خسرت شركة الفضاء بلو أوريجين Blue Origin، المملوكة لمؤسس شركة أمازون جيف بيزوس، الدعوى القضائية ضد وكالة ناسا بشأن عقد لبناء مركبة هبوط بشرية على سطح القمر تابعة لوكالة الفضاء.
ويضع الحكم حداً لسعي Blue Origin الذي دام شهورًا للحصول على تمويل حكومي لتطوير مسبار الشركة، المسمى Blue Moon، لصالح وكالة ناسا.
وأصدر القاضي ريتشارد هيرتلنج، الذي أشرف على قضية المحكمة الفيدرالية، حكمًا قصيرًا، مشيرًا إلى رفض طلب Blue Origin للحكم.
وكانت Blue Origin تأمل في المشاركة في خطة ناسا الطموحة لإعادة البشر إلى القمر، وهي مبادرة تسمى برنامج أرتميس، وفقا للبوابة العربية للأخبار التقنية.
ولتحقيق هذا الهدف، تعمل ناسا مع العديد من الشركات في صناعة الفضاء لبناء صواريخ ومركبات فضائية من شأنها أن تساعد في إرسال البشر إلى سطح القمر.
ويستلزم جزء مهم من هذه الخطة بناء مركبة هبوط على سطح القمر مصنوعة بشكل خاص يمكنها نقل الأشخاص بأمان من وإلى التراب القمري.
سبيس إكس
وقبل منح عقود للمركبة القمرية، ألمحت ناسا علنًا أنها تختار شركتين لبناء هذه المركبات كوسيلة للحصول على بعض المنافسة.
وقامت الوكالة بتضييق نطاق الاختيار إلى ثلاث شركات وصلت إلى المرحلة النهائية، بما في ذلك Blue Origin وسبيس إكس وشركة تسمى Dynetics.
وفي شهر أبريل، فاجأت وكالة ناسا الجميع بمنحها عقدًا واحدًا فقط لشركة سبيس إكس، التي طلبت 2.9 مليار دولار لتطوير مركبة الشركة الفضائية Starship.
سبيس إكس الشركة الوحيدة الحاصلة على دعم ناسا لنقل البشر إلى القمر
وعزت وكالة ناسا قرارها باختيار شركة واحدة بدلاً من شركتين إلى نقص التمويل لبرنامج الهبوط على سطح القمر.
وطلبت ناسا 3.2 مليار دولار لبرنامج الهبوط البشري على سطح القمر لهذا العام. ولكن الكونغرس لم يمنح وكالة الفضاء سوى 850 مليون دولار، أي نحو ربع ما كانت ناسا تأمل فيه.
وفي الوقت نفسه، تسعى ناسا جاهدة للوصول إلى سطح القمر في وقت مبكر من عام 2024، وهو موعد نهائي طموح يبدو مستحيلًا مع نقص الميزانية.
نقص التمويل
ونظرًا لنقص التمويل، اختارت ناسا التمسك بالشركة التي اقترحت الخيار الأرخص. إذ طلبت Blue Origin مبلغ 5.9 مليارات دولار لمفهوم Blue Moon.
منذ خسارتها للعقد، احتجت Blue Origin من خلال مكتب المساءلة الحكومية. ولكن المكتب رفض طلبها. وحاجج المكتب بأن ناسا تحتفظ بالحق في تقديم جوائز متعددة، أو جائزة واحدة، أو عدم منحها، وفقًا لبيان المكتب بشأن قراره.
وكتب بيزوس في هذا الصيف رسالة إلى مدير ناسا، بيل نيلسون. واقترح بناء Blue Moon بخصم قدره 2 مليار دولار على مدى العامين المقبلين لسد نقص التمويل.
وكان يمكن لبيزوس نفسه توفير الأموال الإضافية، وهو ثاني أغنى شخص في العالم حاليًا. ومع ذلك، لم تتأثر وكالة ناسا بهذا العرض.
وكمحاولة أخيرة، رفعت Blue Origin دعوى قضائية في محكمة فيدرالية لإلغاء القرار. وردًا على القرار الجديد، أشارت وكالة ناسا إلى أن هناك فرصا في المستقبل للشركات للعمل في برنامج أرتميس.
وقالت ناسا في بيان: بالإضافة إلى هذا العقد. تواصل ناسا العمل مع العديد من الشركات الأميركية لتعزيز المنافسة والاستعداد التجاري للنقل المأهول إلى سطح القمر.
وأضافت: هناك فرص قادمة للشركات للدخول في شراكة مع وكالة ناسا. وذلك من أجل تأسيس وجود بشري طويل الأمد على سطح القمر في إطار برنامج أرتميس.
وردًا على القرار، قالت الشركة إنها تتطلع إلى مواصلة العمل مع وكالة ناسا بشأن العقود المستقبلية المحتملة. فيما قال بيزوس: إن الحكم لم يكن القرار الذي أردناه. ولكن نحترم حكم المحكمة. نتمنى النجاح الكامل لناسا وسبيس إكس في العقد.