استمع للمقالشهدت أسواق السلع تباين في الأداء ، إلا أن الاتجاه الصعودي سيطر علي أغلبها وسط حالة عدم اليقين والفوضي في الأسواق العالمية .
عادت أسعار الذهب للارتفاع بشكل محدود مع تراجع الدولار ليسجل 1845 دولار للأونصة بارتفاع بلغت نسبته 0,2% ، بينما أدي زيادة الطلب علي التحاس لارتفاع سعر الطن إلي 4304 دولار بصعود بلغت نسيته 0,49% ، وارتفعت أسعار الألومنيوم 1,98% ليسجل 2964 دولار للطن .
وفي أسعار الطاقة واصل البترول أداؤه المتذبذب الذي يدور حول 110 دولارات للبرميل ، وسجل خام برنت 112,9 دولار للبرميل ، بينما شهدت أسعار الغاز عمليات جني للأرباح محدودة وسجلت المليون وحدة حرارية 8,05 دولار بانخفاض بلغت نسبته 3,01%
وتأثرت الأسواق بعدة عوامل ارتبطت بحالة عدم اليقين ،متأثرة بالصراع الروسي الأوكراني ، واستمرار التصعيد من حلف الناتو من جهة وروسيا من جهة أخري ، بينما تأثرت أسعار الغاز باتجاه أوروبا للبحث عن بدائل للغاز الروسي ، سواء من خلال محاولة عقد اتفاقيات مع قطر لزيادة صادراتها من الغاز المسال ، أو التحول للطاقة الشمسية ، وهو ماحدا بدول الاتحاد الأوروبي لإصدار قرار بمنع إصدار تراخيص للمباني إلا التي تحتوي علي مصادر للطاقة المتجددة ، وفي مقدمتها بالطبع مصادر الطاقة الشمسية
ورغم محاولات الاتحاد الأوروبي للبحث عن بدائل للغاز الروسي ، والذي تبلغ صادراته سنويا لدول الاتحاد حوالي 150 مليار متر مكعب ، إلا أن هذه المحاولات توجه صعوبات ضخمة في توفير البدائل ، نظرا لارتفاع التكلفة عدة أضعاف تكلفة الغاز الروسي ، واحتياج الغاز المسال إلي تعديلات ضخمة ومكلفة في البنية الأساسية لدوله ، وهناك بعض الدول لن تستطيع تحمل هذه التكلفة ، كما أن دول الاتحاد الأوروبي تعاني من تراجع حاد في معدلات النمو والتشغيل بسبب تداعيات جائحة كورونا ، وفاقم من آثارها الأزمة الروسية الأوكرانية .
وتأثر الطلب علي البترول كذلك بإغلاق شنغهاي في الصين ، مما أدي إلي تراجع في الطلب ، ولايبدو في الأفق القريب نهاية لفوضي الأسواق العالمية والتذبذب الحاد في أسعار مختلف السلع الوسيطة والصناعية .