وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر خلال الساعات الماضية في زيارة رسمية تستمر ليومين، وهذه الزيارة الأولى للسيسي منذ توليه الحكم عام 2014 وبعد ثلاث سنوات من القطيعة بين البلدين، وكان أمير قطر زار مصر في يونيو 2022 بهدف إذابة الجليد في علاقات الدولتين.
وفي نهاية مارس الماضي، أعلنت قطر أنها ستستثمر أكثر من 4,5 مليارات دولار في مصر التي عانت مشكلات اقتصادية بسبب جائحة كوفيد-19 وتفاقمت تلك المشكلات إثر الحرب الروسية على أوكرانيا ما دفع القاهرة إلى خفض قيمة عملتها بأكثر من 17% قبل شهرين.
جاءت فى توقيت مناسب
من ناحيته قال الدكتور أحمد معطى، الخبير الاقتصادى، إن زيارة القيادة السياسية لدولة قطر جاءت فى توقيت مناسب، وتؤكد على قوة العلاقات بين البلدين والأخوة بين الشعبين، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك تعاون كبير على المستوى الاقتصادى خاصة أن الرئيس السيسي سيعقد اجتماع مع رجال الأعمال والاقتصاد فى قطر خلال الزيادة، وبالتالى ستكون هناك رسائل قوية من السيسي لرجال الأعمال القطريين تزيد من العلاقات بين الدولتين والمشروعات الاستثمارية فى مصر خلال الفترة المقبلة، من قبل الجانب القطرى، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة ستنجح في جذب الاستثمارات القطرية لمصر، خاصة أن مناخ الاستثمار المصري مهيأ وجاذب للاستثمارات الخارجية.
زيادة التبادل التجارى بين مصر وقطر
وأضاف “معطى “فى تصريحات لـ”عالم المال” أن العلاقات الاقتصادية أصبحت أعلى وأفضل من الفترة الماضية خاصة بعد زيادة التبادل التجاري بين مصر وقطر والذى وصل إلى 44 مليون دولارفى 20/21، بعد أن كان 25 مليون دولاربنسبة ارتفاع 76% ،مشيرًا إلى أن الصادرات المصرية لدولة قطرأكبر من واردتها من قطر وهذا مؤشر إيجابى، ويعنى هذا أن المواطن القطرى والسوق القطرى يحبذ ويفضل المنتجات المصرية وهى فرصة لزيادة الصادارات المصرية لقطر.
وتابع أنه وفقا للبيانات الرسمية يوجد حوالى 141 ألف مواطن مصرى فى قطر،وبالتالى هذه قوة بشرية كبيرة لها فرص عمل هناك وبالتالى يخفف أعباء عن الدولة المصرية فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، بالإضافة إلى أن هؤلاء بمثابة سفراء للدولة فى المجال الاقتصادى خاصة عند تحويل عملة أجنبية للداخل .
«معطى»: الزيارة تبدأ عهدا جديدا لعلاقات اقتصادية بين الدولتين
وأردف الخبير الاقتصادى، أن الزيارة أيضا تُجسد ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تقدم، كما أنها تُرسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة، كما انها تبدأ عهدًا جديدًا لعلاقات البلدين، تقوم على تعزيز مصالح الشعبين المصري والقطري، وتعزيز التضامن العربي على شتى الأصعدة، خاصة فى ظل الأوضاع المتغيرة فى منطقة الشرق الأوسط الفترة الحالية على حد قوله.
وتأتى زيارة السيسي، لدولة قطر بناء على دعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر وذلك في إطار الزخم الإيجابي التي تشهده تطور العلاقات بين الدولتين، والتي تكللت بزيارة أمير قطر لمصر في يونيو الماضي، وعقد قمة مصرية قطرية في مصر، والتي ترتكز على تعزيز التعاون الأخوي الثنائي بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات .