قال هاني أبو الفتوح الخبير المصرفي، إن موافقة مجلس الوزراء بصورة مبدئية على مقترح إصدار وسك عملة معدنية فئة الـ (2) جنيه لها ما يبررها في ضوء تصاعد التضخم و ضعف القوة الشرائية لعملة الجنية المصري المتداول الذي تم إصداره عام 2015 من خامة الألومنيوم و البرونز، وتجاوز تكلفة السك القيمة الأسمية للعملة.
وأضاف أن طرح فئة الجنيهين تأتي في ظل ارتفاع سعر خامة الأقراص التي تستخدم في سك العملة في ضوء الارتفاع العالمي لأسعار المعادن، وهو ما شجع تجار المعادن لجمع العملة المعدنية وصهرها لاستخدامها في أغراض مختلفة.
وأشار إلى أن العمر الافتراضي للعملات المعدنية يتراوح بين 15 سنة إلى 25 عاما، وهو ما يعوض جزئيا التكلفة التي تجاوز القيمة الاسمية.
وأوضح أنه مع ارتفاع معدل التضخم وانخفاض القوة الشرائية للعملة، تفقد العملة قيمتها في التداول ويقوم بعض تجار المعادن بجمعها وصهرها لتختفي كما اختفت العملات المعدنية من فئة 5، 10، 20 قرش.
ووافق مجلس الوزراء بصورة مبدئية على مقترح إبرام اتفاق شراكة بين مصلحة الخزانة العامة وسك العملة المصرية، ودار السك الملكية البريطانية “رويال منت”، لإنشاء دار سك بريطانية مصرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذا إصدار وسك عملة معدنية فئة الـ (2) جنيه لطرحها للتداول.
وكان قد قرر البنك المركزي المصري طرح فئة العشرة جنيهات البلاستيكية (بوليمر) والتي تم انتاجها باستخدام أحدث خطوط انتاج البنكنوت المطبقة في العالم بدار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية، مع التأكيد على عدم إلغاء أي من الاصدارات السابقة من ذات الفئة واستمرار العمل بها وتداولها وذلك في ضوء الحرص على مواكبة أحدث القياسات العالمية والتكنولوجية في تأمين وطباعة العملة المتداولة.
يأتي طرح العملة الجديدة في إطار تطبيق سياسة النقد النظيف ورفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة بالسوق المصري، بجانب تخفيض تكلفة طباعة أوراق النقد وخاصة الفئات الأكثر تداولا وذلك على المدى البعيد نظرا لطول عمر الورقة، بما يتماشى مع برامج التنمية المستدامة التي تتبانها الدولة من خلال رؤية مصر 2030.
وقد تم تصميم الـعشرة جنيهات الجديدة بطابع عصري حديث ومبتكر، حيث تتزين العملة الجديدة بمسجد الفتاح العليم باعتباره أحد معالم الطرازات المعمارية الإسلامية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك الحضارة الفرعونية ممثلة في تمثال حتشبسوت والذي يعكس هوية الدولة المصرية القديمة، لتربط العملة الجديدة عراقة التاريخ المصري القديم مع العصر الحديث، وتجمع بين حضارة الأجداد وما أنجزه الأحفاد.
تتميز النقود البلاستيكية بالمرونة والقوة، والسُمك الأقل، وطول العمر الافتراضي الذي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، كما أنها صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة تزييفها وتزويرها.
وشدد البنك المركزي المصري على أن تداول العملة البلاستيكية الجديدة يأتي جنبًا إلى جنب مع نظيرتها الورقية من فئة العشرة جنيهات المتداولة حاليًا، ويمكن للمواطن الحصول على العشرة جنيهات البلاستيكية الجديدة عن طريق شبكة فروع البنوك المصرية التي يتجاوز عددها 4500 فرعًا.