قفزت أسعار الدواجن البيضاء والبيض خلال الفترة الماضية لمستويات غير مسبوقة، مع زيادة الطلب وانخفاض الإنتاج، حيث ارتفع سعر كيلو الدواجن البيضاء بأكثر من 10 جنيهات خلال شهر، وزاد سعر طبق البيض بنحو 15 جنيهًا ليباع في بعض المناطق بقيمة 60 جنيهًا.
وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن أسعار مجموعة اللحوم والدواجن ارتفعت على أساس شهري في سبتمبر بنسبة 3.2% وعلى أساس سنوي بنسبة 12.8%، كما ارتفعت مجموعة الألبان والجبن والبيض في سبتمبر بنسبة 0.8% مقارنة بالشهر السابق له..
وفى هذه الصدد قال الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية يأتى مرتبط بما يحدث من الارتفاع الكبير في أسعار البترول والغاز عالميًا، مما أثر على ارتفاع كبير في أسعار السلع، بالإضافة إلى قلة المعروض من إمدادات الطاقة كان له أثر سلبى على تراجع حجم العرض في مقابل الطلب على السلع، والذى أدى معه إلى ارتفاع معدلات التضخم.
وواصل أبو زيد في تصريحات خاصة لبوابة عالم المال، أن الاقتصاد المصري يتأثر بما يحدث عالميًا، فإن ذلك أثر على ارتفاع معدل التضخم، ويجب أن تكون هناك إجراءات سريعة في تأمين توفير السلع بكميات تلبي احتياجات السوق المحلي، إلى جانب تشديد الإجراءات في متابعة الأسعار، واتخاذ كافة الإجراءات الرادعة تجاه بعض التجار التي تستغل تلك الأزمة في رفع الأسعار بشكل غير مبرر
ومن جانبه قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، أن الأزمة فى أسعار البيض والدواجن لم تظهر إلا حاليًا، حيث شهدت الأسواق تراجعًا فى المعروض نتيجة توقف الإنتاج لدى بعض المزارع بعد انخفاض الأسعار العام الماضي، وعدم قدرتهم على تحمل الخسائر.
وأوضح عبد العزيز، أن موجة الارتفاع الحالية جاءت نتيجة انخفاض الإنتاج بعد خروج العديد من منتجى الدواجن من الاستثمارات، لتكبدهم خسائر فادحة الشهور الماضية، نظرًا لانخفاض الأسعار ونفوق الدواجن، ما دفع البعض إلى التوقف عن نشاط الإنتاج، مطالبا بضرورة دعم الدولة للقطاع الذى يبلغ حجم صناعتها ٩٠ مليار جنيه ويعمل به أكثر من ٢.٥ مليون عامل، حتى لا يتخارج منه المستثمرون وترتفع الأسعار وتلجأ الدولة لرفع معدلات استيراد الدواجن.
ارتفاع الاستهلاك
وأضاف السيد، أن موسم الدراسة أيضًا من أحد أسباب ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الاستهلاك، باعتباره إحدى الوجبات الرئيسية للطلاب، وكذلك بدء موسم الشتاء، حيث يرتفع الطلب على البيض على عكس فصل الصيف، إضافة إلى زيادة تكلفة الإنتاج وانخفاض الإنتاج حاليا مقارنة بالعام الماضي، خاصة أنه عادة ما تشهد فترة الشتاء والموسم الشتوى زيادة الطلب على البيض على عكس ما يحدث فى الصيف.
وأشار «السيد»، إلى أن زيادة أسعار الأعلاف والأمصال الخاصة بالدواجن كانت وراء ارتفاع تكلفة الإنتاج مؤخرًا، سواء فيما يتعلق بالدواجن أو البيض.
وحول إمكانية تراجع الأسعار مجددا، أكد أن ذلك مرهون بزيادة الإنتاج خلال الأيام المقبلة، خاصة أن هناك توقعات بزيادة الطلب مع قدوم موسم الشتاء.
ويقول محمد صالح، صاحب مزرعة دواجن، وعضو اتحاد منتجي الدواجن، إن قطاع الثروة الداجنة شهد طفرة كبيرة في الإنتاج العام الماضي، وجاءت تزامنا مع أزمة فيروس كورونا.
أزمة كورونا
وأوضح صالح، أن زيادة الإنتاج تزامن مع أزمة كورونا والتي قل فيها الاستهلاك لعدم لعدة أسباب أهمها، توقف حركة السياحة وضعف القدرة الشرائية لكثير من المواطنين، مما أجبر المنتجين على تخفيض الأسعار، في ظل ارتفاع أسعار العلف وهو ما أدى لخسارة فادحة جعلت الكثير من المربيين يوقفوا الإنتاج وخرج كثير منهم من المنظومة.
وأضاف صالح، أن المربي كان يخسر نحو 20 جنيها في كل طبق بيض، لأن تكلفته 44 جنيها ويتم بيعه بـ 24 جنيها، فضلا عن مصاريف يوميًا .،مضيفًا أن نصيب الفرد 130 بيضة في العام، ويتم استهلاك مليون ونصف دجاجة، يتم إنتاجهم من 8 ملايين دجاجة أم، فيجب الحفاظ عليهم والعمل على زيادتهم ولكن مع توفير سوق كالتصدير والعمل على فتح أسواق جديدة.
ويرى صالح، أنه سيتم حل الأزمة من خلال عقد اجتماع مع المسئولين لتحديد الأعداد المنتجة وتحديد هامش ربح كل طرف، للتمكن من التعامل مع زيادة أسعار الصويا والبترول والعلف وغيره من مدخلات الصناعة.
وشهدت الأسواق ارتفاعا في مجموعة الخضر والفاكهة مع انخفاض لبعض الأنواع الموسمية والتي كانت تشهد ارتفاعا كبيرا خلال أغسطس مثل الباذنجان والليمون في مجموعة الخضر بنسب تتراوح بين 20 و25%، وانخفاض في سعر الجوافة والرمان والتين بحوالي 30% عن شهر أغسطس.
بينما شهدت الأسواق ثباتا في أسعار الورق والأدوات المكتبية والملابس الجاهزة والمنسوجات وقطع غيار السيارات والأدوات الكهربائية والمنزلية والأحذية والمنتجات الجلدية.