
اعتدال الطقس يعيد الطلب على الكتاكيت ويرفع أسعارها بعد تراجع حاد
شهدت أسعار الكتاكيت خلال الأيام الأخيرة حالة من الارتفاع، حيث ارتفعت الأسعار بعد فترة من التراجع الحاد الذي وصل بالكتكوت إلى ما دون حاجز العشرة جنيهات، وأرجع المهندس محمود راضي، صاحب مكتب الوطنية للاستثمار الداجني، أن هذه الزيادة مرتبطة بعدة عوامل متداخلة، يأتي في مقدمتها اعتدال درجات الحرارة الذي أعاد الحيوية إلى التربية المنزلية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حجم الطلب داخل السوق.
وأوضح راضي أن التربية المنزلية تمثل عنصرًا مهمًا في السوق المصرية، إذ يلجأ إليها كثير من الأسر خلال فترات الطقس المعتدل، لكونها أقل تكلفة نسبيًا وأكثر أمانًا من فترات الصيف شديدة الحرارة أو الشتاء القارس، ومع تزايد الإقبال المنزلي على شراء الكتاكيت، ارتفع حجم الطلب ، مما خلق ضغوطًا إضافية على الأسعار.
وأشار إلى أن الانخفاض الكبير الذي شهدته الأسعار خلال الفترة الماضية لما دون 10 جنيهات للكتكوت أدى إلى عرض قطعان من الأمهات الكبيرة والمصابة إلى الأسواق، الأمر الذي تسبب في فجوة إنتاجية وأدى إلى تراجع حجم المعروض، ومع بداية التعافي وعودة التربية في المزارع والمنازل معًا، ارتفع الطلب بينما ظل العرض محدودًا، وهو ما دفع الأسعار إلى الصعود مرة أخرى.
وأضاف أن اعتدال الأحوال الجوية لم يقتصر تأثيره على التربية المنزلية فقط، بل شجع أيضًا المزارع على بدء دورات جديدة للإنتاج، مما ساهم في زيادة الطلب بشكل متزامن، مؤكدًا أن هذا التلاقي بين المربين الصغار والأسر من جهة، وأصحاب المزارع من جهة أخرى، أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الكتاكيت، باعتباره نتيجة طبيعية لدورة العرض والطلب.
وتوقع راضي أن تمر الأسعار خلال الفترة المقبلة بحالة من التذبذب بين الارتفاع والثبات، قبل أن تستقر تدريجيًا عند مستويات معقولة تعكس التوازن بين المعروض والطلب، موضحًا أن أي زيادة كبيرة أو تراجع حاد في الأسعار لا يمكن أن يستمر طويلًا، نظرًا لأن السوق عادة ما يصحح نفسه مع تغير الظروف المحيطة والإقبال على التربية.
وأكد أن الاستقرار في النهاية سيكون في صالح جميع الأطراف، سواء المربين الذين يضمنون دورة إنتاج مربحة، أو المستهلكين الذين يحتاجون إلى أسعار متوازنة لا تشهد تقلبات حادة، واعتبر أن ما تشهده السوق حاليًا هو مجرد مرحلة انتقالية لإعادة ضبط المؤشرات بعد فترة من الخسائر والتراجع.