جورجيا بوابة واعدة لعبور التمر العربي إلى أسواق أوروبا الشرقية
قال الدكتور أشرف الفار، الأمين العام للاتحاد العربي للتمور، إن زيارة رسمية أجريت مؤخرًا إلى جورجيا جاءت في إطار الجهود المبذولة لدراسة الأسواق الخارجية واستكشاف الفرص التصديرية للتمور العربية، وشملت الزيارة عددًا من المعالم والأماكن المهمة، مع تركيز خاص على نقاط بيع التمور ومنتجات الفواكه المجففة.
وأكد خلال تصريحاته أن الزيارة أظهرت عدة ملاحظات مهمة، أبرزها أن التمور تُباع في جورجيا بكميات محدودة جدًا وبأنواع قليلة، وغالبًا تُعرض بالوزن (100 جرام)، كما أن الإقبال الأكبر على التمور يتركز خلال شهر رمضان المبارك من قبل الجالية المسلمة فقط، في حين أنها لا تُعد سلعة استهلاكية يومية في السوق الجورجي حتى الآن.
وأوضح الفار أن جورجيا تُعد بلدًا سياحيًا يستقطب عددًا كبيرًا من الزوار، ويبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين نسمة، إلى جانب الجنسيات المقيمة فيها، ويتركز معظم السكان والسياح في العاصمة تبليسي، ومنطقة الكوكاس، وجبال مباني، وهو ما يجعل من جورجيا مدخلًا مهمًا لأسواق أوروبا الشرقية بشكل عام.
وأضاف أنه تم خلال الزيارة الحصول على قائمة تضم عددًا من التجار المهتمين بالتعاون في تجارة الجملة للتمور والفواكه المجففة والأعشاب، وهذه القائمة متاحة لدى الاتحاد العربي للتمور لمن يرغب في التواصل مع هؤلاء التجار، مشيرًا إلى أنه يتم العمل حاليًا على تأسيس شراكات تجارية معهم، تمهيدًا لإنشاء سلاسل توريد (Supply Chains) أو حتى شبكات بيع بالتجزئة (Retail Chains) متخصصة في التمور.
كما أشار إلى أن الزيارة الميدانية أظهرت اهتمامًا خاصًا بتمور القيمة المضافة (Stuffed or Covered)، مثل التمور المغطاة بالشوكولاتة أو المحشوة بالمكسرات، وهي تُباع في عبوات وزنها حوالي 250 جرامًا، بسعر يصل إلى نحو 20 لاري جورجي (ما يعادل تقريبًا 8 دولارات)، وهو سعر مرتفع نسبيًا ويحقق هامش ربح جيد جدًا للمستوردين والموزعين.
وكشف الفار عن وجود خطط مستقبلية لمتابعة الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها خلال الزيارة، من خلال تنظيم زيارات أخرى، ودعوة عدد من التجار العرب الراغبين في استكشاف السوق الجورجي بشكل مباشر وبحث فرص الشراكات التجارية على أرض الواقع.
وأضاف أن الوفد اطلع أيضًا على بعض المعالم السياحية والمنتجات التي يُقبل السياح على شرائها كتذكارات، وتبين أن منتجات التمور المصنعة والمغلفة يمكن أن تمثل خيارًا جذابًا جدًا للسائحين، تمامًا كما هو الحال في بعض المدن السياحية مثل شرم الشيخ بمصر.
وشدد الدكتور أشرف الفار في ختام تصريحاته، على أن هذه الزيارة تؤكد أن جورجيا تمثل فرصة حقيقية للدخول إلى أسواق أوروبا الشرقية، لا سيما في مجال التمور ذات القيمة المضافة، موصيًا بالتركيز على بناء شراكات قوية مع التجار المحليين، وتطوير منتجات مبتكرة تتناسب مع ذوق المستهلك الجورجي والسائح الأجنبي على حد سواء.
