
قبل اشتداد الحرارة.. خطوات لإنقاذ الماشية من الإجهاد الحراري
في ظل الارتفاعات القياسية التي يشهدها الطقس هذا الصيف، دقت الجهات المعنية ناقوس الخطر، محذرة من موجة شديدة الحرارة من المتوقع أن تضرب البلاد بداية من يوم الأربعاء 23 يوليو 2025، وتستمر لمدة لا تقل عن أربعة أيام.
وبحسب التقارير المناخية الرسمية، تُعد هذه الموجة واحدة من أقسى الموجات الحرارية التي يشهدها صيف هذا العام، ما يستدعي استعدادات خاصة، خصوصًا في قطاعات تربية الإنتاج الحيواني، التي تتأثر مباشرةً بهذه الظواهر الجوية.
تواجه الماشية خلال موجات الحر الشديدة ما يُعرف علميًا بـ”الإجهاد الحراري“، وهو حالة فسيولوجية تصيب الحيوان عندما تفشل آليات الجسم الطبيعية في التخلص من الحرارة الزائدة، مما يؤدي إلى خلل في الوظائف الحيوية والإنتاجية، وتشمل الأعراض زيادة معدل اللهاث، ارتفاع حرارة الجسم، تراجع استهلاك العلف، انخفاض إنتاج اللبن، ضعف الخصوبة، وبطء النمو، وصولًا إلى حالات نفوق محتملة، خصوصًا بين الحيوانات غير المتأقلمة على درجات الحرارة المرتفعة.
ولتقليل الخسائر المتوقعة وضمان الحفاظ على الإنتاج الحيواني خلال هذه الفترة الحرجة، أعدّ الدكتور محمد بكر، أستاذ مساعد تغذية الحيوان وتكنولوجيا تصنيع الأعلاف بكلية الزراعة – جامعة القاهرة، دليلًا عمليًا من عشر خطوات إرشادية يجب على المربين اتباعها بشكل فوري للحد من تأثير الإجهاد الحراري.
روشتة النجاة من موجة الحر لمربي الماشية
1. منع الإجهاد الإضافي نهارًا
يُوصى بتجنب أي معاملات مُجهدة للحيوانات في أوقات النهار مثل التحصينات، الوزن، أو النقل، نظرًا لما تمثله من عبء إضافي في ظل الحرارة المرتفعة.
2. مياه شرب نظيفة وباردة على مدار الساعة
لابد من ضمان إتاحة مياه شرب باردة ونظيفة للحيوانات دون انقطاع، فهي الوسيلة الأسرع لمعادلة حرارة الجسم الداخلية.
3. توفير الظل والتهوية الجيدة
يجب توفير مساحات ظل كافية سواء داخل الحظائر أو في الأماكن المفتوحة، وتقليل التزاحم لتقليل العبء الحراري الناتج عن الكثافة.
4. رش الحيوانات بالماء في التوقيت المناسب
ينصح برش الحيوانات بالماء بين التاسعة والحادية عشرة صباحًا، مع تجنّب الرش وقت الظهيرة، إذ قد يؤدي إلى نتيجة عكسية بزيادة حرارة الجسم.
5. تقسيم الوجبات لتقليل الحرارة الناتجة عن الهضم
من المهم توزيع العليقة اليومية على ثلاث فترات:
40% صباحًا، 40% مساءً، و20% فقط أثناء النهار، لتقليل العبء الحراري خلال الفترات الأشد حرارة.
6. إدخال إضافات علفية مضادة للإجهاد الحراري
يمكن استخدام مكملات غذائية مثل فيتامين C المحمي، فيتامين E، البيتاين، والخمائر الحية، التي تعمل على تعزيز مقاومة الجسم للحرارة.
7. تعزيز منظمات الحموضة بالعليقة
مثل بيكربونات الصوديوم وأكسيد المغنيسيوم، بمعدلات:
100 جم/رأس لعجول التسمين
300–400 جم/رأس للأبقار الحلوب
كما يُنصح بإضافة 30 جم بيكربونات/رأس في مياه الشرب.
8. خفض الكثافة العددية داخل الحظائر
تخفيف الزحام يساعد في تقليل التوتر الحراري ويسهّل التهوية الطبيعية بين الحيوانات.
9. ترطيب العليقة
يمكن تحسين استساغة العلف وخفض الحرارة الناتجة عن الهضم من خلال ترطيب العليقة بالماء، خصوصًا في حالة الأعلاف الجافة.
10. تقديم مياه مُبرّدة أو بها ثلج عند الإمكان
خصوصًا في ساعات الذروة، ويُعد ذلك من الوسائل الفعالة للمساعدة في خفض حرارة الجسم بشكل سريع.
موجات الحر الشديدة لم تعد استثناءً مناخيًا، بل أصبحت واقعًا موسميًا متكررًا، ما يتطلب استعدادًا مبكرًا ووعيًا استباقيًا من المربين. الالتزام بهذه النصائح لا يقتصر فقط على حماية الحيوانات من النفوق أو المرض، بل يضمن استمرار الإنتاج بأقل خسائر ممكنة، ويعكس قدرة المربين على التكيّف مع المتغيرات المناخية باستخدام أدوات بسيطة وفعالة.