قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس ، إنه في ظل العديد من المتغيرات التي حدثت على مدار الشهور القليلة الماضية ما شهدته قناة السويس مؤخرا من التحديات الجسام ً أود أن ألقي الضوء على الصعوبات غير المسبوقة ما شكل اختباراً حقيقيًا لقدرتها على الإبحار وسط الانواء بكل ثقة مستندة إلى خبرات متراكمة عبر عشرات السنين، إلى جانب إرادة أبنائها وقدرتهم على مواجهة أية تحديات.
وأضاف ربيع، خلال كملته في المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات مارلوج 10 في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن هيئة قناة السويس تنبهت مبكراً من خلال إعداد كافة السيناريوهات الكفيلة بمواجهة أية أزمات طارئة وهو ما تجلى بوضوح في مواجهة أزمة جائحة كورونا التي ضربت مفاصل حركة التجارة والاقتصاد العالمي مطلع عام 2020، وهي الأزمة التي أثرت بالسلب على كافة المجالات ذات الصلة بحركة الملاحة الدولية والنقل البحري بشكل عام، ولكن هذا الأثر السلبي حده أدنى فيما يتعلق بقناة السويس، بفضل استراتيجية استباقية متكاملة رباعية المحاور أعدتها إدارة القناة؛ لمواجهة تداعيات جائحة كورنا على النحو التالي.
وأكد أن المحور الأول التحول الرقمي، ما بدأناه من خلال إطلاق منصة متكاملة للخدمات الإلكترونية تتيح لعملاء قناة السويس الحصول على عدد من الخدمات الإلكترونية المتنوعة، بدء من خدمات حجز عبور قناة السويس والسداد الإلكتروني لرسوم العبور، فضلًا عن خدمة التعاقد على عمليات الإصلاح وصيانة الوحدات البحرية في ترسانات هيئة قناة وصولًا لطرح العطاءات والمزايدات الخاصة بالهيئة إلكترونياً السويس، وتعزيز البنية التحتية الرقمية من خلال تنفيذ مشروع الشبكة الموحدة التي تربط بين كافة مرافق ومنشآت الهيئة في مدن القناة عبر مراكز تكنولوجية متطورة؛ لتخزين وتداول المعلومات بما يضمن سرية البيانات وسرعة اتخاذ القرار.
وأشار إلى أن المحور الثاني إطلاق حملة التسويق الأخضر لقناة السويس باعتبارها أقصر المسارات الملاحية الواصلة بين الشرق والغرب بما يسهم في تقليل استهلاك وقود السفن والحد من الانبعاثات الكربونية الضارة.
ولفت إلى أن المحور الثالث فتح خطوط اتصال وتسويق مباشر مع كافة الخطوط الملاحية العالمية مع تبني سياسة تسويقية مرنة والاعلان عن حزم تخفيضات لمختلف أنواع السفن المحور الرابع الدخول إلى أسواق جديدة وبعيدة جغرافياً عن قناة السويس اجتذاب أعداد من السفن كانت لا تعبر القناة في السابق، وكان لهذه الاستراتيجية أبلغ الأثر في الحد من تداعيات الجائحة على قناة السويس حيث تشير الأرقام التي تحققت خلال عام 2020.
وأشار إلى عبور 18830 سفينة بحمولات صافية وصلت إلى مليار و169 أمريكياً مليون طن وإيرادات بلغت 5 مليارات و605 مليون دولار، كما حققت قناة السويس زيادة ملحوظة في إيراداتها خلال شهر مايو من العام الجاري 2021 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي على النحو التالي بلغت أعداد السفن العابرة للقناة خلال شهر مايو من العام الجاري 1712 سفينة مقارنة بـ1602 سفينة خلال نفس الشهر عام 2020، وبنسبة زيادة بلغت 9.6% بحمولات صافية بلغت 106 ملايين طن خلال شهر مايو 2021 مقارنة بـ9.94 مليون طن في ذات الفترة من العام الماضي، بزيادة %11.8.
أما على صعيد الإيرادات، فقد حققت القناة خلال شهر مايو 2021، إيرادات بقيمة 530 مليون دولار، ويعد ثاني أعلى إيراد شهري في تاريخ الهيئة، مقارنة بـ444 مليون دولار في مايو 2020، وبحسب ما قال رئيس هيئة قناة السويس.
وأوضح أن هذه المعدلات نالت إشادة عالمية واسعة من مختلف المؤسسات الاقتصادية العالمية المعنية بحركة التجارة والاقتصاد والنقل البحري مثل المجلس البحري البلطيقي والدولي، ومعرض سي تريد وفوربس، ومؤسسة أرجوس، التي أشادت في تقريرها الصادر في شهر فبراير 2020، بنجاح هيئة قناة السويس في اجتذاب سفن الحاويات وناقلات الغاز والبترول القادمة من الساحل الشرقي الأمريكي في اتجاه آسيا، فضلًا عن قناة السويس في النمو وتحقيق العديد من الإنجازات النوعية خلال عام 2020 والتي تمثلت في تنفيذ عدد كبير من عمليات العبور والإرشاد غير التقليدية.
وأكد رئيس الهيئة، أن إرشاد إحدى سفن الركاب العمالقة عن بعد في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القناة بسبب وجود 65 حالة مصابة بالفيروس، وتوصية الحجر الصحي بعدم صعود أي مرشد على متنها، وبالرغم من ذلك استطعنا إرشاد هذه السفينة عن بعد بمنتهى الكفاءة والاقتدار، وعبور أكبر 12 سفينة حاويات في العالم تابعين للخط الملاحي.