كشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خطة الدولة خلال الفترة المقبلة لتجاوز الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية.
وقال مدبولي، خلال لقائه مع فضائية سكاي نيوز، إن العام القادم 2023 سيشهد اكتفاء مصر من المنتجات البترولية، مؤكدًا أننا “لن نحتاج لاستيراد البنزين أو السولار وسيتم صناعتها في مصر، وما سنستورده فقط هو الزيت الخام، مع رفع حجم إنتاجنا من الغاز الطبيعي”.
كيف تخطط مصر للاستفادة من أزمة الغاز العالمية؟
وتزايد مؤخرا الحديث عن عقود شراء الغاز طويلة الأجل مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها ، وأزمة الطاقة والغاز في العالم ككل وفي أوروبا وآسيا على وجهه الخصوص كونها تضمن توافر إمدادات الطاقة على المدى الطويل وبسعر ثابت .
و صرح المهندس أحمد فرحات، خبير البترول والغاز، بأن عقود شراء الغاز الطبيعي دائما ما تكون عقودا طويلة الأمد ، لتحكم سعره وتحول مشروعاته من مشروعات غير اقتصادية الى مشروعات اقتصادية .
بالإضافة إلى أن التغيرات في سعر الغاز لا تكون كبيرة أو عنيفة مثل سعر الزيت الذي يتغير بشكل مستمر . وهذا ما يجعل مشروعات الزيت تكون في مخاطرة باستمرار بسبب التغير الدائم في أسعاره .
كما أضاف أنه لكون الغاز اقتصادي لابد أن يكون العقد طويل الأمد اكتر من 10 سنين . موضحا أن الأمر لا يتعلق بالعقود طويلة الأمد بل بمن يستطيع سد العجز الأوروبي بعد توقف أمدادات الغاز الروسي ، مشيرا إلى أن قارّة أوروبا تحصل على أكثر من ثلث إجمالي إمداداتها من الغاز من روسيا.
وكشف المهندس أحمد فرحات عن حلول لسد العجز منها عن طريق الغاز المسال كالموجود في مصر أو قطر وغيرهم ، مشيرا إلى أن أسعار الغاز تكون متفاوته قد تصل إلى 22 دولار للـ BTU (British thermal unit) وقد تقل إلى 7 أو 3 أو 5 دولار للـBTU.
وأضاف أن معظم البلدان التي تمتلك خطوط أنابيب غاز تلجأ دائما إلى العقود طويلة الأمد على سبيل المثال دولة أذربيجان التي تمتلك احتياطي من الغاز الطبيعي الذي يجعلها مستقرة بعقود طويلة الأمد .
وقال المهندس أحمد فرحات إن مصر في محاولات الآن لتضخ الغاز عبر خط أنابيب نابوكو او خط أدرياتيك (Trans Adriatic Pipeline ) لوضع عقود طويلة الأمد كما كان سابقا بين مصر والأردن وبين مصر وإسرائيل .
وأوضح أن هناك مفاوضات قوية جدا بين مصر ولبنان للعمل على إعادة إعمار البنية التحتية للغاز الطبيعي في لبنان سواء كان لقطاع الكهرباء أو قطاع الصناعة أو الاستهلاك المنزلي أو التجاري مشيرا إلى أن البنك الجاري الدولي يحاول ان يمولها لتكون فرصة كبيره لمصر .
وتابع أن مصر تحاول بقدر الإمكان أن تركز على تقديم العقود طويلة الأمد مع الدول القريبة منها وفي الوقت ذاته فمصر من الدول المصدرة للغاز المسال . موضحا ان مصر تمتلك مصناعين لتسييل الغاز مصنع ادكو بالبحيرة ومصنع بدمياط مما يجعل إمكانية تسييل كميات كبيرة من الغاز بما يوازي 3 إلى 3.5 بليون دولار في السنة .
وأضاف إلى ان مصر تسييل الغاز للدول الشقيقة كما تفكر الآن جديا مع قبرص واليونان وغزه . مشيرا إلى ان الفائدة ستعود على مصر بكل تأكيد كونها لديها إمكانيات كبيرة جدا .