تحدث الدكتور محمد معيط، وزير المالية، عن تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على الغذاء العالمي، مشيرًا إلى أن حياة الملايين على مستوى العالم مهددة بخطر المجاعة جراء ارتفاع أسعار الغذاء.
وقال معيط، في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، خلال زيارته الحالية إلى لندن، “إنه رغم أزمة الغذاء العالمية التي تلوح في الآفق بسبب الأزمة في أوكرانيا، وتحذيرات الأمم المتحدة ودول مجموعة السبع حول تزايد المخاوف بشأن نقص محصول القمح في شتى أنحاء العالم، إلا أن مصر لديها ما يكفي من القمح حتى نهاية العام الجاري”.
وتوقع معيط عدم تعرض الاقتصاد المصري لركود هذا العام على الرغم من الأزمات العالمية، مشددا على أن مصر واحدة من الدول القليلة التي تمكنت من النمو بشكل إيجابي على مدار العاميين الماضيين رغم جائحة كورونا، كما تتوقع الحكومة المصرية نموا بنسبة 5.5% في السنة المالية التي تبدأ في شهر يوليو.
وفي هذا الإطار، قال معيط “إن الحكومة المصرية لا تزال تخطط “لترشيد” دعم الخبز، الذي يكبد ميزانية الدولة أكثر من 3 مليارات دولار سنويا، فكلما زادت تكلفة الخبز وتكلفة إنتاجه، ترتفع بالتالي كلفة الدعم من الميزانية”.. وأضاف أن الدولة لم تتخذ أى “إجراءات وشيكة”، إلا أن النية للتحرك موجودة على أساس تدريجي، وذلك فقط لضمان وصول الدعم لمستحقيه فقط.
كيف ردت المالية على شائعات إفلاس مصر؟
وفي وقت سابق، أعلن وزير المالية الدكتور محمد معيط عن عدة تحديات اقتصادية، أثر التعرض لجائحة «كورونا»، من بينها موجة تضخمية حادة، واضطراب فى سلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع تكاليف الشحن.
مضيفاً: ارتفاع أسعار السلع والخدمات، على نحو تزايدت شدته مع الأزمة الأوكرانية، بالتزامن مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، كل ذلك يفرض على البلدان الأفريقية العمل معًا وفق رؤية قارية موحدة ترتكز على تعظيم جهود الاندماج والتكامل الاقتصادى فى مواجهة الظروف الاستثنائية التى يعانيها الاقتصاد العالمى وتؤثر على الاقتصادات الأفريقية.
كما أكد الوزير، من «داكار»، لابد من التوصل إلى استراتيجية أفريقية موحدة فى قضايا التمويل والمناخ؛ بما يسهم فى التمكين القارى من التعامل الإيجابي المرن مع التبعات البيئية والاقتصادية لظاهرة التغيرات المناخية، داعيًا إلى تبنى آليات جديدة مثل إنشاء «صناديق تحوط» تستهدف حماية الاقتصادات الأفريقية من الصدمات العالمية، والتقلبات الخارجية.
مطالبا بتفعيل تعاون دولي فعَّال لتسهيل الوصول إلى تمويل منخفض التكلفة للبنية التحتية وخلق فرص العمل في أفريقيا.
ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية
كما شدد على ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية؛ بما يسهم فى تعزيز حجم التجارة البينية الأفريقية، وتحسين القدرات التنافسية لاقتصادات الدول الأفريقية، وجذب الفرص الاستثمارية، وإزالة أى معوقات، وخلق سوق أفريقية موحدة للسلع والخدمات، على النحو الذى يساعد فى زيادة المساهمات الأفريقية فى سلاسل الإمداد والإنتاج العالمية.
ومن جانبه استعرض وزير المالية ، استعدادات قمة المناخ فى مصر، لافتًا إلى حرص الوزارة على عقد اجتماع لوزراء المالية والبيئة الأفارقة للتشاور حول مطالب الدول الأفريقية؛ لعرضها خلال اجتماع «يوم التمويل» الذى سيعقد على هامش قمة المناخ من أجل الخروج بتوصيات ومبادرات جادة قابلة للتنفيذ تترجم تعهدات الدول المتقدمة للدول النامية والأفريقية بحيث تتم إتاحة مصادر تمويل تساعد البلدان الأفريقية على التحول إلى الاقتصاد الأخضر وإقامة مشاريع صديقة للبيئة، من أجل الانتقال إلى بنية تحتية ذكية أكثر مرونة مناخيًا، وذلك من خلال تعزيز التعاون مع شركاء التنمية الدوليين عبر تهيئة بيئة محفزة للاستثمار فى المشروعات الخضراء، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
دعا د. معيط، وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة للاجتماع بالقاهرة العام المقبل.
مظلة الحماية الاجتماعية
ومن جانبه رصد وزير المالية التجربة المصرية لمدّ مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية من خلال برامج ومشروعات فعَّالة منها: المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة» لتحسين معيشة المصريين والمشروع القومى للتأمين الصحى الشامل لتحقيق حلم كل المصريين لتوفير رعاية صحية شاملة ومتكاملة لكل أفراد الأسرة المصرية؛ بما يساعد فى نقل العبء المالى للمرض من «جيوب المواطنين» إلى المنظومة الجديدة، والحد من معدلات الفقر، إضافة إلى برامج «تكافل وكرامة» الذى يوفر الدعم النقدى للأسر الأولى بالرعاية، والسكن الاجتماعي المدعوم، ودعم رغيف الخبز، ودعم السلع التموينية.