كتب – جمال الهوارى
توقعت بلتون للبحوث فى تقرير انكماش الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة العربية السعودية بنحو 2.8% خلال عام 2020 إثر الإجراءات التقشفيةوتأجيل الإنفاق على المشروعات القومية، مما سيؤثر سلباً على الإنفاق الخاص نظراً لضعف القوى الشرائية الاستهلاكية.
كما يتوقع أن يشهد الإنفاق الخاص تراجعاً سنوياًبنسبة 2.7% هذا العام متأثراً بالتباطؤ الاقتصادي وسط ظروف انتشار كوفيد-19 فضلاًعن الإجراءات التقشفية المتخذة من قبل الحكومة السعودية، والتي تضمنت 1) رفعالرسوم الجمركية، 2) زيادة ضريبة القيمة المضافة ثلاثة أضعاف إلى 15%، 3) إزالةإعانة غلاء المعيشة.
كما يتوقع تراجع إجمالي تكوين رأس المال الثابت بنسبة 10% علىأساس سنوي، حيث من المحتمل تأجيل الموعد النهائي للانتهاء من المشروعات، رغم التصريحات المؤكدة للالتزام ببدء مراحل جديدة في عدد من المشروعات، مع انخفاض متوقع للإنفاق الرأسمالي في الميزانية بنسبة 44%، فشهد النصف الاول من عام 2020 تراجع الإنفاق الرأسمالي الحكومي بالفعل بنسبة 36% مقارنة بنفس الفترة عام 2019مقابل تراجع بنسبة 10% العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، تتوقع بلوتوث انكماش الناتج المحلي الإجمالي النفطي بنسبة 5% على أساس سنوي في عام 2020 حيث تبلغ حصة السعودية 26% فيخفض إنتاج البترول المحدد في ضوء الاتفاق الجديد لأوبك+ على خفض إنتاج البترول. ويتوقع أن يبلغ متوسط إنتاج البترول 9,3 مليون برميل يوميا في 2020 (-5% على أساسسنوي)، مع متوسط الإنتاج المعلن بنحو 9.5 مليون برميل يوميا في النصف الأول من2020. بدأت شركة أرامكو السعودية خفض الإنتاج من 12 مليون برميل يوميا ووصلت إلىمستوى الإنتاج المستهدف عند 8,5 مليون برميل يوميا قبل أول مايو وهو تاريخ بدءاتفاقية أوبك+، مما سيحد المعروض حيث أدى الانتشار الوبائي لكوفيد-19 إلى تراجعالطلب عالمياً.
واضافت بلتون: نتوقع اتساع العجز المالي بالميزانية إلى 208,5 مليار ريال سعودي (11.8% من الناتج المحلي الإجمالي)، حيث نتوقع تراجع الإيراداتالحكومية بنسبة 27% على أساس سنوي مسجلة 681 مليار ريال سعودي في عام 2020 إثرالانخفاض المتوقع لمتوسط أسعار البترول من 64,2 دولار للبرميل في 2019 إلى 44دولار للبرميل. سيؤدي تراجع إيرادات النفط في عام 2020 التي نقدّرها عند 371,8مليار ريال سعودي (-37.4% على أساس سنوي) إلى تسريع وتيرة الإصلاحات الماليةلزيادة تدفق الإيرادات غير النفطية، التي نتوقع انخفاضها أيضاً بنسبة 7% على أساسسنوي نظراً للمبادرات الحكومية بتأجيل تحصيل ضريبة القيمة المضافة والجمارك لمدة 6أشهر بداية من أبريل 2020. في الوقت نفسه، نتوقع انخفاض فاتورة الإنفاق بنسبة 6.6%على أساس سنوي في عام 2020 لتبلغ 989 مليار ريال سعودي، كما نتوقع أن تسجل المنافع الاجتماعية والإنفاق الرأسمالي تراجع سنوي بنحو 35.8% و 43.9% مسجلة 52,7 مليارريال سعودي و 95 مليار ريال سعودي على التوالي خلال هذا العام المالي.
وتابعت : نتوقع تراجع الصادرات البترولية بنسبة 43% على أساس سنويمسجلة 434 مليار ريال سعودي في عام 2020، مما سيساهم جنباً إلى جنب مع الصادراتغير البترولية في انكماش الميزان التجاري، وذلك رغم توقعاتنا بانخفاض فاتورةالواردات بنسبة 11% على أساس سنوي. نرى أن تباطؤ أنشطة البناء سيخفض من الوارداتحيث تأتي الماكينات والمعدات في صدارة قائمة الواردات (ممثلة 20% من السلع المستوردة).
أما على جانب الخدمات، فتتوقع بلوتوث أن يسجل صافي ميزان السفر عجزاً بنحو 12 مليار ريالسعودي في عام 2020، بعدما سجل فائضاً بنحو 4,7 مليار ريال سعودي لأول مرة عام2019، حيث اقتصر موسم الحج هذا العام على المقيمين في المملكة فقط وتم تعليقالرحلات الجوية من خارج البلاد حتى نهاية العام. نتوقع تراجع صافي الدخل مناستثمارات أدوات الدخل الثابت ، مع زيادة التدفقات الخارجة في ضوء ارتفاع الفوائدالمدفوعة بالخارج، مما يؤدي إلى تراجع صافي الدخل من الاستثمار بنحو 34 مليار ريالسعودي. لذلك نتوقع أن يبلغ عجز الحساب الجاري 120 مليار ريال سعودي (4.6% منالناتج المحلي الإجمالي) في عام 2020. ولكننا نتوقع ارتفاع احتياطيات النقدالأجنبي إلى 450 مليار دولار بنهاية العام (-10% على أساس سنوي) مقارنة بـ 447مليار دولار في يونيو 2020، مع الأخذ في الاعتبار أنه تم سحب ما يقرب من 50 ملياردولار خلال شهري مارس وأبريل لتحويل استثمارات أجنبية ودعم استثمارات صندوقالاستثمارات العامة بالخارج.