طالب الدكتور محمد حسن الطراونة استشاري الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة وأمراض النوم، وخبير العدوى التنفسية، بأهمية وضع بروتوكول واضح لمرضى الربو والأعراض المشابهة له بأقسام الطوارئ والمراكز الصحية في الدول العربية.
قال د. الطراونة، في تصريحات صحفية، إن مرض الربو يعتبر مشكلة عالمية، خاصة في ظل انتشار الفيروسات التنفسية في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن المرض يزيد الإنفاق في القطاعات الصحية العربية، نظرا لتكلفته الكبيرة، من حيث الأدوية والبخاخات والإدخالات للمستشفيات، لذلك فإن وضع بروتوكول واضح لمرضى الربو والأعراض المشابهة له بالطوارئ والمراكز الصحية وتفعيل الرعاية الصحية الأولية، وتشخيصه مبكرا بعد تحويل المرضى للعيادات المختصة، سيخفف من الأعراض وتكلفة العلاج، واستخدام الأدوية غير الصحيحة.
أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، أن علاج الربو يجب أن يتم بناء على خطة يضعها الطبيب المختص، حسب الأعراض لدى المريض وحالة الربو، لكن للأسف توجد لدينا مشكلة تشخيص حالات الربو أو عدم اكتشافها مبكرا، فالمريض يأتي أحيانا بمراحل متقدمة من المرض.
كشف الدكتور الطراونة، أن هناك نحو 250 مليون حالة ربو في العالم بما يجعل الرقم مخيفا؛ حيث يصيب الربو الصغار والكبار، وهو مرض تنفسي مزمن، يؤدي إلى انسداد أو تضيق في القصبات الهوائية، نتيجة التعرض لمحفزات، كالتعرض لروائح معينة، أو مواد كيماوية، أو غبار وأتربة، أو الفيروسات التنفسية.
نوه بأن من أعراض مرض الربو، ضيق وصعوبة التنفس، وآلام في الصدر، والسعال، وعندما تضيق القصبات من الممكن أن ينخفض معها الأكسجين، وحدوث تصفير بالصدر.
لفت د. الطراونة، إلى أن أعراض الربو قد لا تحدث لسنوات، إلا أن احتمالية رجوعها واردة كونه مرضا مزمناً، وهو بالوقت ذاته قابل للسيطرة عليه والوقاية منه، في حال تم تشخيصه مبكرا عن طريق طبيب مختص بالمجال، بعد اجراء الفحوصات اللازمة للمريض، وفي بعض الأحيان يكون هناك أمراض مرافقة للربو، تجعل المرض غير مسيطر عليه، مثل الارتداد المعوي المريئي، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
حذر د. محمد حسن الطراونة، من «الربو المهني»، والذي يحدث مع الأشخاص أثناء ممارستهم لمهنهم وعادة تكون أعمالهم خطرة على الجهاز التنفسي، لكنها تختفي بالعطل، كالعاملين بالمصانع والمناجم، والدهانين، والنجارين، والخبازين وغيرهم، مشددا على ضرورة تثقيفهم صحيا، وذلك بأن يقوموا بمراجعة الطبيب المختص كل عام لتقييم حالتهم، تجنبا لحدوث لهم تليف بالرئة، مع ضرورة التأكيد على أهمية اتخاذهم لإجراءات السلامة العامة، كارتداء الكمامة.
أكد أن الإهمال والتأخر في تشخيص حالات الربو، أو عدم علاجها، من الممكن أن ينشأ عنه مضاعفات، منها تعرض المريض إلى هجمة ربو شديدة، قد تؤدي إلى نقص بالأكسجين، وانسداد القصبات الهوائية، والإدخال للعناية الحثيثة، وأحيانا للوفاة، مؤكدا على أن العلم تقدم بشكل كبير في علاج هذا المرض.
وفي موضوع بخاخات الربو، قال الطراونة، إنه الآن يوجد بخاخات خففت على المرضى، حيث أصبحت تحتوي على نوعين من الأدوية، لكن مازال هناك تخوف عند البعض من استخدامها، مشددا على أنها لا تؤدي إلى الإدمان، فهي عبارة عن وسيلة لإيصال العلاج للرئة، حتى تكون الفعالية أكثر والقابلية للعلاج أسرع، والمواد فيها تحتوي على مواد مضادة للالتهاب، ومواد موسعة للقصبات الهوائية فقط.
دعا إلى عدم استخدام البخاخات بطريقة عشوائية وغير صحيحة، لأن لها استعمالات معينة لحالات معينة، ويجب أن لا تصرف إلا بوصفة طبية من الطبيب المختص بهذا المجال، فهناك بخاخات إذا استخدمت من الممكن أن تحدث جرعة زائدة، أو تسارع بنبضات القلب، أو مضاعفات وفطريات داخل الفم والحلق، إذ يوجد استعمال جائر للمضادات، وبعض انواع البخاخات التي لا تناسب الحالات المرضية لبعض الأشخاص.
حذر د. محمد حسن الطراونة، من التساهل بتناول أدوية الكورتيزون لأمراض الربو، حيث أنها تعطى كعلاج لحالات معينة وتحديدا للذين يتعرضون للهجمات الربوية الشديدة، فيجب أن تصرف تحت إشراف طبي، لأن لها طريقة معينة بالأخذ والإيقاف، ومن الممكن أن تؤدي لمضاعفات منها الوفاة في حال سوء استخدامها.
نصح د. الطراونة، المرضى بالالتزام بالأدوية التي تصرف لهم من قبل الطبيب، فكل دواء يصرف حسب حالة المريض وتصنيف الحالة، فهناك حالات متوسطة وخفيفة وشديدة، ويتم تقييم المريض والأدوية اللازمة بالعلاج، فعلاج الربو يعتمد على زيادة الجرعات أو تخفيضها.
في ظل انتشار الفيروسات التنفسية، ناشد الطراونة، بضرورة الاهتمام بالصحة المدرسية، وتثقيف الأطفال والكوادر عند حدوث أعراض تنفسية معهم، بالإبلاغ عنها، لعرضهم على الطبيب، واتخاذ الاجراءات الطبية مبكرا، بالإضافة لتثقيف الكوادر مزودي الرعاية الصحية، وتفعيل القوانين وتطبيقها بخصوص التدخين بشتى أنواعه سيما السجائر الالكترونية، حيث إن التدخين يفاقم مشكلة مرض الربو.