لأول مرة.. الجيل السادس من رينو كليو يظهر بألمانيا سبتمبر المقبل

تستعد شركة رينو الفرنسية للكشف رسميًا عن الجيل السادس من سيارتها الأشهر رينو كليو 2026، وذلك ضمن مشاركتها المرتقبة في فعاليات معرض ميونيخ الدولي للسيارات، والمقرر انعقاده خلال الفترة من 9 إلى 14 سبتمبر المقبل في ألمانيا. ومن المنتظر أن تشكل السيارة الجديدة خطوة مهمة في مسيرة الشركة نحو تعزيز وجودها في فئة السيارات الصغيرة، مع المحافظة على لمساتها الكلاسيكية، وتحديثها بما يتناسب مع المتطلبات الأوروبية المتغيرة.

على عكس العديد من المنافسين الذين يتجهون حاليًا نحو التخلي الكامل عن محركات الاحتراق الداخلي، حافظت رينو على توازنها في سيارة كليو الجديدة عبر التمسك بخيارات البنزين، ولكن مع توجيه قوي نحو أنظمة الدفع الهجين. ففي حين أن الجيل الحالي من كليو يُتاح بخيار محرك TCe البنزيني فقط، من المتوقع أن يُستبدل هذا الخيار في الطراز الجديد بنظام هجين فقط (Hybrid Only)، وهو ما يضع كليو الجديدة في منافسة مباشرة مع سيارات مثل تويوتا ياريس هايبرد وMG3 الهجينة.

هذا التوجه يعكس رؤية رينو للاستمرار في توفير سيارات صغيرة اقتصادية، لكن بأداء أفضل وكفاءة أعلى من حيث الانبعاثات واستهلاك الوقود. كما أنه يأتي استجابة للتطورات التنظيمية في الأسواق الأوروبية، خاصة مع اقتراب تطبيق قانون المركبات عديمة الانبعاثات ZEV، الذي سيفرض على شركات السيارات تغطية ما لا يقل عن 52% من مبيعاتها بسيارات كهربائية بالكامل بحلول عام 2028.

رغم الاهتمام الكبير بالسيارة الجديدة، إلا أن مستقبل رينو كليو 2026 في السوق البريطاني يبدو غير مؤكد حتى الآن، إذ لم توضح الشركة ما إذا كانت تنوي طرحها هناك أم لا. ويأتي هذا التردد في ضوء التشريعات البيئية في المملكة المتحدة، التي تفرض مزيدًا من القيود على سيارات الاحتراق الداخلي والهجينة، مما يضع الشركات المصنعة أمام تحديات متزايدة في الالتزام بنسب محددة من مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل.

من الناحية التصميمية، تميزت رينو كليو 2026 بالعديد من التحسينات الشكلية التي تعكس طابعًا رياضيًا أكثر وضوحًا مقارنة بالإصدار السابق. حيث جرى دمج مقبض الباب الخلفي في العمود C، ما يمنح السيارة شكلًا شبيهًا بالطرازات ثلاثية الأبواب الرياضية، ويُضفي عليها مظهرًا أكثر انسيابية. كما تميزت السيارة بزجاج خلفي أنيق تعلوه زعنفة سقفية (جناح سقفي) يساهم في تعزيز الأداء الديناميكي ويمنح السيارة حضورًا عصريًا لافتًا.

في الخلف، احتفظت كليو بشخصيتها المعهودة ولكن مع تطعيمات جديدة أبرزها شكل المصابيح المعاد تصميمها وتفاصيل الهيكل السلس، ما يمنح السيارة مزيجًا من الحداثة والعملية.

يدرك القائمون على تطوير كليو الجديدة أن المنافسة في فئة السيارات الهجينة والصغيرة أصبحت أكثر تعقيدًا، مع دخول لاعبين كبار أمثال تويوتا، وMG، وفوكسهول، الذين بدأوا في تقديم نماذج هجينة بأسعار تنافسية. كما أن التغيرات المستمرة في السياسات الأوروبية وتزايد الضغوط على خفض الانبعاثات تجعل الشركات المصنعة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الابتكار والتجديد، أو الخروج من بعض الأسواق التقليدية.

منذ انطلاقها في تسعينيات القرن الماضي، كانت رينو كليو واحدة من أكثر السيارات شعبية في أوروبا، خصوصًا في فئة السيارات الاقتصادية الحضرية. ورغم التحولات الكبرى في سوق السيارات، لا تزال الشركة تسعى للحفاظ على روح السيارة، ولكن بصيغة تلائم المستقبل الأخضر الذي تسعى إليه أوروبا.