أزمة جديدة يشهدها قطاع السيارات خلال الفترة الأخيرة، والتي تتعلق بنقص الرقائق الإلكترونية التي تدخل في أغلب مكونات السيارات الحديثة إلى السوق المصرية، بعدما شهدت نقصا ملحوظا حول العالم مما أثر على القطاع، وذلك نتيجة لتوقف عدد من مصانع الإنتاج العالمية بسبب جائحة كورونا، وفقا لـ”الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية”.
ما هي الرقائق الإلكترونية
والرقائق الإلكترونية، هي وحدات صغيرة يطبع عليها دوائر لنقل معلومات تشغيل السيارة والتحكم في أنظمة المحرك، تشبه تلك الموجودة داخل لوحة تشغيل أجهزة الكمبيوتر.
وقال علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، إن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، تؤثر على سوق تجميع السيارات وعلى حجم المركبات المستوردة، مما أحدث عجزا في المعروض، متوقعا أن تظل أزمة نقص الرقائق إلى نهاية العام الجاري، حيث كانت أزمة كورونا من أهم أسباب نقص الرقائق الإلكترونية بعد توقف عدد من المصانع العالمية التي تنتج هذه الرقائق خلال الموجة الأولى والثانية من الجائحة.
شعبة السيارات: أزمة نقص الرقائق ستستمر حتى نهاية العام
وأضاف “السبع”، في تصريحات لـ”عالم المال”، أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية عالمية وليست محلية، حيث أبلغت بعض الشركات العالمية، أنها ستتوقف عن الإنتاج خلال هذا الشهر في حال استمرار نقص المكونات المطلوبة لإنتاجها، كما أن بعض الشركات أبلغت بخفض عدد السيارات التي سيتم توريدها خلال هذا الشهر بنسبة 80%، متوقعا زيادة الأسعار خلال الشهرين المقبلين بنسبة تتراوح بين 5 و10%.
ولقت “السبع” إلى أنه خلال توقف المصانع عن إنتاج الرقائق في جائحة كورونا واقتصار العمل على شيكات التواصل الاجتماعي “أون لاين” قامت شركات الإلكترونيات والخاصة بعمل “الشاشات، الكمبيوتر، لينكات الشركات” بسحب الرقائق الإلكترونية من المصانع والسوق لاستخدامها وحجزها من المصانع في هذا الأمر والذى زاد في هذه الفترة من الجائحة، وعندما عادت شركات ووكلاء السيارات يطلبون الرقائق الإلكترونية ظهر النقص وقلة الإنتاج وبات عليهم الانتظار حتى تمر مدة حجز هذه الشركات للرقائق الإلكترونية على حد قوله.
وتابع عضو الشعبة العامة للسيارات، أن الرقائق الإلكترونية تدخل في صلب صناعة السيارات، ولا يجوز الاستغناء عنها، مما سبب أزمة في صناعة التجميع المحلى التي بدورها تنعكس على سوق السيارات، وهو ما يخلق عجزا في المعروض وزيادة في الأسعار.
تجار السيارات: نقص الرقائق سيؤثر على سوق التجميع المحلى
من ناحيته أرجع المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات في مصر، فى تصريحات لـ”عالم المال” أسباب الاختفاء للرقائق الإلكترونية إلى ارتفاع الشرائح الإلكترونية وارتفاع التكلفة الاستيرادية أو قرار الشركات الأم بوقف التصدير أو نزاعات قضائية بين الشركات، وهو ما انعكس على السوق المحلية لاختفاء 30% من العلامات التجارية وقول إن أغلب العلامات التجارية الحالية من العام الماضي.
وعن تأثر سوق تجميع السيارات بنقص الرقائق الإلكترونية، أكد رئيس رابطة تجار السيارات أن نقص هذه الرقائق بالفعل سيؤثر على تجميع السيارات في السوق المحلى، خاصة أن الأدوات الإلكترونية تدخل فى مكونات كافة السيارات، مشيرا إلى أن هناك اختفاء مرسيدس تماما من السوق الأوروبية حاليا وهو ما سيتم إعلانه خلال الفترة المقبلة، مضيفًا أن تراجع واردات السيارات لأكثر من 30% ساهم في زيادة الأسعار وانتشار ظاهرة “الأوفر برايس” بشكل مبالغ فيه، رغم أن أغلب الموديلات المطروحة حاليا هي موديلات العام الماضي.
وتابع “أبو المجد” أن عدد من الشركات العالمية، قامت بإغلاق بعض مصانعها نتيجة أزمة نقص الرقائق، فيما حذرت إحدى الشركات الفرنسية لصناعة السيارات أن الأزمة ستؤثر سلبا على إنتاجها لمدة أشهر، كما قررت الشركة عدم إعلان أي توقعات لمبيعاتها وعائداتها هذا العام لهذا السب على قوله.