تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تحديات أثرت على الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية، ممثلة في ضعف السيولة الأجنبية نتيجة خروج رؤوس الأموال الساخنة، وتباطؤ معدلات استثمارات القطاع الخاص المصري، وارتفاع فائدة الاقتراض السيادي، ومؤشرات الدين الخارجي، بالإضافة إلى تراجع معدلات جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأثرت الأزمة الروسية الأوكرانية على عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والتجارية فى مصر، ومنها قطاع الجلود والمنتجات الجلدية خلال 2022 ، وفى التقرير التالى يرصد “عالم المال” تأثير هذه الحرب على القطاع .
ومنذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا واجهت مصر متاعب اقتصادية عديدة نتيجة تعرقل الكثير من وارداتها الهامة من روسيا وأوكرانيا، خاصة القمح الذي تعد القاهرة أكبر مستورد له في العالم.
كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على قطاع الجلود؟
ومن جانبه قال محمد حسن عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات عن تأثر قطاع الجلود بالأزمة الروسية الأوكرانية إن تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تؤثر كثيرا على المصنوعات الجلدية.
وأكد أن مصر تستورد مادة وحيدة تدخل في دباغة الجلود تسمى “الكروم” وتستورد من روسيا، لافتا إلى أن هناك بدائل لاستيرادها من الصين والهند، وبالتالى لم تكن لها تأثير كبير على القطاع خلال 2022.
وعن أزمة سلاسل التوريد أشار “حسن ” فى تصريحات لـ”عالم المال” إلى أن أزمة سلاسل التوريد المستمرة حتى الآن والتي سببت زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج بنسبة تتراوح ما بين 15 و20% خلال عام، موضحا أنه رغم هذه الزيادة في الخامات لم يحدث زيادة في المنتج المصري النهائي في الأسواق ،وذكر “عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الجلود، أن الزيادات التي حدثت العام الجاري، ارتفاعات في الأصناف المستوردة.
40 منتجًا يتم استيراده من الخارج
وتستهدف غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، توطين صناعة مستلزمات الإنتاج خلال العام المقبل، من خلال البدء فى تصنيع أكثر من 40 منتجًا يتم استيرادها من الخارج.
وتابع إن تلك المستلزمات تمثل نحو 55% من كافة مدخلات الإنتاج التى تدخل فى عملية التصنيع، مضيفا أن تعميق التصنيع المحلى سوف يكون من خلال رفع كفاءة المصانع القائمة وتطويرها، بعد توفير التمويل اللازم لها، وتوعية المستثمرين لتوجيه جزء من استثماراتهم فى إنشاء مصانع متخصصة فى تصنيع مستلزمات ومدخلات الإنتاج.
وأوضح أن الغرفة تستهدف توطين صناعة مستلزمات ومدخلات الإنتاج خلال العام المقبل للتغلب على أزمة سلاسل الإمداد وارتفاع سعر الدولار ورفع نسبة المكون المحلى فى المنتج النهائى، مشيرا إلى أن أغلب المستلزمات التى يتم استيرادها تتنوع بين إكسسوارات ونعال ومواد كيماوية .
26 مليون دولار صادرات قطاع الجلود فى 3 أشهر
من ناحية أخرى ارتفعت صادرات قطاع الجلود والمنتجات الجلدية خلال الفترة يناير-مارس من العام الحالي2022 بنحو 27.2%، لتسجل ما قيمته 26 مليون و917 ألف دولار، مقابل 21 مليون و163 ألف دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لـ”المجلس التصديرى للجلود والمنتجات الجلدية”.