تنمية شبه جزيرة سيناء تحظى بأهمية كبيرة من الحكومة المصرية، حيث تهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة فى مصر فقد تعير الحكومة اهتماما كبيرا بملف تنمية سيناء فيما يتعلق بجهود الدول المختلفة لتهيئة البنية الأساسية للتنمية في المنطقة بالأخص بالطاقة الكهربائية والموارد المائية والزراعة وتعزيز محاور الزراعة والري عن طريق شق الترع والقنوات المائية لنقل المياه من محطات المعالجة في غرب قناة السويس إلى شرقها، مما يحقق نهج استراتيجي شامل كما أن مصلحة وغايات الدولة في زيادة الرقعة الزراعية المنتجة وبناء مجتمعات عمرانية حديثة في شمال ووسط سيناء جاء بهدف إتاحة وتطوير وتيسير الخدمات المقدمة للمستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار في سيناء، وتنفيذ البنية التحتية.
فى هذا الإطار أكد أحمد معطى خبير إقتصادى أن تعمير وتنمية بشبة جزيرة سيناء بصورة كبيرة سيساهم بمقدوره فى طفرة أمنية عظيمة خاصة لأننا نعلم جميعا أن هذه المنطقة تعد بؤرة للإرهاب ولذلك أن تعمير هذه المنطقة بالتأكيد سيجعلها خالية من الإرهاب ومن ثم سينتهى تماما ومن هنا جاء تركيز الدولة منذ البداية وحرصها الشديد على تعمير وتنمية هذا المنطقة.
وأضاف أن التنمية الاقتصادية بشبه جزيرة سيناء حتما سيكون له مردود على كافة المستويات حتى أننا وجدنا بشكل ملحوظ أن حالات الإرهاب تنخفض وهذا بفضل الجهود التي تقوم بها الدولة دائما لأن كلما كان المكان خالي من التنمية كلما كان عرضة للارهاب وتابع إننا لا ننكر أن أهالينا في هذة المنطقة كانوا يفتقرون الى الاهتمام الشديد لكن فى ظل رئاسة عبد الفتاح السيسىى رأينا جميعا الاهتمام والذى كان واضحا جدا على المواطن السيناوى من حيث شعورهم بالامان والحياة الكريمة.
تابع أن هذه التنمية ستتم على كافة المحافظات وليست شبه جزيرة سيناء فقط لأن هذا التخطيط والتعمير سيساهم بشكل كبير على انخفاض الكثافة السكانية فى القاهرة نظرا أن الأماكن الخالية من التنمية دائما ما تجعل المواطنين ينتقلون إلى العاصمة مما يجعل تواجد كثافة سكانية مرتفعة إلى جانب أن هذه التنمية ستقلل من هجرة المواطنين الى المدن ومن ثم ستنخفض البطالة لأن فرص العمل ستزداد فى ظل وجود تنمية ومشروعات بالإضافة إلى أن ذلك سيؤثر على انخفاض مستوى التلوث نظرا لتوزيع الكثافة السكانية على مساحات أكبر والذى سيساعد على حياة أفضل للمواطن السيناوى.
وأوضح أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية قامت من ضمن قطر التنمية لعام 2021 و2022 بازدياد استثماراتها فى شمال سيناء الى 14 مليار و100 مليون خلال هذا العام وهذا يعد رقم كبير وبالمثل فى إقامة استثمارات فى جنوب سيناء تصل إلى 21 مليار ولأن التركيز الآن على شمال سيناء أصبحت المشروعات المقامة بها وبالفعل قد أصدر المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تقريراً حول المشروعات التى نفذتها الدولة فى سيناء منذ عام 2014، وهى كالتالى فيما يتعلق بالتعليم والثقافة فهناك 64 مدرسة تم إنشاؤها وتطوير 85 مدرسة أخرى و10 مجالات سيتم التقدم لها خلال العام الجامعى بجامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة.38.1 مليون جنيه تكلفة تطوير قصر ثقافة شرم الشيخ 35 مليون جنيه تكلفة تطوير قصر ثقافة العريش.
وأوضح أن بالنسبة للوحدات السكنية فقد تم إنشاء 46949 يحتوى على 2290 منزلا بدويا منهم 500 وحدة سكنية لتطوير منطقة الرويسات واضاف ان هناك 4889 وحدة فى المنطقة السياحية بالإضافة الى 2 نفق لربط سيناء بكافة أنحاء الجمهورية و6 موانئ بسيناء تم تطويرها ورفع كفاءتها إلى جانب 5 كبارى عائمة تم إنشاؤها أعلى قناة السويس.
أما بالنسبة لمياه الشرب والصرف يوجد مليون م3/يوم الطاقة الإنتاجية لمحطة المعالجة الثلاثية لمصرف المحسمة. 5.6 مليون م3/ يوم طاقة إنتاجية لمحطة معالجة ثلاثية لمصرف بحر البقربالاضافة الى 32 محطة تحلية فى سيناء نُفذت وهى تُعد أكبر محطة معالجة بالعالم.
10 مليارات جنيه قيمة استثمارات فى مشروعات الكهرباء لتحقق فائضاً يتجاوز 25%
وأخيرا أوضح معطى أن الدولة لديها 37 مشروعًا في سيناء بتكلفة تبلغ 13 مليار جنيه فى مجال التعليم العالي، وجاءت جامعة الملك سلمان الدولية بفروعها الثلاثة فى مقدمة المشروعات القومية للتعليم العالي بسيناء، والتي بلغت تكلفتها الإجمالية بفروعها الثلاثة ما 10 مليارات ونصف المليار جنيه، مشيرًا إلى إنها تُعد مركزًا للإشعاع العلمي والحضاري بمحافظة جنوب سيناء، ونموذجًا لجامعات الجيل الرابع الذكية، وتتميز بتقديم خدمات التعليم والتعلم في المجالات العلمية، والبحوث والتطوير، والتدريب التخصصي، بجانب أنها تنخرط وتتفاعل في خدمة المُجتمع.
الجدير بالذكر أن الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي وقعت إتفاقية مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لإستكمال تمويل مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر بقيمة 75 مليون دينار كويتي (ما يعادل حوالي 249 مليون دولار أمريكي) حيث أكدت على إن مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر يعد أحد أهم المشاريع التي يتم تنفيذها ضمن برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء.
وأوضحت أن المشروع يلبي الطلب على مياه صالحة للاستخدامات المختلفة وخاصة في التوسع في الإنتاج الزراعي والاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة والمساهمة في حماية بحيرة المنزلة بيئياً وخلق فرص عمل مما يسهم في توطين البدو الرُحّل من خلال توفير سبل استقرارهم وخلق بيئة مناسبة لتطوير أنشطتهم في مجال الزراعة وتربية الماشية وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لسكان شمال سيناء.