الجيوسياسية، بسبب الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية، والتي أثارت مخاوف من تعطل الإمدادات، مما دفع الأسعار للارتفاع.
وأيضا الزيادة المحدودة في الإنتاج، إذ إن الزيادة المعلنة كانت أقل من توقعات بعض المحللين، مما أعطى إشارة بأن السوق قد تظل مشدودة في النصف الثاني من العام.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع الطلب الموسمي على النفط مع دخول فصل الصيف، خاصة في آسيا، مما يدعم الأسعار، ويجعل زيادة الإنتاج أمرًا لا يحمل مخاطر كبيرة فيما يتعلق بتراجع الأسعار، الذي يعد الخوف الرئيسي الذي يواجهه أصحاب القرار في أوبك عند الحديث عن زيادة الإنتاج.

الخلافات الداخلية في أوبك+
وشهدت المفاوضات داخل أوبك+ توترات بين السعودية وروسيا، بشأن وتيرة زيادة الإنتاج، فبينما دعت السعودية إلى زيادات أسرع، فضلت روسيا وبعض الدول الأخرى التريث بسبب مخاوف من ضعف الطلب، وتم التوصل في النهاية إلى تسوية بالزيادة المعلنة.
التوقعات المستقبلية للنفط
ومن المتوقع أن تستمر أوبك+ في مراقبة سوق النفط عن كثب، مع اجتماع مقرر في 6 يوليو لمراجعة مستويات الإنتاج لشهر أغسطس. قد تؤدي أي تطورات جديدة، سواء في الطلب العالمي أو التوترات الجيوسياسية، إلى تعديل الخطط الحالية.