شهدت أسعار الملابس الجاهزة خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا بالسوق المحلى والمحال التجارية، بنسبة تراوحت مابين 35 إلى 40% نتيجة لزيادة أسعار الخامات عالميًا خلال الفترة الماضية وفقا لـ”شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية”.
أسعار الخامات عالميا تضغط على الملابس الجاهزة
وقالت سماح حسين هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، إن سوق الملابس الجاهزة الشتوية شهد زيادات فى الفترة الحالية بسبب الزيادات العالمية في أسعار الخامات المستورة خلال الـ 6 أشهر الماضية ، ولم تكن وليدة سعر الصرف المتداول أو تعويم الجنيه الذى قرره البنك المركزى مؤخرا.
وأضافت فى تصريحات لـ”عالم المال”أن الملابس الشتوية الحالية جرى تصنيعها قبل بداية الموسم بمدة تتعدى الـ6 أشهر، عقب بدء الموسم الصيفي 2022 مباشرة، وهو أمر متبع لدى المصنعين، متابعة أن الأزمات العالمية أثرت بشكل كبير علي الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى زيادة وتيرة التوتر في العلاقات بين الصين وتايوان وأمريكا، ما أدى إلى زيادة المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي بشكل عام، وكذلك الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشارت “هيكل” إلى أن ما نمر به كان نتيجة ارتفاع أسعار خامات التصنيع بالإضافة إلى معدلات التضخم العالمي، وتكاليف الشحن، ليؤدي ذلك إلى رفع الأسعار قرابة نسبة الـ40%.
وتابعت “هيكل” أن المصانع تتجه فور الانتهاء من عملية التصنيع إلى عمل تقسيم للملابس المصنعة عبر مجموعات، ليتم وفقاً لها التعاقد مع محلات الجملة، لتبدأ المحلات تبعاً لذلك بعملية التدريج في العرض أمام المستهلك، موضحة أن المصنع يعطي البائع أسعار الملابس بنسبة أقل من سعر بيعه والتي تصل إلى 30% حسب الاتفاق المتداول بينهم، متجهاً بذلك إلى تحديد أسعار المنتجات لدية طبقاً لما تم الاتفاق علية مع بقية المتعاملين.
وأضافت، أنه فور انتهاء الموسم الشتوى يتم التجهيز للموسم الصيفي الجديد والمقبل في 2023، ولكن السوق يواجه عدم وضوح في تلك الخامات المقبل علي تصنيعها بسبب حالة الانتظار لسعر الدولار مقابل الجنيه، فعند إقبال محلات الجملة علي زيادة عدد الموديلات مرة أخري لديها تواجه عدم المقدرة من طرف المصنع المتعاقد معه، بسبب امتناع موردي الخامات له عن التسعير والتوريد انتظاراً لسعر الدولار لتحقيق أكبر المكاسب، وعدم خسارة رؤوس الأموال الخاصة بهم والموجودة بالفعل في المخازن خلال الوقت الحالي.
ركود بقطاع الملابس الجاهزة لهذا السبب
وأشارت إلى أن قطاع الملابس يواجه خلال المواسم الماضية والحالية حالة الركود، بعد اتجاه العديد من المستهلكين إلى البحث عن أولويات المعيشة “الطعام، الشراب، العلاج، التعليم” في ظل ارتفاع الأسعار في منتجات كثيرة.
وتوقعت عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة، أن يشهد السوق المصرية خلال الفترة المقبلة عودة أخرى للأسعار خاصة بعد إلغاء قرار الاعتمادات المستندية من جانب المركزي المصري، وإحلال مستندات التحصيل، وهو ما سيؤدي إلى وفرة خامات التصنيع وبالتالي زيادة المعروض.