بدأ الروبل الروسي مرحلة التعافي أمام الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحلال الروبل الروسي بديلا عن الدولار الأمريكي في بيع النفط، حيث شكلت تصريحات بوتين، حول اعتماد العملة الروسية “الروبل” في الدفع مقابل الغاز الروسي بالنسبة لمن وصفهم بـ”الدول غير الصديقة” ردودا واسعة سواء من الدول المستوردة للغاز مثل ألمانيا، أو على صعيد حركة الروبل في الأسواق.
وارتفع سعر صرف الروبل مقابل الدولار ليصل إلى 96.75 روبل بعد أن وصل لمستويات هبوط قياسية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وكانت قد فرضت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا واليابان وأستراليا الكثير من العقوبات على موسكو بهدف ثنيها عن مواصلة الهجوم على أوكرانيا، إلا أنه يبدوا أن هذه العقوبات لم تفلح في ثني الرئيس الروسي عن استكمال العمليات العسكرية في أوكرانيا.
كما ارتفعت عقود الغاز الطبيعي الأوروبية بصورة حادة عقب تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ببيع إنتاج بلاده من النفط والغاز إلى أوروبا بالروبل الروسي، إذ أن الدولار لم يعد عملة مضمونة للتعامل.
وأثارت تصريحات الرئيس الروسي قلقاً بين المتعاملين على العقود الآجلة المعيارية للغاز الأوروبي، والتي سجلت ارتفاعا بنسبة 18% يوم الأربعاء، وعادت وارتفعت بنسبة 5.1% في منتصف تداولات اليوم الخميس.
وجاءت تصريحات بوتين، في الوقت الذي اقتربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق لخفض الاعتماد على الطاقة في موسكو، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.
وقال الدكتور أحمد شوقي الخبير المصرفي، إن اعتزام الدولة الروسية بيع النفط الروسي بالروبل يهدد عرش الدولار الأمريكي، مشيرا إلى أن بيع الغاز بالروبل سيضغط على الدولار ويخفض سعره أمام العملات المختلفة بما ينعكس بالتبعية على الاقتصاد المحلي.
وأشار شوقي إلى أن هذا القرار إن تم تطبيقه على أرض الواقع فسيخلق فرصا عديدة للدولة المصرية وزادة الميزات التجاري بينها وبين القطب الروسي بشكل كبير في مختلف المجالات الهامة ومن بينها القمح والنفط، موضحا أن الجنيه المصري يساوي 5 روبل روسي وهي فرصة تصب في صالح الاقتصاد المصري.
وأوضح أنه وفقا لتفعيل هذا القرار ستقوم الدولة في المستقبل بجعل الروبل الروسي ضمن احتياطياتها، وهو ما يفتح الباب إلى قيام القطاع المصرفي بزيادة تنويع سلة العملات داخل الاحتياطي النقدي الدولي.
وذكر شوقي، أن هذه الخطوة مشابهة لما تقوم به المملكة السعودية مع الصين أعلنت أنها تدرس إمكانية قبول اليوان الصيني بدلا من الدولار في مبيعات النفط للصين. التي تحصل على ربع الصادرات النفطية السعودية.
وتمتلك روسيا رقما ضخما من احتياطيات النفط في العالم، حيث تصل احتياطيات النفط في روسيا مدة تكفي لمدة 30 عاما على الأقل، أما احتياطيات الغاز فتكفي لمدة 50 عاما.وأشار إلى أن الاحتياطيات تكفي لهذه الفترة من الزمن في ظل الظروف الحالية ومستويات الإنتاج في روسيا، وأضاف المسؤول أن روسيا تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز.