
أزمة الغاز تهدد صناعة الأسمدة.. وارتفاع عالمي في أسعار اليوريا
تصل لـ380 دولارًا للطن
في ظل أزمة الطاقة التي تشهدها مصر عقب توقف إمدادات الغاز من إسرائيل، تعالت المخاوف بشأن تداعيات هذه الأزمة على القطاعات الاستراتيجية، وعلى رأسها صناعة الأسمدة، التي تُعد إحدى ركائز الاقتصاد المصري ومصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة. وبينما توقفت بعض المصانع عن الإنتاج، قفزت الأسعار العالمية لليوريا والأمونيا، وبدأت الشركات في دراسة سيناريوهات بديلة لتأمين الغاز اللازم للتشغيل.
قطاع حيوي في مرمى الأزمة
أكد أحمد هجرس، رئيس شركة أجري تريد للأسمدة، أن الأسعار العالمية لأسمدة اليوريا شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد توقف مصانع الأسمدة المصرية نتيجة وقف إمدادات الغاز القادمة من إسرائيل، لاسيما بعد توقف الإنتاج في حقل ليفياثان البحري.
وشدد هجرس على أن قطاع الأسمدة في مصر من أقوى القطاعات الصناعية، ويتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة، إذ تصل قيمة إنتاجه إلى نحو 2.6 مليار دولار، موضحًا أن ارتفاع الأسعار يصب في صالح زيادة قيمة الصادرات المصرية من الأسمدة.
موقع استراتيجي يعزز الفرص
وأشار هجرس إلى أن مصر تتمتع بموقع لوجستي فريد، إذ تطل على البحرين المتوسط والأحمر، ولديها شبكة موانئ متطورة واستثمارات كبيرة في صناعة الأسمدة، وهو ما يجعلها مركزًا إقليميًا هامًا للتصدير رغم التحديات التي تواجهها من وقت لآخر.
الغاز.. معركة الأولويات
وحول ترتيب أولويات استخدامات الغاز، أوضح هجرس أن الحكومة المصرية تلجأ إلى موازنة دقيقة عند حدوث أي أزمة إمداد، حيث تمنح الأولوية لمحطات الكهرباء والاستهلاك المنزلي، تليها القطاعات الصناعية، في ظل محدودية المتاح من الاحتياطي.
وأضاف أن توقف الإمدادات للمصانع أمر خارج عن إرادة الدولة والمصانع المحلية، وأن الشركات الأجنبية المستوردة من السوق المصري تتفهم الموقف الإقليمي المعقد وما يشهده من اضطرابات تؤثر على تدفق الغاز.
مخزون استراتيجي لتأمين الزراعة
وفيما يخص السوق المحلية، أشار هجرس إلى أن طلب الأسمدة يرتفع خلال فصل الصيف مع زيادة النشاط الزراعي، موضحًا أن الحكومة تسحب من المخزون الاستراتيجي الذي تم تجهيزه مسبقًا لدى الجمعيات الزراعية والبنك الزراعي المصري، لتلبية الاحتياجات دون حدوث فجوة في الإمداد.
الاستيراد الذاتي خيار مطروح
ولم يستبعد هجرس أن تلجأ بعض الشركات إلى استيراد الغاز بشكل مباشر بعيدًا عن الحكومة إذا استمر الوضع الحالي لفترة طويلة، مؤكدًا أن مصر تمتلك البنية التحتية اللازمة لذلك، من خلال تسهيلات وموانئ إسالة للغاز الطبيعي.
أسعار اليوريا تقفز عالميًا
وأوضح هجرس أن أسعار اليوريا عالميًا ارتفعت من نحو 370-380 دولارًا للطن إلى ما بين 440 و450 دولارًا بعد توقف مصانع الأسمدة المصرية، مما أثر بشكل مباشر على السوق الدولية. كما سجلت أسعار الأمونيا ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة نفسها.