يشهد نهر أوردر في ألمانيا وبولندا كارثة بيئية، حيث طفت آلاف الأسماك النافقة فوق سطح النهر، مما حدا بالسلطات فى البلدين إلى تحذير السكان من الاقتراب من المياه.
وجرفت تيارات المياه الأسماك النافقة من بولندا إلى بحيرات بالقرب من بلدة شفيدت في شرق ألمانيا، حيث تم اكتشاف الحالات الأولى فى نهاية يوليو الفائت.
الكارثة بفعل فاعل
واتهمت ألمانيا السلطات البولندية بعدم إعلامهم مسبقًا بالأمر، وطالبت وزير البيئة الألمانية شتيفي ليمكه بفتح تحقيق شامل لتحديد الأسباب التي أدت إلى هذه “الكارثة البيئية”.
بينما أعلنت الشرطة البولندية عن مكافأة بقيمة 210 آلاف يورو لمن يتمكن من العثور والإبلاغ عن الجهة التي لوّثت النهر.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي: “في البداية اعتقد الجميع بأن المشكلة محلية”، وأقر بأن “التلوّث منتشر بشكل كبير، بما يمكننا من القول إن أودير يلزمه سنوات ليسترجع وضعه الطبيعي”.
وأوضح أنه “الأرجح أن كميات كبيرة من النفايات الكيميائية تم إلقاؤها في النهر رغم الوعي بالمخاطر وتبعات ذلك”.
باحثون يحلون اللغز
ومن جانبهم، تمكن باحثون من معهد لايبنيتس الألمانى لبيئة المياه العذبة والمصايد الداخلية، من حل لغز الأسماك النافقة، حيث أكدوا أن زيادة كبيرة في الطحالب السامة تعرف باسم “بريمنيسيوم بارفوم”، هي السبب على الأرجح فى تلك الظاهرة الكارثية.
الكارثة قد تتكرر
وأشار توبياس جولدهامر، أحد علماء معهد لايبنيتس، إلى أن نمو الطحالب – التي تم ربطها بالتلوث الصناعي – بهذه الصورة الكبيرة يتطلب مستويات مرتفعة من الملوحة لا يمكن بلوغها إلا من خلال التلوث الصناعي.
وأضاف أنه إذا لم يتم بذل أي جهود لخفض مستويات الملوحة، فقد تتكرر هذه الزيادة مرة أخرى في فصل صيف آخر حار وجاف.
تركيزات عالية السموم
وقالت إليزابيث فارغا من جامعة فيينا التي قادت عمليات تحليل عينات المعهد “عندما يوجد هذا النوع بالذات من الطحالب بكميات كبيرة جدا، كما هو الحال في عينات (نهر) الأودر، يتعين أيضا افتراض وجود تركيزات عالية جدا من السموم”. وأضافت أن من الممكن افتراض وجود صلة مباشرة بين الطحالب ونفوق الأسماك والرخويات في النهر.
انخفاض منسوب الراين
وتعانى ألمانيا من تراجع في منسوب مياه نهر الراين، حيث يواصل تراجعه، والذى وصل إلى الانخفاض بنحو 6 سنتيمترات فى 24 ساعة يوم 13 أغسطس الجارى.
ووصل مستوى المياه في منطقة كاوب بولاية راينلاند-بفالتس، وهي منطقة مهمة لقطاع الشحن النهري، إلى 36 سم، ولا تستبعد الهيئة أن ينخفض المنسوب إلى30 سم بحلول بعد غد الاثنين.
وتعاني سفن الشحن والركاب من انخفاض منسوب المياه في نهر الراين منذ عدة أسابيع، وبحسب بيانات الهيئة، بلغ منسوب المياه في كاوب 42 سم، وهو المنسوب الأقل بنحو 5 سم مقارنة باليوم السابق.