أكد عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير أنه تم مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان في خطة نقل مركب خوفو اليوم، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير، مشيرا إلى انه تم تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بنفس الأوزان والأحمال لضمان وصولها بأمان لمقرها النهائي بالمتحف الكبير.
وتنطلق مساء اليوم من منطقة آثار الهرم أكبر عملية نقل أثر على مستوى العالم، وهي مركب خوفو الأولى، التي عثر عليها عام ١٩٥٤، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفها بالمنطقة الأثرية ،وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير.
وقال مفتاح إنه تم التأكد من كفاءة العربة الذكية، التي جاءت من بلجيكا خصيصا لتلك المهمة، وقدرتها المتميزة على المناورة والتكيف مع مصاعب الطرق، لافتا إلى أن مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير يبلغ طوله نحو 7.5 كيلو متر.
وأضاف أنه تم بناء هيكل حديدي واق للمركب، تم تركيبه حولها، وهو أشبه بحاوية معدنية، تم وضعه على قضبان للحركة، التى تسمح بوضع الهيكل على العربة الذكية متعددة العجلات المخصصة لنقل جسم المركب بواسطة جسور متحركة لتسهيل عملية النقل.
وأوضح أن تلك العربة ستدخل داخل مبنى متحف مركب خوفو، و تقوم برفع نفسها وتحمل الهيكل الحديدى استعدادا للخروج عبر الجسور الرملية والكباري المعدنية الستة التي تم بنائها خارج وداخل مبنى المتحف لتسهيل حركتها.
ومن جانبه، قال الأثري اشرف محيي الدين مدير عام منطقة آثار الهرم إنه كان قد تم غلق متحف مركب الملك خوفو بالمنطقة منذ أغسطس ٢٠٢٠ ،استعدادا لعملية نقل المركب للمتحف الكبير.
وأضاف عقب عملية النقل سيتمكن السائحون برؤية أضلاع الهرم الأكبر الأربعة حيث إن مبنى المتحف ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم، ، كاشفا عن إعداد مكان حفرتي المركبين (الاولى والثانية) لمتحف مفتوح يزوره السائحون وتوفير نبذة تاريخية عن تاريخ اكتشاف المركبين واهميتهما عند المصريين القدماء.
وكان عالم الآثار المهندس كمال الملاخ قد أعلن في 26مايو عام 1954 عن اكتشاف، حفرتين لمراكب الملك خوفو، والتي سُميت ( بمركب الشمس) ، وعُثر عليها فى الجهه الجنوبية للهرم الأكبر وعمل كمال الملاخ، والمرمم أحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى، والتي خرجت إلى النور بعد أن مكثت فى باطن الأرض مايقرب من 5000 سنة، وتعرض في متحف خاص بها بمنطقة آثار الهرم منذ عام 1982.
وتعد عملية نقل مركب خوفو ،التي ستسغرق نحو ١٠ ساعات ، إنجازا عالميا جديدا يضاف لإنجازات مصر الضخمة التي تحققت في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم، والتي ترجع فكرتها للواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة ،الذي قام بعرض فكرة النقل على الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى 28 مايو 2019 ، والتى جاءت نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية .