تأتي جهود نشر الثقافة المالية على رأس أولويات إدارة البورصة المصرية حيث تقوم بأنشطة متنوعة منها التعاون مع الجامعات لنشر الوعي المالي بين الطلاب بهدف تعميق سوق المال الوطني وزيادة كفاءته وتعزيز مستويات السيولة بداخله.
وبرنامج سفراء البورصة هو برنامج تدريب مدربين TOT يهدف لتدريب طلاب من تخصص الاستثمار والتمويل لتأهيلهم للقيام بأنشطة تدريبية تستهدف نشر الوعي المالي.
وأشاد خبراء أسواق المال بهذه الخطوة لأهميتها ومردودها الإيجابي على سوق المال المصري وإن كان على المدى الزمني الطويل، لكونها تعمل على نشر الثقافة المالية بين الطلاب والشباب.
راندا حامد: مبادرة سفراء البورصة تعزز ثقافة الاستثمار لدى الطلاب
وفي هذا الصدد أوضحت راندا حامد، الخبيرة بأسواق المال، والعضو المنتدب بشركة عكاظ لإدارة وتكوين المحافظ المالية، أن الدكتور رامي الدكاني قام منذ توليه منصب رئيس البورصة المصرية بمبادرة طيبة وهي زيارة عدد من الجامعات والمدارس الثانوية والمعاهد لتعزيز ثقافة الاستثمار ودور البورصة وهذه المبادرة من شأنها أن تدفع الطلبة إلى التطلع لمعرفة المزيد عن دور البورصة واهميتها كأداة استثمارية للمدى الطويل وأيضا دورها في تمويل الشركات وتنمية الاقتصاد.
وأكدت على أن الوعي الاستثماري والتعريف بسوق رأس المال مناسب للمرحلة الثانوية والجامعية، أما بالنسبة للمرحله الابتدائية والاعدادية رأت أن تثقيفهم بأهمية الاقتصاد في الاستهلاك وأهمية الادخار لتحقيق مطالبهم وإدارة ادخاراتهم سيكون له مردود أكبر لديهم.
وكشفت عن أن البورصة حاليا تشهد تذبذب واضح على خلفية تذبذب الأسواق العالمية والأحوال الاقتصادية والسياسية حول العالم وذلك تزامنا مع كثرة القرارات والتصريحات التى نشهدها محليا و التنبؤات حول مصير قرض صندوق النقد الدولي و سعر العملة وهي عوامل جميعها تسبب عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية العاملان الاساسيان لاستقرار اسواق المال.
وأوضحت أن الضغط البيعي من قبل الأجانب في السوق شيء طبيعي نظرا لتدهور الأوضاع الاقتصاديه حول العالم وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للسوق المصري.
وأكدت على أن دور المؤسسات المالية المصرية في هذا التوقيت أمر أساسي حيث أن الأسهم تتداول بمضاعفات ربحية منخفضة مما يعطي فرصة استثمارية جاذبة للمستثمر المؤسسي ذو الملائة الماليه المرتفعة، لافتا إلى أن الأسهم المصرية هي إحدى الأصول التى لم تتضخم أسعارها حتى الآن وتعتبر أداة تحوط من التضخم.
عبدالله بركات: مبادرة سفراء البورصة خطوة جيدة للتعرف على أهمية البورصة
ومن جانبه أكد عبد الله بركات، الخبير بأسواق المال، على أن مبادرة سفراء البورصة المصرية خطوة جيدة للتعرف على أهمية ودور البورصة المصرية ونشر الثقافة والوعي لدى الطلاب والشباب تجاه الإستثمار فى أسواق المال وهي شريحة هامة جداً فى المجتمع لذلك تعد هذه المبادرة إستثمار جيد فى الموارد البشرية لتأهيلهم لسوق العمل بشكل عام.
ولفت إلى أن مردود هذه المبادرة على البورصة المصرية وإن كان على المدى البعيد إيجابي فإن نشر ثقافة الإستثمار يعود على المنظومة ككل ويزيد من إحترافية ووعي المستثمر .
