طفرة في الصادرات الزراعية تعكس تعافي الاقتصاد وفتح أسواق جديدة

مي أبو المجد18 يونيو، 2025آخر تحديث: 18 يونيو، 2025

2 دقائق

في مؤشر جديد على تعافي الاقتصاد الزراعي المصري وتعاظم دوره في دعم الميزان التجاري، أعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور علاء فاروق، عن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية قفزة ملحوظة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، حيث سجلت نحو 4.8 مليون طن، بزيادة تقارب نصف مليون طن مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، التي بلغت 4.3 مليون طن.

الطفرات المتلاحقة في حجم ونوعية الصادرات الزراعية المصرية تعكس تحسن البيئة الاستثمارية الزراعية، ونجاح مصر في بناء سلاسل قيمة مضافة متكاملة، انطلاقًا من المزرعة، مرورًا بالتعبئة والتغليف، وصولًا إلى مواني التصدير.

وبينما تواصل الدولة دعم المزارعين والمصدرين، تبدو الأرقام قابلة للمضاعفة خلال السنوات المقبلة، في ظل خطط التوسع الأفقي والرأسي في الزراعة، واستهداف الوصول إلى عائدات قياسية تدعم الاقتصاد الوطني وتعزز أمن مصر الغذائي والتجاري.

ووفقًا لتقرير رسمي تلقاه الوزير من الدكتور أحمد العضام، رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، واستنادًا إلى بيانات الإدارة المركزية للحجر الزراعي، فقد حافظت الموالح على موقعها كأكثر المحاصيل تصديرًا، بواقع 1.8 مليون طن، تلتها البطاطس بـ 1.1 مليون طن، في تأكيد جديد على تزايد الطلب العالمي على المنتجات الزراعية المصرية عالية الجودة.

وجاءت الفاصوليا (الطازجة والجافة) في المركز الثالث بـ 130 ألف طن، ثم البصل الطازج بـ 106 آلاف طن، تليه البطاطا بـ 101 ألف طن.

وشملت قائمة أبرز الحاصلات الأخرى: الفراولة، الطماطم، الثوم، الجوافة، العنب، والرمان.

تسهم في فتح أسواق جديدة ورفع كفاءة المنتج المصري

أكد الدكتور علاء فاروق أن هذه الطفرة جاءت نتيجة لتضافر جهود المزارعين والمصدرين والمهندسين الزراعيين، ودور الحجر الزراعي والمعامل المركزية والعلاقات الزراعية الخارجية، والتي تسهم في فتح أسواق جديدة ورفع كفاءة المنتج المصري.

وأضاف فاروق، أن تعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية يأتي من خلال التصنيع الزراعي، متوقعًا زيادة بنسبة 20% في حجم الصادرات بنهاية العام، خاصة مع دخول 2.2 مليون فدان في مشروع الدلتا الجديدة إلى الخدمة.

وأشار إلى أن التوافق مع متطلبات الاتحاد الأوروبي يمثل مفتاح العبور للأسواق الدولية، مؤكدًا أن الدول العربية أصبحت أكثر تشددًا من أوروبا في اشتراطات الاستيراد، مما دفع المستثمرين المصريين لتحديث محطات الفرز والتعبئة لتواكب هذه المعايير.

من أبرز العوامل التي دعمت الطفرة الأخيرة في الصادرات الزراعية، بحسب وزير الزراعة، هو إطلاق خط “الرورو السريع” من ميناء دمياط إلى تريستا في إيطاليا، والذي ساعد على وصول الحاصلات الطازجة للأسواق الأوروبية في توقيت مثالي، بعد سنوات من المعاناة بسبب تأخر الشحنات.

وفي سياق متصل، قال الدكتور إبراهيم درويش، أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية، إن تصدير نحو مليون طن من البطاطس يعكس اهتمام الدولة بملف الصادرات الزراعية، مشيرًا إلى أن مصر تستورد منتجات زراعية بقيمة 19 مليار دولار، بينما تبلغ صادراتها 10.6 مليار دولار فقط، ما يترك عجزًا تجاريًا يصل إلى 8 مليارات دولار.

وتوقع درويش أن تتجاوز صادرات البطاطس وحدها 600 مليون دولار بنهاية 2025، خاصة مع توسع الدولة في زراعتها في أراضي “مستقبل مصر” و”العوينات”.

من جانبه، قال المهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن إجمالي صادرات المنتجات الغذائية والزراعية المصرية مرشح لتجاوز 11 مليار دولار بنهاية العام الجاري، مقارنة بـ 10 مليارات دولار حاليًا.

وأشار إلى أن صادرات الصناعات الغذائية فقط بلغت 6.2 مليار دولار، في حين تخطت صادرات الحاصلات الزراعية 4 مليارات دولار، مؤكدًا أن جودة التعبئة والتغليف وسلامة الغذاء وتبني التكنولوجيا الحديثة عوامل رئيسية تعزز قدرة مصر التنافسية في الأسواق العالمية.