استمع للمقالكشفت تحليل رقمي أجرته منصة الطاقة المتخصصة (ومقرها واشنطن) أن الجزائر من المتوقع أن تجني أرباح قياسية من إيرادات صادرات الغاز خلال العام الجاري، استفادة من مراجعة الأسعار التي طبقتها لأغلب عملائها الأوروبيين مؤخرًا.
وأوضح التقرير أن خزائن الجزائر من المتوقع أن تنتعش بنحو 30 مليار دولار من صادرات الغاز الطبيعي والمسال، خاصة مع توجه أنظار أوروبا نحو مزيد من التعاقدات على غاز الجزائر في 2023، لتأمين الإمدادات.
وبحسب التقرير، فإن القارة الأوروبية ينتظرها شتاءً قاسيًا هذا العام، لذلك من المتوقع أن تسارع دول القارة الخطى نحو إبرام صفقات غاز ضخمة، خاصة من الشرق الأوسط، لتعويض غياب الغاز الروسي، إثر العقوبات المفروضة على موسكو بعد غزوها أوكرانيا.
صفقات الغاز الجزائري
سطع نجم الغاز الجزائري بقوة في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية وانحسار تدفقات الغاز الروسي عن أوروبا، ومهدت الدولة خلال العام الأول من الحرب طريقًا حافلًا بصفقات الطاقة وخاصة الغاز، إلى أوروبا.
وفي عام 2022، رفعت الجزائر السعر في غالبية العقود الموقعة مع عملائها، وفي مقدمتهم إسبانيا وإيطاليا، ومن المؤكد أنها ستستمر في تلك السياسة خلال العام الجاري، إلى جانب توجيه مزيد من الاستثمارات نحو التنقيب عن النفط والغاز بمختلف مناطق الدولة.
وفي شهر يناير الماضي، وقعت الجزائر مذكرة تفاهم مع إيطاليا لبحث تصدير مختلف أشكال الطاقة إلى أوروبا، متضمنة إنجاز خط أنابيب غالسي لنقل الصادرات الجزائرية إلى إيطاليا لتتحول إلى مُوزعًا لأنحاء القارة العجوز.
ومن المقرر أن ينضم خط غالسي إلى خط “ترانسيمد” الرابط للجزائر مع إيطاليا، مما يرفع قدرات مرافق تصدير الغاز إلى الدول الأوروبية، واضعًا الاتفاق بين البلدين في مقدمة أهم صفقات الطاقة خلال عام ما بعد الحرب.
فتح منافذ جديدة لها
ومع انسحاب الغاز الروسي من القارة الأوروبية، كثفت الجزائر صادراتها إلى أوروبا وفتحت منافذ جديدة لها، وربما كانت اتفاق “سوناطراك” مع دولة سلوفينيا الواقعة في أوروبا الوسطى -في نوفمبر من العام الماضي- على تزويدها بالغاز لمدة 3 سنوات خير دليل على ذلك.
وتستهدف شركة إيني الإيطالية استيراد 7 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز المسال خلال العام الجاري (2023) والمقبل (2024)، وتعول الشركة على الغاز الجزائري لتزويد إيطاليا بمقدار التدفقات التي كانت تزودها به روسيا قبل الحرب، بحسب تحليل منصة الطاقة المتخصصة.
%12 حصة صادرات الغاز الجزائري من واردات الاتحاد الأوروبي
وبلغت حصة صادرات الغاز الجزائري نحو 12% من واردات الاتحاد الأوروبي، خلال العام الماضي، بارتفاع بنسبة 10% عن صادرات العام السابق له (2021).
وسجلت كميات الغاز المتدفق إلى أوروبا خلال العام الماضي (2022) ما قُدر بنحو 44 مليار متر مكعب، بتراجع قدره 6 مليارات متر مكعب مدفوعًا بتراجع معدلات النقل إلى إسبانيا.
ورغم ذلك، أنعشت المحاولات الإيطالية لزيادة وراداتها من الغاز الجزائري واتفاقيات شركة إيني معدل الصادات.