وحول أداء البورصة المصرية توقع «بركات»، أن يكون أداء إيجابيا على المدى القصير إذا استمر المؤشر الرئيسي EGX30 بأحجام تداولات مرتفعة أعلى منطقة نهاية الإسبوع عند مستوى 10010 نقطة، مؤكدا على ضرورة تقديم محفزات لتعافي وصعود البورصة المصرية أهمها النظر لملف ضريبة الأرباح الرأسمالية وتنفيذ برنامج الطروحات.
وأشار إلى أن استمرار المستثمر الأجنبي فى الضغط البيعي يرجع إلى إستمرار الفيدرالي الأمريكي فى رفع سعر الفائدة هذا على النطاق العام أما ما يخص البورصة المصرية فهناك سبب واضح وهو الحذر الشديد من قبل المستثمر الأجنبي من الإقتراب من البورصة المصرية بسبب عدم الثقة فى سعر الصرف الذى أصبح بأسعار متعددة ووجود فجوة كبيرة بين السعر المعلن والسعر الذي يتم التعامل به.
وكشف عن أن مرونة السياسات تجاه سعر الصرف تعمل على عودة الثقة لدى المستثمر الأجنبي ومن ثم العودة للإستفادة من تدنى أسعار الأسهم فى البورصة المصرية والإستفادة بفرق سعر الصرف.
أما عن دور المؤسسات المالية المصرية في دعم أداء البورصة، ذكر أنه متواجد بشكل ملحوظ خاصة فى غياب المستثمر الأجنبي والضغط البيعي الذي تشهده البورصة المصرية ويجب أن يكون دورها أقوى بكثير مما هى عليه الآن فى دفع البورصة المصرية للصعود وليس الدعم فقط، ولكن الأمر مرهون أيضاً بالنظر للمناخ العام فى البورصة المصرية بسبب غياب المحفزات المطلوبة والضرورية لجذب الإستثمار بشكل عام.
أيمن الزيات: برنامج سفراء البورصة يهدف لنشر الثقافة المالية بين الطلاب
وبدوره قال أيمن الزيات، الخبير بأسواق المال، أن البورصة المصرية أطلقت برنامج تدريبي لسفراء البورصة المصرية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى نشر الوعي المالي والثقافة المالية بين الطلاب والشباب وتمكنهم من امتلاك المهارات الأساسية عند انخراطهم فى سوق العمل وتهدف إلى التطوير والتنميه المستدامة لسوق الأوراق المالية، وإلى نشر التجربة على نطاق أوسع مابين الطلاب في مرحلة ما قبل الجامعة.
وحول أداء مؤشرات البورصة خلال الفترة القادمة توقع «الزيات»، أنه في حالة استقر المؤشر الرئيسي أعلى مستوى 10000 نقطة بتنفيذ أحجام تداولات عاليه أن يغير اتجاه إلى الصاعد، ويرتبط هذا بظهور أخبار إيجابية مع استمرار ارتفاع البورصات العالمية، وكذلك ظهور نتائج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
ولفت إلى أن الضغط البيعي من قبل الأجانب مستمر منذ بداية العام الماضي وحتى الآن وقد يستمر البيع اذا استمر الفيدرالي الأمريكي في رفع معدلات الفائدة وهو ما يعجل بخروج الأجانب من الأسواق الناشئة ومنها مصر.
وأضاف أن هذا الاتجاه البيعي لن يهدأ إلا في حالة توحيد سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه والقضاء على السوق السوداء.
وأكد على أن الظهور القوي للمؤسسات المصرية خلال الفترة الأخيرة، كان له دور كبير في مقابلة الاتجاه البيعي من المستثمرين الأجانب، وسيكون له دور أكبر خلال الفترة القادمة خاصة من قبل صناديق البريد والتأمينات، بعد زياده نسبتها من 5% إلى 10%.