«متفوتش البورصة» حملة دعائية أطلقتها إدارة البورصة المصرية من أجل جذب مستثمرين جدد وخاصة صغار المستثمرين، ورأى خبراء سوق المال المصري أنها خطوة إيجابية للمعرفة ورفع الثقافة المالية لأفراد المجتمع.
وأشاروا في حديثهم إلى أن الحملة تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية وتظهر الإستفادة من هذه الحملة على المدى الطويل.
أحمد سعد: الحملة الإعلانية للبورصة تستهدف صغار المستثمرين
قال أحمد سعد، خبير أسواق المال، أهمية الحملات الدعائية التي أطلقتها إدارة البورصة منذ العام الماضي لجذب مستثمرين جدد للتداول على الأوراق المالية، واستهدفت الحملة الإعلانية بوجه خاص صغار المستثمرين في ظل تراجع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة، مشيرا إلى أن الأسواق المصرية تواجه عدة توترات تؤثر بالسلب على أدائه مثل أزمة سد النهضة وانتشار فيروس كورونا.
ووضح سعد أن الحملة الدعائية لها جوانب إيجابية وجوانب سلبية، حيث أن الغرض التسويقي من تلك الحملة غير موجود، خاصة في ظل الهبوط المتواصل لأرباح الشركات المقيدة بالسوق في عدة قطاعات، يجعلها غير محفزة للاستثمار، فيما أن الفئة المستهدف دخولها في السوق المصرية لن يزيدوا من سيولة السوق نظرا لمحدودية استثماراتهم، وقامت البورصة المصرية بتمكين الشباب في الفئة العمرية من 16 إلى أقل من 21 عام استخراج كود للاستثمار في سوق الأوراق المالية دون الحاجة للمستندات الخاصة بالولي أو الوصي حسب الأحوال، مما يدعم توجه الدولة نحو تيسير إتاحة الخدمات المالية غير المصرفية، ورفع مستوى الوعي المالي، و تفتح هذه الخطوة المجال أمام الشباب في هذه الفئة العمرية، للاستثمار في الأوراق المالية المقيدة بالبورصة، مما يزيد من المستوى الثقافي للاستثمار والإدخار، مؤكدا أن تحديد الحد الأقصى للتعامل بـ10 آلاف جنيه داخل البورصة، ويقتصر تعاملهم على البيع والشراء، دون السماح لهم بإقتراض الأوراق المالية بغرض البيع أو بإستخدام آليات الشراء بالهامش، ويحد من تعرضهم للمخاطر على معاملاتهم.
وشدد على ضرورة وجود برامج توعوية وتدريبية لهذه الفئة حتى لا يكونوا عرضة لأى مخاطر، مضيفا أن القرار لن يكون له تأثير ملحوظ خلال الفترة الحالية، بينما سيظهر أثره على المدى الطويل، ويرفع عدد المستثمرين بمرور الوقت.
رانيا الجندي: الحملة الدعائية للبورصة أظهرت نتائج إيجابية واسعة
وقالت رانيا الجندي، خبيرة أسواق المال، أظهرت الحملة الدعائية للبورصة المصرية خلال شهر رمضان نتائج إيجابية من حيث رفع الثقافة المالية، وزيادة الوعي الاستثماري بالبورصة المصرية وخاصة الاكتتابات، بفكرة السيارة التي تتحدث وتتحول إلى سيارة فارهة بعد أن كانت سيارة على قد الإيد وذلك بسبب حريف الإكتتابات، هذا الإعلان جعل الأفراد القادرة على الإدخار والتي تبحث عن البدائل الاستثمارية لأموالهم، والتي تدُر عائد أعلى من العوائد البنكية الحالية، وبديلاً عن الاستثمار العقاري بعد احتساب الضريبة العقارية، وإرتفاع سعرالوحدة، وبدأ المدخرين يتسألوا هل هذا الإعلان يتحدث عن واقع، وبدأ الخبراء تسرد لهم قصص تاريخية عن اكتتاب “موبنيل، المنتجعات السياحية، سيدي كرير، أموك، فوري”، حققت هذه الشركات وغيرها أرباح باهظة، بإرتفاع سعر السهم من 10 مثلاً إلى 200 جنيه لسهم موبينل، أي بنسب تتخطى 100% وتصل لأعلى من 200%، متسائلة أين هذه الأسهم الآن وماهي قيمتها الحالية، يبدو أن سهم واحد مازال مرتفع حتى الآن، وتوالت البورصة المصرية بمخزون الحملة الدعائية التي أوقفتها نزيف الخسائر جراء تداعيات أزمة كورونا، خاصة أن سوق الدعاية والإعلان في الشهر الكريم سوق ضخم، ويحقق مستهدفاته بشكل كبير.
وأشارت إلى الجانب الآخر الذي كان لايدرك سابقاً أهمية العملاء الأفراد الذين لا يتمتعوا بملائة مالية مرتفعة أي لديهم رأس مال زهيد، وتضع شركات الوساطة الكبيرة حد أدنى للتعامل، وتبدل الوضع بعد إفصاح البنك المركزي عن إجمالي الودائع الخاصة بالقطاع العائلي، ووصلت في ديسمبر 2020 إلى 3.569 تريليون جنيه مصري، وبإرتفاع عن شهر نوفمبر بحوالي 48 مليار جنيه، وحيث أن المستهدف لرأس المال السوقي للبورصة المصرية 1 تريليون جنيه مصري، و أصبح حلم لايستطيع تحقيقة في ظل أزمة صحية أصابت أسواق العالم، وتعافت أغلب الأسواق ومازال السوق المصري يحاول الإستشفاء، وأصبحت هذه الفئة من المستثمرين مستهدفة، وسوف تعييد ترتيب الأمور من جديد، خاصة أن تعاملات الأفراد في الأغلب تشكل النسبة الأكبر من حجم وقيم التداول بإستثناء أعوام معينة، وحصيلة مدخراتهم مغرية، جعلت القطاع العقاري يطرح لهم أمتار للبيع “التجزئة”، وإعفاء الأمتار من الضرائب، و تأتي فكرة الآليات المستحدثة التي توفر الخدمة المطلوبة، وتتحمل المخاطر نيابة عن المستثمر وعوضاً عن المخاطر يتحمل المستثمر تكاليف إضافية.
وتوقعت عمل آلية على تقليل مخاطر العملاء الجدد من شركات الوساطة والبورصة المصرية وهيئة الرقابة، مؤكدة على إستحداث أدوات مالية جديدة، قامت بها شركات الدفع الإلكتروني والبنوك،و تفعيل الآليات المستحدثة المعمول بها عالميا في السوق المصري.
دينا صبحي: البورصة عالم مجهول لكثيرا من أفراد المجتمع
قالت دينا صبحي، خبيرة أسواق المال، تعتبر البورصة بمثابة أمر مجهول لكثير من المتدوالين ومنهم الخائفين وغير المهتمين لعدم المعرفة وعدم التوجيهة الصحيح، مشيرة إلى أن الخاسر هو من يتحدث عن البورصة بالسوء بينما الرابح لا يتكلم خوفا من الحسد، ويؤدي ذلك إلى الخوف من البورصة،و بالرغم من وجود سيولة الاستثمار وكونها استثمار غير مباشر عام، وقائم على علم و روؤس أموال شراكات فيه ربح وخسارة.
واشارت إلى أن بعد الحملة الدعائية البورصة التى توجهت لجميع مستويات المجمتع، تعتبر بداية حقيقة جديدة للمعرفة وطمأنينة سواء طروحات، أسهم، الاستثمار، وظهرت الأسئلة على مواقع التواصل الإجتماعية، يظهر النجاح، ويجذب رأس مال وثقة، والتوجه للشركات المتخصصة، وزيادة الاقتصاد، وتدوير رأس المال، وتساهم الدعاية في النجاح بإختلاف الترويج عن كيفية الاستثمار الصحيح داخل البورصة المصرية وغيرها من وسائل الاستثمار، وجذب مزيد من الشرائح المختلفة من المستثمريين إليها.