تحتل مصر المرتبة التاسعة في الإصابة بمرض السكر عالميا، وتشير الإحصائيات إلى أن المرض ينتشر في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة.
وأكدت الدكتورة سهير مصطفى قاسم، أستاذ مساعد أمراض الباطنة والحالات الحرجة بكلية الطب جامعة أسيوط، أن السكرى مرض أيضًا يتمثل بارتفاع نسبة السكر بالدم، وذلك بسبب إما تناقص الأنسولين أو زيادة مقاومة الجسم له، ويختلف نوع السكر حسب السبب وهو ثلاثة أنواع رئيسية:- السكرى النوع الأول وهو مرض مناعى ذاتي تقوم مناعة الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس وتدميرها، مما يؤدى إلى نقص حاد فى إفراز الأنسولين ويكون فى مرحلة الطفولة ويحتاج الى الأنسولين يوميًا بشكل 10%.
وذكرت الأستاذ بكلية الطب، في تصريحات خاصة لـ”عالم المال”، أن السكرى من النوع التانى هو الأكثر شيوعًا ويرتبط عادة بالسمنة والتى تسبب فى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين وتراكم السكر بالدم.
أمام النوع الثالث أشارت الدكتورة سهير مصطفى إلى سكر الحمل، وفيه يرتفع السكر أثناء الحمل، حيث تفرز المشيمة هرمونات تقاوم عمل الأنسولين، كما أن هناك أنواع أخرى نادرة منبثقة من النوع الأول والثانى مثل MODY LADA.
نظام غذائي صحى
أوضحت استاذ مساعد امراض الباطنة والحالات الحرجة، ان الانسان يتجنب السكرى، عن طريق تركيز الوقاية على داء السكرى من النوع التانى حيث ان النوع الاول مرض مناعى، وتتمثل طرق الوقاية في اتباع نظام غذائي صحى غنى بالفاكهة والخضروات وقليل من السكريات والسعرات الحراية مع الالتزام بمارسة التمارين الرياضية 150 دقيقة اسبوعياَ على الاقل مع الحفاظ على الوزن المثالى، لافتة إلي ان هذه الطرق الوقائية تعتبر رئيسية خصوصاً لهؤلاء ممن يعانون السمنة او لديهم تاريخ مرض وراثى لمرض السكرى
تجنب المضاعفات
وأضافت أن صاحب السكر عليه أن يتجنب المضاعفات، فبالرغم من أن السكرى مرض يمكن التحكم فيه ببساطة إلا أن المضاعفات خطيرة ومتعددة، وتؤثر بشكل مباشر على أجهزة الجسم المختلفة، وقد تؤثر على الحياة اليومية، وقد تؤدى إلى الوفاة بأمراض القلب والكلى وجلطات الدماغ؛ ولكى يتجنب المريض هذه المضاعفات عليه الالتزام بالنظام الغذائى الصحيح مع أدوية السكر الموصوفة عن طريق الطبيب.
الإصابة بكورونا
وذكرت أستاذ الباطنة والحالات الحرجة، أن مريض السكرى إذا أصيب بڤيروس كورونا يشكل خطورة عليه، فمن المعروف أن الإصابة بكوفيد 19 يشكل خطورة أكبر على الأشخاص من الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والأوعية الدموية والسكرى.
وقالت الدكتورة سهير مصطفى، إن أغلب الدراسات أجمعت على أن مرضى السكرى كغيرهم معرضون للإصابة بالڤيروس، لكنهم أكثر عرضة للمضاعفات وطول فترة العدوى، حيث إنه يتسبب فى ارتفاع نسبة الجلوكوز بالدم وصعوبة التحكم بها مما يضعف مناعة الشخص ويزيد من استقلال الجلوكوز من خلال ظاهرة “عاصفة السيتوكين”، التى قد تؤدي إلى الوفاة.
وأكدت أنه لا توجد إلى الآن دراسات كافية تؤكد أو تنفي تاثير داء السكري على مرض كورونا، لأن الدراسات طويلة الأمد هي وحدها الكفيلة بالكشف، لكن وجد أن المرضى المصابين بفيروس كيوفيد 19 تقل لديهم إفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس، وذلك لأن الفيروس له مستقبلات فيها، مما يؤدي إلى حدوث التهاب حاد من نشأه يعوق قدرة البنكرياس علي استشعار الجلوكوز وإفراز الأنسولين، أيضا تحفيز الجهاز المناعي ضد خلايا البنكرياس وأدوية الكورتيزون المستخدمة في علاج كورونا لها آثار مباشرة على إفراز الأنسولين أو مقاومته.
أدوية السكر
نصحت الدكتورة سهير مصطفى، مرضي السكر باستخدام أدوية السكر الموصوفة مع زيادة الجرعات بعد استشارة الطبيب المختص وزيادة جرعة الأنسولين لمن يعالجون بالأنسولين، بعمل تحليل للسكر قبل وبعض الوجبات مع أهمية الحفاظ على مستوي السكر في الدم علي أن يكون الصائم ما بين 70-130 مج ولا يزيد عن 180مج بعد الأكل، مع عمل فحص الأحماض الكيتونية إذا زاد عن 250مج مع الاهتمام بكثرة السوائل أهمها الماء.
وقالت الأستاذ بكلية الطب جامعة بأسيوط، إنه في السنوات الأخيرة تطور العديد من أدوية السكر، مثل الأدوية الفموية الجديدة منها مثبطات ناقلات الصوديوم والجلوكوز الذى يعمل على تقليل إعادة امتصاص الجلوكوز من الكلى وزيادة خروجه فى البول مما كان له فائدة كبيرة خصوصا فى مرضى الكلى والقلب المصابون بداء السكرى من النوع التانى.